السفينة الجانحة.. هيئة قناة السويس لا تستبعد الخطأ الفني ولا البشري والخسائر اليومية 14 مليون دولار

السفينة الجانحة مملوكة لشركة "شوي كيسن" اليابانية، ومسجلة في بنما، ومستأجرة من شركة "إيفر جرين" التايوانية، ويبلغ طولها 400 متر، وتحمل نحو 220 ألف طن من البضائع (رويترز)

قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، اليوم السبت، إن سوء الأحوال الجوية لم يكن السبب الرئيسي لجنوح سفينة الحاويات الضخمة بالمجرى المائي مشيرًا إلى احتمال وجود خطأ فني أو بشري بانتظار نتائج التحقيق.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي “لا أظن أنها حادثة متعمدة، وقد طلبنا من ربان السفينة التحفظ على جميع الوثائق المكتوبة والمصورة والمسجلة، لحين اتمام التحقيقات بعد تعويم السفينة”.

وتابع “كنا متفائلين للغاية بالأمس والسفينة كانت تتجاوب.. وربما ننتهي اليوم أو غدا معتمدين على الموقف الحالي وسرعة المد والجزر”.

وأضاف ربيع أن الجهود المبذولة لإخراج السفينة سمحت بعودة رفاص ودفة السفينة للعمل مجددا، لكن لا يزال من غير الواضح متى سيتم إعادة تعويمها.

وتابع أنه يأمل ألا يكون من الضروري اللجوء إلى إخراج بعض الحاويات من السفينة، وعددها 18300 حاوية، لتخفيف حمولتها غير أن قوة الرياح تزيد من صعوبة إعادة تعويمها.

وأضاف “إحنا متوقعين في أي لحظة تنزلق وتتحرك من المكان اللي هي فيه”.

وقدّر ربيع في مؤتمر، السبت، الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة بما بين 12 و14 مليون دولار.

ورفعت كراكات نحو 20 ألف طن من الرمال من حول مقدمة السفينة بحلول أمس الجمعة.

وقالت شركة هولندية تعمل لتعويم السفينة إن من الممكن تحرير السفينة في غضون الأيام القليلة المقبلة إذا كان من شأن قاطرات ثقيلة وعمليات جارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع إزاحتها من مكانها.

وقالت 3 مصادر مطلعة على عمليات قناة السويس إنه تقرر استئناف عمليات التعويم بعد ظهر، اليوم السبت، وإن مزيدا من الجهود من المقرر بذلها، مساء اليوم وصباح غد الأحد، لكن تلك المصادر قالت إنه سيكون من الضروري إزالة المزيد من الرمال المحيطة بالسفينة من أجل إعادة تعويمها.

الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة بما بين 12 و14 مليون دولار (رويترز)

وقال بيتر بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة بوسكاليس لبرنامج تلفزيوني هولندي في وقت متأخر، أمس الجمعة “نهدف إلى إنجاز ذلك بعد مطلع الأسبوع، لكن يتعين أن يعمل كل شيء في اتجاه تحقيق ذلك”.

وأضاف بيردوفسكي “المقدمة عالقة فعلا في الطبقة الرملية. لكن مؤخرة السفينة لم تندفع بالكامل في تلك الطبقة، وهو أمر إيجابي. يمكننا محاولة استخدام ذلك باعتباره أداة لتحريرها”.

إلا أن خبير الانقاذ البحري الجنوب أفريقي نيك سلوني قال لفرانس برس “أعتقد أن الأمر سيأخذ أسبوعا آخر في أفضل الاحوال”.

وأضاف “الأسرع هو استخدام الجرافات فعليًا وتجريف كل الرمال من حولها، ثم مد جزء المياه العميقة من القناة إلى الجوانب … وإنشاء بركة حولها بحيث تطفو مرة أخرى”.

وأكّدت شركة “سميت سالفدج” الهولندية التي استدعيت مرارا في السنوات الأخيرة للمشاركة في عمليات إنقاذ سفن منكوبة أن “قاطرتين إضافتين” ستصلان بحلول، الأحد، إلى القناة للمساعدة.

وأوضحت أنه “لا توجد تقارير عن حدوث تلوث أو تلف في الشحنات وأن التحقيقات الأولية استبعدت أي عطل ميكانيكي أو في المحرك كسبب لجنوح” السفينة العملاقة.

وقال مسؤول الشركة في مؤتمر، السبت “ليس من السهل تحديد كم سنأخذ من الوقت اذا قمنا بتفريغ (الحمولة) وهذا يخضع لمسائل فنية”.

وأضاف “نحن على ثقة كاملة من اتمام العملية بنجاح مثل عمليات مشابهة”.

وشوهدت فرق العمل تواصل محاولاتها طوال الليل، باستخدام آليات تجريف عملاقة تحت الأضواء الكاشفة.

لكن هذه المحاولات فشلت في تعويم السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، والتي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.

ما دفع كبرى شركات الشحن الدولية مثل ميرسك وهاباج لويد، لدراسة البدائل الممكنة لتخطي أزمة تكدس السفن مع تعطل المجرى الملاحي المصري.

أدى جنوح السفينة إيفر غيفن في قناة السويس إلى ارتباك حركة الملاحة حول العالم (غيتي)

ارتفاع أسعار الشحن

وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريبا بعد جنوح السفينة وأثر غلق القناة على سلاسل الإمدادات العالمية مهددا بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلا بسبب قيود كوفيد-19.

وإذا استمر إغلاق القناة طويلا قد تقرر شركات الشحن تغيير مسار السفن لتدور حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يضيف أسبوعين إلى الرحلات بالإضافة إلى المزيد من تكاليف الوقود.

وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع “لم يتحرك أحد من شركات الشحن المتوقفة لرأس الرجاء الصالح، وإحنا مش هنمنع حد، دي حرية، لكن ده محصلش”.

وأضاف ربيع أن 321 سفينة تنتظر لدخول أو مواصلة رحلاتها عبر القناة. وقال مصدر في صناعة الشحن إن من بينها سفن حاويات وناقلات بضائع وغاز طبيعي مسال أو غاز نفطي مسال.

رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع (رويترز)

وشاركت 14 قاطرة حتى الآن في جهود إعادة تعويم السفينة إيفر غيفن، على الرغم من أن بوسكاليس وسميت سالفيج حذرتا من أن استعمال قوة زائدة على الحد لقطر السفينة يمكن أن يلحق بها الضرر.

وقال بيردوفسكي إن رافعة برية ستصل خلال أيام وهو ما يمكن أن يخفف حمولة إيفر غيفن وذلك من خلال إنزال حاويات، لكن خبراء حذروا من أن عملية من هذا النوع يمكن أن تكون معقدة وطويلة.

وقال بيردوفسكي “إذا لم ننجح في تحريرها الأسبوع المقبل (الذي يبدأ يوم الاثنين) فسيتعين علينا إنزال نحو 600 حاوية من مقدمة السفينة لتخفيف الوزن”.

هيئة قناة السويس أعلنت عن محاولات جديدة لتعويم سفينة “إيفر جيفن” الجانحة في ممرها المائي (غيتي)

مصر ترد على عروض المساعدة

تقدم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، اليوم السبت، بالشكر للدول التي عرضت المساعدة في حادث السفينة الجانحة بقناة السويس.

وقال مدبولي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير النقل كامل الوزير”نسعى لإعادة حركة الملاحة بقناة السويس في أقرب فرصة ونستعين بخبرات أجنبية”.

والجمعة، أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو استعداد بلاده لتقديم المساعدة، في إعادة تعويم السفينة الجانحة بالقناة.

وجدد الوزير، اليوم السبت، استعداد بلاده لمشاركة خبراتها لإعادة الملاحة في قناة السويس، مؤكدا في بيان أن الوزارة مستعدة لتقديم المساعدة بكل الإمكانيات بما في ذلك مشاركة الخبرات والمعلومات في حال تلقت طلبا.

كما أكد امتلاك بلاده التجهيزات اللازمة لتأمين سلامة الملاحة ومواصلة التجارة البحرية خلال يوم أو يومين على أبعد تقدير، في حال وقوع حوادث بحرية وحالات طارئة في جميع السواحل.

وبيّن أن سفينة “نانا خاتون” التركية المخصصة لحالات الطوارئ التي نفذت قرابة 25 عملية إنقاذ واستجابة ناجحة، توفر لتركيا مزايا كبيرة.

ومنذ الثلاثاء الماضي، توقفت حركة الملاحة في القناة التي تمر عبرها حوالي 15% من إجمالي التجارة العالمية، بعدما علقت بها سفينة الحاويات العملاقة “إيفرغيفن”.

والسفينة الجانحة مملوكة لشركة “شوي كيسن” اليابانية، ومسجلة في بنما، ومستأجرة من شركة تايوانية، ويبلغ طولها 400 متر، وتحمل نحو 220 ألف طن من البضائع.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات