محنة جديدة لبوينغ.. ثالث حادث خلال يومين والكشف عن سبب احتراق محرك طائرة بعد إقلاعها

طائرة بوينغ 757-200 تابعة لشركة دلتا إيرلاينز هبطت اضطراريا بسبب مشاكل في المحرك الأيسر (غيتي - أرشيفية)

أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أن طائرة بوينغ 757-200 تابعة لشركة دلتا إيرلاينز هبطت اضطراريا في مطار سولت ليك سيتي بسبب مشاكل في المحرك الأيسر.

وكانت الطائرة قد غيرت مسارها وهبطت اضطراريا بسلام في مطار سولت ليك سيتي الدولي، بعد أن كانت متجهة من أتلانتا إلى سياتل.

ويعد هذا الحادث الثالث من نوعه في غضون يومين بعد سقوط حطام من طائرة شحن من طراز “بوينغ 747-400” وهي تحلق في السماء بعد إقلاعها من مطار ماستريتش في هولندا، أمس الإثنين، وحطت اضطراريا بسلام في مطار لييج القريب ببلجيكا. وأعلنت السلطات الهولندية أمس الإثنين فتح تحقيقين في الحادث.

تآكل المعدن

ويعتقد مسؤولون أن “تآكل المعدن” هو السبب الرئيسي لحادث احتراق محرك طائرة بوينغ 777 خلال رحلة فوق كولورادو بغرب الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ما أدى إلى وقف تشغيل عدد كبير من هذه الطائرات في أنحاء العالم.

واشتعل المحرك الأيمن لطائرة بوينغ 777-220 تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز الأميركية بعد إقلاعها، السبت الماضي، من دنفر (كولورادو) إلى هونولولو (هاواي) وعلى متنها 231 راكبًا و10 من أفراد الطاقم، فاضطر طياروها للعودة على عجل.

وبينما كانت الطائرة عائدة لتهبط اضطراريًا في المطار، سقطت منها قطع حطام بعضها كبير على منطقة سكنية في إحدى ضواحي دنفر.

ولم يصب أحد على الأرض وتمكنت الطائرة من الهبوط بسلام.

وأوصت الشركة المصنعة للطائرات الأمريكية، الأحد، بتعليق رحلات 128 طائرة من هذا الطراز في جميع أنحاء العالم، وأكدت متحدثة باسم الشركة أن جميعها متوقفة.

ومن بين هذه الطائرات، كانت 69 في الخدمة بما في ذلك 24 لدى يونايتد إيرلاينز و13 لدى الخطوط الجوية اليابانية و19 لدى أول نيبون إيروايز اليابانية أيضًا و7 لدى آسيانا و6 لدى الخطوط الجوية الكورية. أما البقية فكانت في مخازن.

فحص أولي

وأمرت هيئة تنظيم الطيران الفيدرالية في الولايات المتحدة بإجراء عمليات فحص إضافية لطائرات بوينغ 777 التي تصنع محركاتها شركة برات أند ويتني، كما يتولى مجلس سلامة النقل الوطني التحقيق في الحادث.

وقال روبرت سوموالت رئيس مجلس سلامة النقل، الإثنين، إن “الفحص الأولي يشير إلى أن الضرر يتوافق مع تآكل المعدن”. كما أكد تضرر اثنتين من شفرات المروحة عُثر على إحداهما في ملعب لكرة القدم وبقيت الأخرى في المحرك.

والتقى مسؤولو إدارة الطيران الفدرالية مع ممثلين من بوينغ وبرات أند ويتني، وقالت الشركة المصنعة للمحركات إنها تعمل مع مجلس سلامة النقل و”ستواصل العمل لضمان التشغيل الآمن للأسطول”.

وقررت شركة يونايتد إيرلاينز إزالة الطائرة من جدول رحلاتها “وستواصل العمل عن كثب مع المنظمين لتحديد الخطوات الإضافية” كما قالت.

ومنعت المملكة المتحدة، أمس الإثنين، طائرات بوينغ 777 المعنية بالمشكلة من دخول مجالها الجوي.

وقالت وزارة النقل اليابانية إنها أمرت بإجراء عمليات تفتيش أكثر صرامة لمحرك “برات أند ويتني” بعد أن واجهت طائرة بوينغ 777 تابعة للخطوط الجوية اليابانية مشكلات من النوع نفسه، في ديسمبر/كانون أول الماضي، عندما كانت متجهة من مطار طوكيو-هانيدا إلى ناها في جزيرة أوكيناوا.

محنة جديدة لبوينغ

وتراجع سهم بوينغ بأكثر من 2%، الإثنين، في سوق الأسهم. ويمثل الحادث انتكاسة أخرى لشركة تصنيع الطائرات التي بالكاد تعافت من أزمة طراز 737 ماكس طائرتها الرئيسية التي أوقفت عن الطيران في مايو/أيار 2019 بعد حادثين خلفا 346 قتيلا.

وبعد ما يقرب من عامين من حظر الطيران، وتعديل برمجية التحكم في الطيران وتنفيذ بروتوكولات جديدة لتدريب الطيارين، سُمح مؤخرًا لطائرة ماكس 737 باستئناف رحلاتها.

كما تأثرت بوينغ مثل منافستها الأوربية إيرباص، بجائحة كوفيد-19 وعواقبها الكارثية على قطاع النقل الجوي الدولي. فقد أدت هذه الأزمة الصحية إلى إلغاء طلبيات لشراء مئات الطائرات.

ويعتقد العديد من الخبراء أن حادثة 777 في الولايات المتحدة هي مشكلة صيانة أو محرك أكثر منها مشكلة تصميم طائرة بوينغ.

وأكد ميشال ميرلوزو الخبير في شركة “إير” إن هذه الطائرات الموجودة في الخدمة منذ أكثر من 25 عامًا تتمتع “بسمعة قوية جدًا” فقد عملت من دون وقوع حوادث كبيرة.

وقال ريتشارد أبو العافية المحلل لدى “تيل غروب” المختص بالملاحة الجوية إن المشكلة الحالية “لا يمكن مقارنتها” بأزمة طائرة بوينغ 737 ماكس.

وأضاف أنه “بعد كل هذه السنوات في الخدمة من غير المحتمل أن تكون هذه المشكلة على صلة بتصميم المحرك، إنها بالتأكيد شيء ما على صلة بالصيانة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات