“الانهيار أو الحرب الأهلية”.. يزيد صايغ يكشف مستقبل النظام العسكري في مصر (فيديو)

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (غيتي - أرشيفية)

قال البروفيسور يزيد صايغ الباحث الرئيسي بمعهد كارينغي لدراسات الشرق الأوسط إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو الفرد الأقوى من دون منازع داخل بنية النظام المصري لكنه رهينة ائتلاف حاكم في مقدمته الجيش والداخلية والقضاء.

ويحكم السيسي مصر منذ 2014 إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق الراحل محمد مرسي، وهو أول رئيس مدني منتخب.

وفي 3 من يوليو/ تموز 2013، أطاح الجيش المصري بمرسي بعد عام واحد من فترة حكمه (4 سنوات طبقا للدستور) في انقلاب عسكري.

وأوضح صايغ -خلال ندوة نظمها المركز المصري للإعلام بعنوان “الدور السياسي للقوات المسلحة في مواجهة التحديات القادمة”- أمس السبت، أن المؤسسة العسكرية المصرية استطاعت أن تصنع لنفسها “سلطة ووضعا مميزا” في تعديلات الدستور عام 2019 وبالتالي “لا يستطيع أي رئيس مقبل التأثير عليها” وفق قوله.

وأوضح صايغ “النظام الذي نشأ في مصر بعد 2013 نظام قوي وقادر على جلب دعم دبلوماسي واقتصادي وسياسي من الخارج ولكنه هش في اللحظة التي يتعرض فيها لتهديد وجودي حقيقي، مالي أو اقتصادي أو اجتماعي”.

وحول إمكانية التغيير في مصر قال صايغ ” تقييمي.. ولو أرادت القوات المسلحة أن تخرج من المعادلة السياسية فلن تجد أحدا تتفاوض معه لترتيب انتقال الحكم إليه”.

وأعرب صايغ عن خشيته من أن تصرفات النظام خلقت وضعا ليس أمامه بديل سواء الانهيار أو الحرب الأهلية.

وأضاف “القوات المسلحة المصرية لم تكن مستعدة لترك السلطة للمدنيين بل أصرت على الإمساك بالزمام، ولذا اختارت مسار الدفاع للحفاظ على الاستقلالية وبعض الموارد والامتيازات والقوى الخارجية فضلا عن عدم إخضاع ميزانيتها للرقابة.”

وشدد صايغ على أن ميراث العلاقات العسكرية المدنية في مصر يشير الى أن “القوات المسلحة ستلجأ بأي ثمن ولكل الاساليب للاحتفاظ بموقعها السياسي والمركزي في مؤسسات الدولة والحياة السياسية”.

واعتبر صايغ أن الحراك الجماهيري الذي أطاح بالرؤساء من 2011، إلى 2019 كان جبارا ومثيرا للإعجاب ولكنه يفتقر للوحدة والتماسك.

وعرفت البلدان العربية أواخر 2010 انطلاقة لثورات شعبية عرفت باسم الربيع العربي قبل أن تعود الأنظمة السابقة مرة ثانية للحكم فيما عرف باسم الثورة المضادة.

وأضاف “التجربة أثبتت أن الحراك ليس قادرا بمفرده على مواصلة الانتقال السياسي، كما أنه يعجز عن إرغام الأطراف الأخرى، التي تحافظ على النظام السابق، على التراجع والقبول بعملية تغيير أو إصلاح هيكلي بداخل النظام”، مستبعدا أن يحدث هذا في وقت قريب.

وتوقع صايغ حدوث تحديات اجتماعية واقتصادية ضخمة تستعصي على الحل من جانب أنظمة الحكم بدول شمال أفريقيا في ظل الافتقار لرأس المال اللازم للاستثمار وتراجع وانكماش الطبقة الوسطى.

المصدر : الجزيرة مباشر