السودان: عرض إثيوبيا بشأن سد النهضة مريب.. وأديس أبابا: مصر لم تعترف بسخائنا

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (غيتي)

اعتبر وزير الري السوداني ياسر عباس، الإثنين، أن العرض الإثيوبي بشأن تبادل المعلومات حول سد النهضة، مريب ومحاولة لشراء الوقت، وفرض سياسة الأمر الواقع.

ودعت أديس أبابا السبت مصر والسودان إلى ترشيح شركات مشغلة للسدود بهدف تبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني للسد، بعد أيام من اتهامات مصرية سودانية منفصلة لإثيوبيا بالتعنت وحديث عن خيارات مفتوحة لمواجهة ذلك.

وأعلنت وزارة الري المصرية السبت رفض عرض إثيوبي بمشاركة معلومات حول الملء الثاني لسد النهضة معتبرة أنه غطاء لتمرير قرار التعبئة في يوليو/ تموز المقبل، بينما اشترطت الخرطوم توقيع اتفاق قانوني ملزم مع أديس أبابا لتبادل معلومات الملء الثاني للسد.

مريب وشراء للوقت

وقال عباس في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية نشرتها اليوم الاثنين، إن العرض الإثيوبي مريب ومواصلة لتكتيكات شراء الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع.

وأوضح أن بلاده رفضت العرض لكونه انتقائياً ولا يحدد البيانات والمعلومات التي سيتم تبادلها، ويركز فقط على البيانات الخاصة بتجربة فتح البوابات لسد النهضة.

وأضاف “يهمل (العرض) التفاصيل المهمة المتعلقة بملء وتشغيل السد وتواريخه، والوثائق التي تثبت سلامة السد ليتمكن السودان من التعامل مع سد الروصيرص (سد سوداني على النيل الأزرق وعلى مقربة من السد الإثيوبي)”.

وأشار عباس إلى أن “سد النهضة لو كان داخل إثيوبيا وبعيداً عن السودان، فلن نهتم بذلك، لكنه يبعد 15 كيلومتراً فقط من حدودنا، و100 كيلومتر من سد الروصيرص، ومن دون اتفاق على تبادل المعلومات ومعرفة طريقة التشغيل سيصبح مهدداً للسودان وتتحول الفوائد إلى مخاطر”.

لكنه استبعد وقوع حرب بسبب النزاع على السد مشدداً على أن موقف بلاده بشأن سد النهضة سليم وقانوني.

إثيوبيا تستنكر

من جانبها استنكرت إثيوبيا اليوم الإثنين رفض السودان لبدء المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، وقالت إنها عالجت جميع المخاوف التي تثير حفيظة الخرطوم.

وفي السياق ذاته، اعتبرت الخارجية الإثيوبية أن مصر فشلت في الاعتراف بما سمته “سخاء إثيوبيا” وتفهمها عقد مفاوضات بحسن نية.

وجاء في بيان للخارجية الإثيوبية نشرته على تويتر إن أديس أبابا عالجت جميع مخاوف السودان التقنية بشأن سد النهضة، مؤكدة أن أديس أبابا قدمت البيانات والمعلومات الضرورية بهذا الشأن.

وذكر البيان أن سلامة السد قضية تهم إثيوبيا في المقام الأول، فيما تساءلت الخارجية في البيان حول هوية المستفيد من رفض السودان لملء السد.

وأضاف “المسؤولون السودانيون أشادوا لسنوات بأهمية السد لردع الفيضانات وتنظيم تدفق المياه للري وإزالة جزء كبير من الطمي والترسيب وتوفير الطاقة الرخيصة”.

وأردف متسائلًا “كيف سيخدم رفض ملء السد مصالح السودانيين؟”.

 

توترات

ومنذ أشهر، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترات، بعد إعلان الخرطوم نهاية العام الماضي السيطرة على أراضٍ لها في منطقة حدودية مع أديس أبابا، وسط تأكيد إثيوبيا على الاستيلاء على 9 معسكرات تابعة لها.

وبجانب الحدود، تتفاقم أزمة سد النهضة الإثيوبي بين السودان ومصر وإثيوبيا، مع تعثر المفاوضات الفنية بين الأطراف الثلاثة، التي يديرها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

وأعلنت أديس أبابا أن الملء الثاني للسد سيكون في يوليو/ تموز المقبل، حتى وإن لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتهما السنوية من مياه نهر النيل‎ البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على الترتيب.

المصدر : الأناصول + الجزيرة مباشر