“الأقصى في خطر” يتصدر عربيا مع تجدد الاقتحامات وتحذيرات من العودة لنقطة البداية

الخارجية الفلسطينية: استمرار اقتحامات الأقصى استهتار بالجهود المبذولة لتثبيت التهدئة (وفا)

استأنفت جماعات من المستوطنين اليوم الأحد اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي للتدخل وحذرت من العودة لنقطة البداية.

يأتي ذلك بينما تصدر وسم (#الأقصى_في_خطر) منصات التواصل العربية تزامنًا مع تجدد الاقتحامات الإسرائيلية للحرم القدسي.

واقتحم عشرات جنود الاحتلال ساحات المسجد الأقصى لتأمين اقتحامات المستوطنين واعتدوا على المصلين فجرًا بالضرب المبرح، واعتقلوا أربعة منهم إضافة إلى فادي عليان أحد حراس المسجد، وعلي وزوز الذي يعمل في دائرة المخطوطات التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن قوات الاحتلال منعت المصلين دون سن 45 عامًا من دخول الأقصى وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبوابه، كما أخلت محيط المسجد القبلي من المصلين وانتشرت داخله وفي محيطه من أجل تسهيل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.

 

إصرار على المساس بحرمته

واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اقتحام الأقصى من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات شرطة الاحتلال، إصرارا اسرائيليا على المساس بحرمة المسجد الاقصى ومصلياته من جهة، وإصرارا على بث مزيد من التوتر في المسجد والمدينة المحتلة.

وأشار أمين العام الهيئة حنا عيسى إلى ان اقتحام المستوطنين للأقصى هو بمثابة صب الزيت على النار، ولإشعال أجواء التوتر في المدينة وبين المصلين في المسجد، مؤكدا أن الأقصى المبارك خط أحمر يجب على سلطات الاحتلال أن تعي هذه الرسالة جيدا.

وقال إن اعادة اقتحام المسجد الأقصى وتدنيس باحاته ومصلياته خطوة بغاية الخطورة، تعكس مدى التطرف الإسرائيلي والفكر الصهيوني الداعي إلى انتهاك حرمة الأديان والاعتداء على المقدسات ودور العبادة، دون اكتراث لحرمة هذه الأماكن الدينية المقدسة وكافة القوانين والأعراف الدولية الداعية لحماية وصون هذه الأماكن.

تحذير من العودة لنقطة البداية

من ناحيتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية  من العودة إلى نقطة البداية إذا استمر اقتحام الأقصى وحصار حي الشيخ جراح.

وأضافت “نطالب الإدارة الأمريكية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد الإسرائيلية”.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، إن اسرائيل تتعمد تصعيد اعتداءاتها على القدس واقتحاماتها للمسجد الاقصى المبارك، وتشديد حصارها على حي الشيخ جراح عشية وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة.

وأوضح السفير أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية، أن هذا التصعيد يأتي خطوة استباقية يهدف من خلالها الاحتلال إلى محاولة فرض الاقتحامات على الأقصى وتكريسها وتعميق إجراءاته التهويدية في القدس وجعلها أمرا واقعًا وقائمًا لا مكان لنقاشه في جدول أعمال زيارة بلينكن، بهدف تعكير أجواء المداولات التي سيجريها المسؤول الأمريكي مع الأطراف في المنطقة.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية لا تضيع أي فرصة لتوتير الأوضاع ووضع العراقيل والعوائق أمام أي جهود لتثبيت التهدئة وإعادة إحياء عملية السلام.

وكان المسجد الأقصى قد أغلق قبل نحو أسبوعين أمام المستوطنين، بعد الهبة الشعبية لأبناء القدس وفلسطينيي الـ48، التي أحبطت دعوات “جماعات الهيكل” لاقتحامه باعداد كبيرة.

دعوات لاقتحام الأقصى

وكانت مجموعات يهودية متطرفة قد نشرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت تتوعد فيها باقتحام المسجد الأقصى.

ونشرت جماعات المعبد اليهودية المتطرفة صورة لعدد من منتسبيها يقفون أمام مدخل جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك ويحمل أحدهم سلاحا أوتوماتيكيا في المكان.

وقررت الحكومة الإسرائيلية منع المستوطنين من اقتحام المسجد قبل أكثر من أسبوعين، بسبب العشر الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر إضافة إلى الأوضاع الميدانية دون أن تعلن عن إلغائه.

ويطالب المستوطنون بإعادة السماح لهم بدخول المسجد دون أن يكون واضحا إذا ما كانت الحكومة الإسرائيلية ستتخذ هذا القرار قريبا في ضوء الوضع الأمني في القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية.

وكان النائب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي عن حزب الصهيونية الدينية المتطرف إيتمار بن غفير قد دعا أمس السبت إلى اقتحام الأقصى اليوم الأحد.

وقال بن غفير عبر تويتر يبدو أن (موشيه) غافني يعرف اتفاق لرئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) لوقف إطلاق النار في غزة.

وموشيه غافني صحفي إسرائيلي يرأس صحيفة مِشبحا الإسرائيلية ويدعو لعدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى.

وأضاف بن غفير: لم يتبق الكثير من الوقت لمعرفة الإجابة غدا في السابعة صباحا يجب أن يكون الجبل مفتوحا لليهود، إغلاق الجبل يعني أن إسرائيل استسلمت لحماس.

ويتهم نواب كنيست وصحفيون إسرائيليون الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو بأنها عقدت اتفاقًا لوقف إطلاق النار يتضمن عدم السماح للإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومسؤولون آخرون في الحكومة نفوا ذلك وأكدوا أنّ اتفاق إطلاق النار أبرم دون وضع شروط.

وأعلن اتفاق لوقف إطلاق نار متبادل ومتزامن في قطاع غزة بدأ سريانه فعليا اعتبارا من الساعة 02:00 فجر الجمعة بتوقيت فلسطين.

وأسفر عدوان إسرائيلي وحشي على أراضي السلطة الفلسطينية والبلدات العربية بإسرائيل شمل قصفا جويا وبريا وبحريا على قطاع غزة عن 279 شهيدا بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، فيما أدى إلى أكثر من 8900 إصابة منها 90 صُنفت على أنها شديدة الخطورة.

ومنذ عام 2003 تسمح الشرطة الإسرائيلية أحاديا للمستوطنين بدخول المسجد من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى. ولطالما تسببت هذه الاقتحامات بمواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.

ومنذ 13 أبريل/ نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات وحشية ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح (وسط) إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات