“اعتقال جمال الجمل”.. تساؤلات عن إمكانية معارضة السيسي من داخل مصر (فيديو)

حمّل أيمن نور زعيم حزب غد الثورة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسؤولية سلامة الكاتب الصحفي المصري جمال الجمل داعيا المنظمات الحقوقية إلى التضامن معه وإدانة ما يحدث بحقه من انتهاكات مستمرة منذ عدة أيام.

وأضاف نور خلال مشاركته في برنامج “المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر أن ما يجرى بحق الجمل جريمة جديدة تضاف إلى جرائم نظام السيسي.

واعتقلت السلطات المصرية الصحفي جمال الجمل عقب وصوله منذ أيام إلى العاصمة المصرية القاهرة قادما من إسطنبول، قبل أن يمثُل في ساعة متأخرة من، مساء أمس السبت، أمام النيابة العامة بعد 5 أيام من إخفائه قسريا.

ووفقا لمصادر مقربة من الأسرة، فقد أبلغته السلطات الأمنية بأن التحفظ عليه مسألة روتينية وأنه سيتم الإفراج عنه في أقرب وقت، إلا أن أنباء ترددت عن ترحيله إلى سجن طرة تنفيذا لحكم غيابي بالحبس لمدة عامين بتهمة إهانة القضاء.

وقالت وسائل إعلام مصرية، اليوم الأحد، إن النيابة المصرية أصدرت قرارا بحبس الجمل 15 يوما على ذمة التحقيق في قضية يعود تاريخها إلى العام 2017.

وأبدى نور دهشته ممن ينادون بضرورة المعارضة من الداخل متسائلا “أين هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا باحتواء وعودة المعارضين”.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل مقطع فيديو للإعلامي المقرب من السلطة نشأت الديهي يشيد فيه بالجمل ويطالبه بالعودة إلى مصر والمعارضة من الداخل.

واعتبر الديهي أن الجمل من أصحاب الرأي والوعي لا التحريض كما أنه ليس ممن تلوثت أياديهم بالدماء، حسب قوله.

وأضاف نور “أين السيسي نفسه الذي ادعى قبل أيام أنه يقبل بالمعارضة وأن من حق الناس التعبير والاعتراض؟”.

وأوضح نور أنه أقنع الجمل أكثر من مرة بعدم النزول لمصر بسبب عدم استقرار الأوضاع في ظل نظام السيسي.

ونفى نور الاتهام الموجه له “بالتغرير بالجمل” عبر استقدامه إلى إسطنبول ثم التخلي عنه بعد ذلك ما دفعه إلى اتخاذ القرار بالنزول لمصر.

وأكد نور أن الجمل ظل يتسلم راتبه من قناة الشرق حتى طلب هو بنفسه التوقف عن الدفع بعد أن التحق بعمل آخر.

وأضاف “الجمل اتخذ قرار النزول لمصر أكثر من مرة في أعقاب اعتقال أصدقائه”.

وعبر الجمل عن رغبته أكثر من مرة في العودة إلى مصر، ورغم أنه كان من أشد المدافعين عن، أحداث 30 يونيو/حزيران، والتي انتهت بالانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي في الثالث من يوليو/حزيران 2013، إلا أنه انتقد طريقة حكم نظام السيسي إلى أن تم منعه من الكتابة فتابع تدويناته على صفحته الشخصية في موقع فيسبوك حتى غادر مصر.

وأكد نور أن المعلومات المتواترة تفيد بأن الجمل تواصل قبل عودته إلى مصر بأيام مع عدد من زملائه الصحفيين من أجل إخبارهم بأمر عودته والتساؤل عن المخاطر المحتملة، وأن من ضمن من تواصل معهم نقيب الصحفيين المصريين ضياء رشوان الذي أكد للجمل عدم وجود أي قضايا أو ملاحقات قضائية له وبالتالي يمكنه العودة.

وطالب نور بسرعة إخلاء سبيله وألا يتعرض لأي مكروه أو أذى لأنه لم يفعل أو يكتب أي شيء يخالف الدستور والقانون المصري.

بدوره قال الكاتب الصحفي جمال سلطان خلال مشاركته في “المسائية” إن ما وقع للجمل يؤكد أنه لا تسامح مع من يعارض هذا النظام وأن اعتقاله بهذا الشكل رسالة واضحة من نظام السيسي أنه لا مجال للمعارضة في الداخل أو في الخارج.

وفي حديث نادر عن المعارضة، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بوجودها وقبولها في الحياة السياسية، لكنها معارضة مشروطة وفق رؤيته الخاصة لها.

وأثناء افتتاحه بعض المشروعات الطبية بمحافظة الإسماعيلية شرقي القاهرة، حدد السيسي هذه الشروط بقوله “من حق الناس أن تعبر عن رأيها وتعترض، ويكون لدينا معارضة صحيحة، لكن الهدف في النهاية، سواء التعبير عن الرأي أو المعارضة تحسين أحوال الناس وحياتهم”.

وطالب السيسي بأن “يكون المعارض فاهما ودارسا لما يقول مضيفا أن الهدف ليس المعارضة من أجل المعارضة فقط”.

من جانبه قال الرئيس السابق للاتحاد الدولي للصحفيين فليب لوروث إن ما حدث مع الجمل يذكره اعتقال صحفي الجزيرة محمود حسين فور وصوله لمطار القاهرة.

وطالب لوروث خلال مشاركته في “برنامج المسائية” النظام المصري بسرعة الإفراج عن جمال الجمل وكافة الصحفيين المعتقلين داخل السجون المصرية.

من جانبه قال الصحفي المصري منير أديب إن الجمل تم احتجازه على ذمة قضية وليس بسبب التعبير عن الرأي.

وقبل أيام انتقدت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية سياسات الرئيس المصري وقالت إن قمع السيسي “امتد ليشمل كل شخص وأي حركة سياسية”، وفق تعبيرها.

وسلط المقال الضوء على أن قمع الرئيس المصري امتد “ليشمل أي شخص أو حركة سياسية تشكك في الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي الراهن”.

وعادة ما تنفي القاهرة صحة الانتقادات الموجهة إلى سجلها الحقوقي، معتبرة أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية تروجها في إطار “حملة أكاذيب” ضدها.

ويقول مراقبون إن السيسي “قلّص جميع أشكال الخطاب العام والمعارضة، معتقدًا على ما يبدو أن مثل هذه المميزات كانت أكبر خطأ لنظام مبارك”.

المصدر : الجزيرة مباشر