من حوار هادئ إلى تبادل الاتهامات.. اشتباك لفظي بين وزيري خارجية تركيا واليونان (فيديو)

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو(يمين) ووزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس (رويترز)

تحول مؤتمر صحفي هادئ، الخميس، كان يعول عليه في تحسين العلاقات المتوترة بين تركيا واليونان إلى ساحة عاصفة لتبادل الاتهامات والاشتباك اللفظي بين وزيري خارجية البلدين.

وظل المؤتمر الصحفي الذي عقد في أنقرة هادئا طيلة 15 دقيقة ومتسما بالدبلوماسية إلى أن اشتبك وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس لفظيا مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو وبدأ في كيل الاتهامات لتركيا.

وبدأ المؤتمر بالتعبير عن الأمل في تحسين العلاقات لكنه سرعان ما تحول إلى ساحة حرب، إذ أبدى ديندياس تأييده لمحاولة تركيا الانضمام للاتحاد الأوربي، إلا أنه قال إن أي انتهاكات لسيادة اليونان ستستتبع عقوبات.

وأشعلت تصريحاته رد فعل غاضبا من تشاووش أوغلو الذي وصفها بأنها “غير مقبولة”، ما دفع ديندياس لإبداء اندهاشه من عدم توقع تشاووش أوغلو منه أن يتحرك وكأن شيئا لم يحدث في بحر إيجة وشرق البحر المتوسط.

وقال وزير الخارجية التركي لنظيره اليوناني خلال المؤتمر الذي استمر لنحو 30 دقيقة، “إذا وجّهت اتهامات شديدة لبلدي وشعبي أمام الصحافة، فيجب عليّ الرد على ذلك”.

وقال تشاووش أوغلو في رده على تصريحات ديندياس “أتيت إلى هنا وتحاول اتهام تركيا لتبعث برسالة إلى بلدك. لا يمكنني قبول ذلك”.

واتهم ديندياس خلال المؤتمر الصحفي أنقرة بأنها أرسلت مرارا طائرات فوق أراضي بلاده.

وقال ديندياس “موقف اليونان واضح. تركيا انتهكت القانون الدولي والبحري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط”.

ورفض وزير الخارجية التركي هذا الاتهام، قائلا إن تركيا لم تتعد على سيادة اليونان في أعمال البحث والتنقيب واتهم أثينا بإعادة المهاجرين في بحر إيجه.

وقال “عندما ندخل في اتهامات متبادلة فإن هناك الكثير ليبلغه أحدنا للآخر. إذا أردت مواصلة هذا النقاش والتوتر فلك هذا وسنفعل ذلك بالمثل”.

ووجه وزير الخارجية اليوناني اتهامات لتركيا خلال المؤتمر الصحفي شملت “عدم احترامها لحقوق الإنسان” واستخدام المهاجرين غير النظاميين كسلاح ضد اليونان وأوربا.

وقال ديندياس إنه طلب من تركيا العدول عن قرار تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد، وإعادة دير آخر إلى ما كان عليه.

ورد تشاووش أوغلو على ضيفه اليوناني قائلا إن اليونان هي التي تعامل الأقليات التركية المسلمة التي تعيش على أراضيها بسلوك مخالف لحقوق الإنسان.

وتابع تشاووش أوغلو قائلا لوزير الخارجية اليوناني إن بلادكم لطالما تتحدث عن حقوق الإنسان إلا أنها تمنع المسلمين الأتراك على أراضيها من استخدام الأسماء التركية أو ممارسة شعائرهم بحرية.

وقال تشاووش أوغلو لوزير الخارجية اليوناني “أنتم مجبرون على قبول الوجود التركي في منطقة تراقيا الغربية”.

ووجه وزير الخارجية التركي إلى نظيره اليوناني سؤالا عن السبب الذي يدفع اليونان لوضع جنود مسلحين على جزر قريبة من تركيا يفترض أن تكون منزوعة السلاح.

وتصاعد التوتر بين البلدين في الصيف الماضي عندما أرسلت تركيا سفينة تنقيب إلى مياه متنازع عليها في البحر المتوسط، لكن خفت حدته قليلا بعدما سحبت أنقرة السفينة واستأنف البلدان المحادثات الثنائية لحل الخلافات بينهما بعد توقف خمسة أعوام.

وأثارت تركيا حنق اليونان أيضا عندما أبرمت اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية التي كانت تتخذ من طرابلس مقرا لها في 2019، وقالت اليونان إن هذا الاتفاق غير قانوني ودعت إلى إلغائه. لكن أنقرة وحكومة الوحدة الوطنية الليبية الجديدة تعهدتا بالالتزام به.

وكان ديندياس، وصل تركيا أمس الأربعاء، والتقى في وقت سابق اليوم الخميس الرئيس رجب طيب أردوغان، بحضور تشاووش أوغلو.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات