“العودة لنقطة الصفر”.. ما هدف الاحتلال من اقتحام المسجد الأقصى مجددا؟ (فيديو)

قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى (رويترز)

قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني إن الاحتلال يهدف إلى الاستفراد بالقدس والمقدسات الإسلامية ومحاولة نزع بعض مكاسب المقاومة والشعب الفلسطيني التي تحققت مؤخرا.

وأضاف الكسواني للجزيرة مباشر، أن الاحتلال يريد كذلك أن تعود الأمور إلى نقطة البداية قبل العدوان على غزة، أي استمرار الاعتداء على المقدسات وإدخال المتطرفين داخل المسجد الأقصى والقضاء على فكرة ربط ما حدث في غزة بالقدس والمقدسات الإسلامية.

وأوضح الكسواني أن محاولة الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق تلك الأهداف، تشمل وسائل مثل إدخال أعداد كبيرة من المتطرفين واقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، ومساعدتهم على استفزاز المرابطين وأداء صلوات تلمودية، بالإضافة إلى نزع السيادة من الأوقاف الإسلامية في القدس، وفرض السيطرة على كل من في داخل المسجد الأقصى لإظهار أن له السيادة وسلطة المنع والمنح.

ودعا الكسواني إلى وقفة عربية لإعادة السيادة للأوقاف الإسلامية، خصوصا فيما يخص الأقصى، حتى لا يحقق الاحتلال أهدافه في إعادة الأمور إلى نقطة الصفر مرة أخرى وفرض الواقع الذي يريد أن يفرضه.

وأكد الكسواني أن الاحتلال شن حملات اعتقال كبيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى، إذ وصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 1500 مقدسي، وكذلك احتجز الاحتلال هويات من تواجدن من النساء، وربما يصل الأمر بعد ذلك إلى إصدار أوامر بإبعاد أعداد من المرابطين والمرابطات في الأقصى، لتأمين اقتحام المتطرفين والمستوطنين.

وأشار إلى أن هؤلاء المتطرفين دعوا بشكل صريح عبر مواقع التواصل إلى إزالة مسجد قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم مكانه.

وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها بدأت اعتبارًا من الليلة الماضية حملة “فرض النظام وتطبيق القانون”، في حين اتهمها حقوقيون فلسطينيون بشن حملة انتقامية ضد الفلسطينيين بالخط الأخضر بسبب مواقفهم السياسية.

وقالت الشرطة إن آلافًا من أفراد الشرطة وحرس الحدود وعناصر الاحتياط يشاركون في الحملة لاعتقال المشتبه في ارتكابهم ما تعتبره إسرائيل “أعمال شغب” في الأسبوعين الماضيين، وأشارت إلى اعتقال 1550 شخصًا خلال الفترة الماضية، وتوجيه الاتهام لـ150 منهم.

وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الشرطة حددت قائمة بأسماء نحو 500 شخص ممن وصفتهم بـ “العناصر الإجرامية” من فلسطينيي أراضي 48، لاعتقالهم بتهمة المشاركة في أعمال شغب مؤخرًا. في المقابل، اتهم حقوقيون فلسطينيون الشرطة الإسرائيلية بشن حملة انتقامية ضد فلسطينيي 48 بسبب مواقفهم السياسية.

ومساء السبت، قمعت قوات الاحتلال المشاركين في مسيرة نظمت أمام المدخل الغربي لحي الشيخ جراح من مدينة القدس المحتلة، للمطالبة بوضع حد لاستفزازات المستوطنين، ورفع الحصار المتواصل على الحي منذ 14 يومًا.

وشارك في المسيرة إلى جانب المقدسيين، نشطاء سلام، ورددوا الهتافات المنددة بحصار الحي وبممارسات قوات الاحتلال والمستوطنين بحق الأهالي هناك، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وكثفت قوات الاحتلال من انتشارها على مداخل الحي ومنعت المواطنين من الوصول إلى البيوت المحاصرة، والمهدد أصحابها بالتهجير القسري لصالح المستوطنين. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه تعاملت مع 4 إصابات بحي الشيخ جراح، بينها إصابة بقنبلة صوت.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توعد عقب وقف إطلاق النار مع قطاع غزة بقمع ما وصفها بجبهة الشغب والخروج عن القانون، في إشارة إلى المظاهرات التي شهدتها مدن وبلدات الخط الأخضر تضامنا مع القدس وغزة.

وأجلت المحكمة العليا الإسرائيلية مؤخرًا جلسة استماع بشأن إخلاء 4 عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لصالح المستوطنين، بينما تنتظر ثلاث عائلات أخرى في الحي ذاته، قرارا مماثل في شهر أغسطس/آب المقبل.

المصدر : الجزيرة مباشر