مصدر رزقه الوحيد.. صاحب مكتبة في غزة باكيا: الاحتلال دمر حلم حياتي (فيديو)

بدموع الحسرة، تفقد المواطن الفلسطيني شعبان سليم، أنقاض مكتبته التي دمرها طيران الاحتلال الإسرائيلي بعد قصف بناية (كحيل) المكونة من 5 طوابق أمس الثلاثاء في قطاع غزة.

البناية كانت تضم كذلك عددا من المراكز التعليمية، بالإضافة إلى مطبعة ومحال تجارية ومكاتب تصوير لخدمة طلاب الجامعات بشكل أساسي.

وقال سليم للجزيرة مباشر، إن مكتبته كانت تحتوي على كتب تعليمية وثقافية، بالإضافة إلى توفيرها لخدمات الطباعة والتصوير وخدمات طلابية مختلفة، موضحًا أنه تلقى اتصالًا في الصباح علم من خلاله بقصف البناية دون أي سبب، وهو ما أدى إلى تدمير المكتبة بشكل كامل.

مثلت المكتبة مصدر الدخل الوحيد لسليم وأسرته، بعدما تمكن من امتلاكها بعد جهد طويل ومجازفة كبيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة المحاصر، إذ عمل في البداية موظفا في إحدى المكتبات، قبل أن يفتتح مكتبة صغيرة مع شقيقه.

وشيئا فشيئا تمكنا من تطويرها وتوسيعها، لتصبح أكثر من مجرد مصدر للدخل بالنسبة إليه. “كانت حلمي البسيط في هذه الدنيا” يضيف سليم بصوت تخنقه العبرات.

رغم تأثره الواضح، يكرر سليم في حديثه للجزيرة مباشر عبارات مثل “الحمد لله على كل حال” ليصبر نفسه على مصابه وخسارته التي تبلغ ما يقرب من 50 ألف دولار، فضلًا عن عدم وجود مصدر دخل آخر له ولأسرته، مضيفًا “ربنا يفرجها”.

يؤكد سليم أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة غير مسبوق رغم أنه مستمر منذ 9 أيام فقط، مقارنة بما حدث أثناء عدوان عام 2008 وعدوان عام 2014 واللذين عايشهما أيضًا، ففي عدوان 2008 تعرض منزله لقصف أسفر عن سقوط 7 شهداء من عائلته.

يحاول سليم تجميع بعض الكتب والمعدات التي تبقت من مكتبته، رغم أنها أصبحت تالفة ولن يستفيد منها شيئًا، لكنه قال إنه يريد أي شيء يذكره بمكتبته الضائعة، وعبر عن ذلك قائلًا “حاجة من ريحة المحل مش أكتر. مش هستفيد منهم”.

واختتم سليم حديثه وهو يبكي قائلًا إن المكتبة كلفته سهر الليالي والسنين، مضيفًا “كنت أمنع عن حالي وعن أولادي وعن أخوتي عشان أكمل المحل. الحمد لله على كل حال”. معربًا عن أمله في أن يتمكن من الخروج من محنته قريبًا.

المصدر : الجزيرة مباشر