ناشط سياسي بحريني يكشف معاناة معتقلي الرأي في سجن “جو” بعد تفشي كورونا

مظاهرات سابقة في البحرين (رويترز ـ أرشيف)

قال الصحفي والناشط السياسي سعيد الشهابي إن سجن “جو” سيء السمعة في البحرين يشهد تفشيا كبيرا لفيروس كورونا المستجد المسبب لوباء كوفيد-19، ما يشكل خطرا على حياة السجناء.

وأشار الشهابي إلى أن السجن هو أكبر سجون البحرين وأكثرها اكتظاظا، ويقبع بين جدرانه معظم قادة المعارضة السياسية وحركات حقوق الإنسان.

وقال الشهابي المقيم في لندن إن مصادر تحدثت عن أن معدلات الإصابة بالفيروس ارتفعت بصورة كبيرة، إذ تشير أحدث التقديرات إلى أن 100 سجين على الأقل ثبت إصابتهم بالفيروس.

وأضاف أن التطورات التي يشهدها السجن دفعت أهالي المعتقلين إلى إصدار مناشدات للمجتمع الدولي لممارسة ضغوط على النظام الحاكم في البحرين لإطلاق سراح السجناء السياسيين.

وتابع “منظمات حقوق إنسان ناشدت البحرين بإطلاق سراح كل سجناء الرأي في البلاد”.

وأشار الشهابي الذي يعيش في منفى اختياري منذ نحو أربعة عقود إلى أن نشطاء حقوق الإنسان يعملون بلا هوادة لتسليط الضوء على محنة السجناء الذين يقبعون في زنازين تفتقر إلى المرافق الصحية الأساسية ويحرمون من الرعاية الطبية المناسبة.

وقال الشهاوي، في 6 أبريل/نيسان الجاري، توفي عباس مال الله (50 عاما) في سجن جو وهو سجين رأي اعتقل عام 2011 لمشاركته في احتجاجات مؤيدة للديمقراطية.

وأضاف أن مسؤولي السجن ذكروا أن سبب الوفاة “أزمة قلبية” إلا أنه لا يمكن استبعاد أسباب أخرى للوفاة بينها “الإهمال الطبي”، على حد وصفه.

وقبل أسبوع، قال نشطاء إن قوات الأمن البحرينية ضربت السجناء في سجن جو خلال احتجاجهم على ظروف السجن.

ويزداد التوتر في سجن جو الرئيسي بالبحرين منذ تفشي فيروس كورونا الشهر الماضي الذي قالت السلطات إنها احتوته.

نظمت أسر المحتجزين احتجاجات صغيرة خارج السجن للمطالبة بإطلاق سراح السجناء السياسيين وتحسين ظروف السجن.

وقالت جمعية الوفاق المعارضة -التي جرى حلها- ومنظمة سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان ومعهد البحرين للحقوق والحريات إن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة خلال عملية، في 17 أبريل/نيسان الجاري.

وقال سيد أحمد الوداعي عضو معهد البحرين الذي يقيم في المنفى إن أحد السجناء أبلغه أن النزلاء شكلوا سلاسل بشرية في اعتصام حاولت قوات الأمن فضه.

وقالت الإدارة العامة البحرينية للإصلاح والتأهيل وهي الهيئة المسؤولة عن السجون في بيان لوسائل الإعلام الرسمية إن عدة نزلاء في سجن جو سدوا الممرات ورفضوا دخول عنابرهم.

وقالت الإدارة إن النزلاء لم يصغوا إلى التحذيرات على مدار أيام ما اقتضى اتخاذ إجراءات أمنية وقانونية ضد مرتكبي أعمال الفوضى والعنف بحق عدد من ضباط الشرطة.

وقالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بالبحرين إنه زارت في 18 أبريل/نيسان الجاري  السجن للتحقيق في الحادث وخلصت إلى أن ما أثير بشأن ضرب ونقل النزلاء إلى أماكن غير معروفة “غير صحيح”.

مطالبات من ناشطين بالنظر في معاناة السجناء بالبحرين (مواقع التواصل الاجتماعي)

وكانت وزارة الداخلية البحرينية قد خاطبت قناة الجزيرة معبرة عن استيائها من نشر أخبار وصفتها بأنها غير دقيقة، عن تصاعد التوتر في سجن بحريني بعد احتجاج المعتقلين وأُسرهم على ظروف احتجازهم.

وقالت الوزارة -في بيان لها موجه للقناة- إن الخبر مبني على معلومات مغلوطة جملة وتفصيلا، وعارٍ تماما من الصحة، ويأتي في إطار الحملة والمواقف المبتكرة، بقصد الإساءة لما حققته مملكة البحرين من مكتسبات، وما أنجزته من مبادرات في ملف حقوق الإنسان وغيره من مجالات العمل الوطني، حسب البيان البحريني.

وكانت الجزيرة قد بثت خبرا مسندا لوكالة رويترز للأنباء، ونقلت فيه الوكالة عن نشطاء بحرينيين قولهم إن قوات الأمن البحرينية اعتدت بالضرب على سجناء خلال احتجاجهم على ظروف حبسهم، وإن التوتر يزداد في سجن “جو” الرئيسي في البحرين منذ تفشي فيروس كورونا الشهر الماضي، الذي قالت السلطات إنها احتوته.

وأكدت الجزيرة في ردها على الداخلية البحرينية أنها ترحب دائما برواية جميع الأطراف للخبر، ولكنها لن تمتنع عن بث أنباء واردة عبر وكالات أنباء عالمية تلتزم المعايير المهنية، كما ترحب الجزيرة بأي مداخلة لأي مسؤول بحريني يريد أن يقدم معلومات جديدة أو رأيا، خاصة في قضايا حقوق الإنسان في البحرين.

من جهة أخرى، أشارت كل من منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” و”معهد البحرين للحقوق والديمقراطية” إلى أن العديد من السجناء السياسيين في سجن “جو” ما يزالون محتجزين في الحبس الانفرادي وغير قادرين على الاتصال بعائلاتهم بعدما اعتدت عليهم شرطة مكافحة الشغب في 17 من أبريل/ نيسان الجاري.

وأضاف المصدران أن أفراد الشرطة دخلوا المبنى 13 وهاجموا ما لا يقل عن 35 سجينا، بسبب احتجاجهم على سوء أوضاع السجن.

ووفقا لشاهد عيان تحدث إلى معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، فإن الهجوم قاده كبار ضباط الشرطة، والتقطته كاميرات المراقبة والتسجيلات التي أعدتها شرطة مكافحة الشغب.

وكانت وزارة الداخلية في البحرين أصدرت بيانا أعلنت فيه أنه تم اتخاذ إجراءات أمنية وقانونية ضد سجناء تورطوا في أعمال الفوضى والعنف ضد أفراد الشرطة.

وتواجه البحرين ضغوطا من منظمات حقوقية بشأن أحوال السجون واكتظاظها بالسجناء وسوء حالة النظام الصحي ونقص الرعاية الطبية.

ويقبع مئات من الساسة المعارضين والنشطاء والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في السجن منذ انتفاضة 2011 وما تلاها من حملات للحكومة.

وقالت البحرين، في 28 مارس/آذار الماضي، إن كل النزلاء الذين طلبوا التطعيم بلقاحات الوقاية من كوفيد-19 حصلوا عليه.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات