بعد تهنئة المقاومة الفلسطينية.. انتقادات إسرائيلية للحكومة المغربية

رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني

وجّه القائم بأعمال السفير الإسرائيلي بالمغرب ديفيد غوفرين انتقادات إلى رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، بعد تهنئته رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية “بالانتصار في حرب غزة”.

وقال غوفرين، اليوم الثلاثاء، “أثارني تصريح رئيس الوزراء المغربي السيد العثماني الذي أيد وهنأ تنظيمات حماس والجهاد الإسلامي الإرهابية المدعومة من إيران”.

وأضاف “من يدعم حلفاء إيران يقوي نفوذها الإقليمي، أليس تعزيز إيران التي تزرع الدمار في دول عربية، وتؤيد جبهة البوليساريو، مناقضا لمصلحة المغرب وللدول العربية المعتدلة؟”.

وكان العثماني وهو أيضا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد هنأ هنية، في رسالة بعث بها بصفته الحزبية بـ”الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني” مجددا “الموقف المبدئي في دعم القضية الفلسطينية”.

وأضاف “هي مناسبة لأجدد لكم موقفنا المبدئي الراسخ والثابت في دعم القضية الفلسطينية، وأننا سنظل دائما في طليعة المدافعين عن القضية وداعما ومساندا للشعب الفلسطيني في سعيه لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

كما هنأ العثماني، الجمعة الماضي، الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة بـ”الانتصار” على عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

وقال العثماني في تغريدة نشرها عبر حسابه الموثق على “تويتر”: “الحمد لله على نصره وعلى توقف العدوان، هنيئا للشعب الفلسطيني ولفصائل المقاومة”.

وأضاف “‫المسجد الأقصى يشهد أداء صلاة الجمعة، وصلاة الجنازة على الشهداء بكثافة، بعد انتصار إفشال دخول المستوطنين إليه”.

وأرفق رئيس الحكومة المغربية، تغريدته بوسم #فلسطين_تنتصر.

دعم المقاومة المسلحة

في السياق، قال عبد العزيز أفتاتي القيادي بحزب العدالة والتنمية المغربي (قائد الائتلاف الحكومي) إن “ما يعبر عن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني هو رأي المغرب الرسمي والشعبي، الرافض للكيان الإرهابي الإجرامي (إسرائيل) الذي مصيره مزبلة التاريخ”.

وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول أن “الدول العربية والإسلامية كلها مجمعة على دعم المقاومة المسلحة”.

وزاد: “إذا صدر من إيران موقف في السابق أو اليوم يضر بالمغرب، فهي دولة تظل شقيقة، ويمكن أن نحل مشاكلنا داخل منظمة التعاون الإسلامي التي تجمعنا، ولا دخل لهذا المجرم (الدبلوماسي الإسرائيلي) في خلافنا مع أشقائنا”.

ودعا أفتاتي إلى منع دخول الدبلوماسي الإسرائيلي إلى المغرب من جديد وقال “هو شريك في تقتيل مئات الفلسطينيين في غزة، لا يجب أن يدنس أرض المغرب”.

وفي مايو/أيار 2018، أعلن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، قطع بلاده علاقاتها مع طهران، وطلبها من سفير إيران مغادرة البلاد، “بسبب علاقة بين “حزب الله” والبوليساريو (التي تتنازع مع المغرب حول إقليم الصحراء)”.

فيما نفت وزارة الخارجية الإيرانية “بشدة” الاتهامات المغربية بوجود “تعاون بين سفارة طهران بالجزائر وجبهة البوليساريو”.

وكانت قطاعات واسعة من الشعب المغربي أبدت تأييدها للفلسطينيين ورفضها للعدوان الإسرائيلي على غزة.

تطبيع العلاقات

وأعلنت المغرب، العام الماضي، استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن كانت أوقفتها عام 2000.

وفي 10 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، ليصبح المغرب رابع دولة عربية توافق على التطبيع خلال 2020، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وفي 22 من الشهر ذاته وقع العثماني “إعلانا مشتركا” بين بلاده وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط.

ومنذ 13 من أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات “وحشية” ارتكبتها شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوها بمدينة القدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح” في محاولة لإخلاء 12 منزلاً فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.

وانتقلت المواجهات إلى عموم الضفة الغربية والمدن الفلسطينية داخل إسرائيل وانتهت بشن إسرائيل عدوانا بالمقاتلات والمدافع على الفلسطينيين في قطاع غزة، يوم 10 من مايو/أيار، استمر 11 يوما وانتهى بوقف لإطلاق النار فجر الجمعة.

وأسفر العدوان الوحشي على الأراضي الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل عن 281 شهيدا، بينهم 69 طفلا، و40 سيدة، و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة، منها 90 صُنفت على أنها “شديدة الخطورة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات