سد النهضة.. المفتي يحذر من قنبلة مائية و”طبخة” أمريكية لصالح إثيوبيا (فيديو)

قال الدكتور أحمد المفتي العضو السابق بالوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة، إن أمريكا ستفرض تسوية على السودان ومصر لصالح إثيوبيا حتى يتم ملء السد وتمتلك إثيوبيا القنبلة المائية وبعد ذلك تفرض إرادتها.

جاء ذلك خلال لقاء على الجزيرة مباشر تعقيبًا على تصريحات وزيرة الخارجية السودانية باستبعاد الخيار العسكري لحل مشكلة سد النهضة.

وبشأن الخيارات المتبقية أمام مصر والسودان، قال المفتي “هناك متغير أساسي حدث على الساحة بعد تغير الإدارة الأمريكية وهو بدء الاستعدادات القوية من قبل مصر والسودان للمواجهة العسكرية مع إثيوبيا في ظل التعنت الإثيوبي، واتضح أن المجتمع الدولي بقيادة أمريكا لا يحبذ الخيار العسكري لأنه كان يترك إثيوبيا لتفرض الأمر الواقع على السودان ومصر”.

وأضاف “تدخلت أمريكا على أساس إنها لا تحبذ الخيارات العسكرية وإنما لابد من الرجوع للمفاوضات، ومعلوم أن المفاوضات بوساطة الاتحاد الأفريقي قد فشلت، وفي تقديري الخيارا ن المطروحان الآن هما إما المواجهة أو الاستسلام”.

“طبخة” أمريكية لصالح إثيوبيا

وتابع المفتي “أعتقد أن هناك طبخة تقوم بها أمريكا تبني على أساس المسودة التي عرضت على إثيوبيا في فبراير/ شباط 2020 ورفضتها إثيوبيا وهذه الطبخة تحقق أهداف إثيوبيا بنسبة 100%”.

وتابع “بدل من أن تحقق هذه المنافع صراحة تعد الطبخة لتنطلي على السودان ومصر لأنهم مُنعوا من استخدام الخيار العسكري وإلا يتم تأليب العالم عليهم، وسيتم تمرير طبخة تحقق لإثيوبيا ما فشلت في تحقيقه من خلال الأمر الواقع”.

وردا على سؤال هل ستقبلون بالانتظار حتى يتم الملء الثاني؟ أجاب “الأمر أصبح في غاية الوضوح، إثيوبيا لن تتنازل، وفي مواجهة ذلك مصر والسودان كانتا تستكينان لهذا الموقف ولم يواجهاه إلا مؤخرًا باستعدادهما للمواجهة”.

وأضاف “المجتمع الدولي أعطى مؤشرات أنه لا يقبل بهذه المواجهة التي تهدد بها السودان ومصر، ولذلك الحل الوحيد ستفرض مسودة بناء على المسودة الأمريكية مع البنك الدولي ويحدث بها تعديلات شكلية لمصلحة إثيوبيا وهذا هو السناريو المتوقع”.

واستطرد قائلًا “المواجهة كانت الكارت الوحيد الذي تملكه السودان ومصر والآن فقدتاه لمجرد إشارات من أمريكا أنها لا تريد المواجهة، والآن السودان ومصر لا تملكان أي كروت، والكروت كلها بيد إثيوبيا لأنها مصرة على موقفها”.

قنبلة مائية

وقال المفتي “لهذا ستفرض تسوية على السودان ومصر لمصلحة إثيوبيا بنسبة 100% من خلال الغموض البناء حتى يتم ملء السد وتمتلك إثيوبيا القنبلة المائية وبعد ذلك تفرض إرادتها، لأن هناك تحول كامل في موقف الإدارة الأمريكية لصالح إثيوبيا وما تقوم به أمريكا نيابة عن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يصب لصالح إثيوبيا”.

يجب ألا تسير مصر في هذا الطريق

وقال كاميرون هاديسون المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للسودان، “رأينا مصر تتحدث عن استخدام كل الخيارات المتاحة واستخدام القوة العسكرية واعتقد أن المجتمع الدولي سيرد بقوة على أي من هذه التهديدات باستخدام القوة العسكرية”.

جاء ذلك تعقيبا على بيان البيت الأبيض الذي قال إن أمريكا تتمسك بحل أزمة سد النهضة سلميًا، وأوراق الضغط المتبقية أمام مصر والسودان لحسم الملف المتأزم.

وأضاف هاديسون “أعتقد أن مصر يجب أن تُنصح بألا تسير في هذا الطريق، والمسؤولون الإثيوبيون يقولون إن المصريين يدفعون السودانيين للتصرف بعدائية، وأعتقد أن مصر تستخدم السودان بالوكالة للوقوف ضد إثيوبيا”.

وأضاف “ما يجب أن يقوم به السودان ومصر هو كسب المجتمع الدولي حتى يكون هناك وسطاء دوليون لمحاولة توضيح الموقف المصري والسوداني، هذه هي الطريقة التي يجب على السودان ومصر أن يتخذاها من خلال الجهود الدبلوماسية”.

إدارة بايدن توالي إثيوبيا

وبشأن رؤية أمريكا للحل السلمي، قال هاديسون “واشنطن سوف تتصرف بحذر شديد لأنها تعرف أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب كان موقفًا متحيزًا للموقف المصري، أما إدارة بايدن فتحاول أن تصيغ موقفًا ربما يوالي إثيوبيا أكثر”.

وعن الأوراق التي يمكن أن تستخدمها أمريكا لحل الأزمة، قال “واشنطن يمكنها تقديم الدعم في الوساطة، وجميع الأطراف هددت باستخدام القوة العسكرية، ولو حدث هذا فإنه يهدد الأمن الدولي، والمجتمع الدولي سيكون عليه التدخل والتعامل بجدية، لأن انعكاسات ذلك ستكون كارثية على المنطقة بأسرها وعلى أمريكا التدخل لمنع الوصول إلى المواجهات العسكرية”.

تخفيف التصعيد حتى يتم الملء

وبشأن اتفاق أمريكا مع طرح إعادة تقسيم حصص المياه بين الدول الثلاث وإلغاء اتفاق عام 1959، قال هاديسون “لا أعتقد أن أمريكا تعيد النظر في التاريخ وتبدأ الحوار من البداية، والأمور التي لم تحسم بعد صغيرة نسبيًا، ولا ينبغي تجاهل التقدم الذي حصل وإعادة فتح الملف من البداية”.

وأضاف “واشنطن تريد التركيز حاليًا ليس على الحل الطويل الأمد الذي تريده مصر، ولكن تخفيف التصعيد والتوتر قبل موسم هطول الأمطار”.

وردًا على سؤال هل أمريكا تدعم استمرار إثيوبيا في بناء السد والملء الثاني دون اتفاق ملزم؟ أجاب “هذا متوقع منهم وهذا ما قالوه وكرروه عدة مرات يريدون ملء السد فورًا لإنتاج الكهرباء في الخريف وأتوقع أن يحدث ذلك، وأوجدنا حلولًا مؤقتة، إثيوبيا ستبدأ ملء السد وعلينا أن نكون جاهزين بحلول مؤقتة وسطية حتى الوصول إلى الحل النهائي”.

وعما إذا كانت هذه الحلول لا تضمن الوصول إلى اتفاق ملزم للدول الثلاث، قال هاديسون “ينبغي أن نكون جاهزين للتعامل مع الاحتمالين، أن نتعامل مع التوتر الحالي وتخفيف التصعيد حتى الملء الثاني، ثم نسير في المسار الثاني للوصول إلى حل نهائي”.

المصدر : الجزيرة مباشر