استباقا لمظاهرات حاشدة.. حملة اعتقالات في السودان وإغلاق الجسور وقطع الإنترنت

يشهد السودان احتجاجات منذ 25 أكتوبر/تشرين أول الماضي رفضًا لإجراءات اتخذها البرهان (رويترز)

اتهم تجمع المهنيين السودانيين، قائد الحراك الاحتجاجي في البلاد، أجهزة الأمن بتنفيذ حملة اعتقالات “مسعورة” تستهدف أعضاء في القوى الثورية، استباقًا لمظاهرات مرتقبة الخميس للمطالبة بحكم مدني كامل.

وقال التجمع، في بيان اليوم الخميس “تنفذ القوات والمليشيات المأجورة التابعة للمجلس العسكري الانقلابي في هذه اللحظات حملة مسعورة من الاعتقالات تستهدف عضوية القوى الثورية في لجان المقاومة والقوى النقابية”.

وتابع البيان “تأتي هذه الحملة استباقًا للمواكب المليونية التي تعتزم جماهير شعبنا تسييرها اليوم 30 ديسمبر (كانون الأول) 2021 في كل مدن وقرى السودان”.

وأضاف “يظن المجلس العسكري وغطاؤه المدني أن هذه الممارسات القمعية وغير القانونية ستثني القوى الثورية من حركتها المقاومة الصامدة وأهدافها في إسقاط الانقلاب العسكري”.

إغلاق الجسور

وأعلنت السلطات السودانية، أمس الأربعاء، إغلاق معظم جسور العاصمة الخرطوم، عشية احتجاجات مرتقبة بدعوة من قوى سياسية، بينها لجان المقاومة وتجمع المهنيين، رفضًا للاتفاق السياسي الموقع بين قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وللمطالبة بحكم مدني كامل.

وذكر بيان صادر عن الشرطة السودانية أن اللجنة الفنية لمجلس الأمن والدفاع تعلن للمواطنين عن معظم جسور ولاية الخرطوم (عددها 10) أمام حركة السير، واستثنى قرار الإغلاق جسري الحلفايا وسوبا في الولاية، بحسب البيان.

وأوضح البيان أن الإغلاق سيكون اعتبارًا من مساء أمس الأربعاء، دون تحديد موعد انتهاء ذلك الإجراء أو سبب ذلك.

قطع الإنترنت

وأكد مراسل الجزيرة مباشر أن السلطات السودانية قطعت الإنترنت والاتصالات الهاتفية قبيل خروج المظاهرات المطالبة بحكم مدني.

وأفاد شهود عيان لوكالة أنباء الأناضول، بأن شركات الاتصالات بالبلاد بدأت بقطع الإنترنت عن الهواتف النقالة بحلول الساعة (08:00 بتوقيت غرينتش) في الخرطوم ومناطق واسعة من البلاد. وأفاد بأن الإنترنت يتوفر حاليًا فقط عبر خطوط الهاتف الأرضي فقط.

واشنطن تنصح رعاياها

ونصحت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، رعاياها بتجنب أماكن مظاهرات متوقع خروجها في السودان الخميس للمطالبة بحكم مدني كامل.

وقالت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم، في بيان، إنه من المتوقع تنظيم مظاهرات يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الجاري (الخميس) في الخرطوم وربما في ولايات أخرى، وصدرت تعليمات لموظفي السفارة للعمل من المنزل حيثما أمكن ذلك.

ودعت السفارة رعاياها إلى تجنب السفر غير الضروري، وتجنب الحشود والمظاهرات وتوخي الحذر.

وفي وقت لاحق، دعت الولايات المتحدة إلى الحذر الشديد، من استخدام القوة خلال مظاهرات الخميس، وحثت السلطات على الامتناع عن استخدام الاحتجاز التعسفي.

وقالت السفارة الأمريكية في بيان مقتضب إنها تؤكد على دعمها التعبير السلمي عن التطلعات الديمقراطي، وضرورة احترام وحماية الأفراد الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير.

وأضاف البيان “ندعو إلى الحذر الشديد في استخدام القوة، ونحث السلطات على الامتناع عن استخدام الاحتجاز التعسفي”.

ومنذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات رفضًا لإجراءات اتخذها البرهان وتتضمن إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل حمدوك واعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، وهو ما اعتبرته قوى سياسية ومدنية انقلابًا عسكريًا مقابل نفي من الجيش.

ووقع البرهان وحمدوك، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفاقًا سياسيًا تضمن عودة الأخير لمنصبه وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية) وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.

لكن قوى سياسية ومدنية سودانية تعتبر هذا الاتفاق محاولة لشرعنة الانقلاب، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل خلال الفترة الانتقالية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر