“جريمة” بحق أسير مصاب بالسرطان وتوثيق قمع وتعذيب 3 أسرى أثناء الاعتقال والتحقيق

الاحتلال يصعّد سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى (وفا)

حمّلت هيئات فلسطينية، الأحد، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية سلامة 4 أسرى في سجونه، بينهم الأسير المريض بالسرطان عبد الباسط معطان (48 عامًا).

واتهم نادي الأسير الفلسطيني إدارة سجن عوفر بأنها ترتكب “جريمة” بحق المعتقل الإداري المريض بالسرطان عبد الباسط معطان من بلدة بُرقة في محافظة رام الله بالضفة الغربية.

 

 

وقال في بيان اليوم الأحد، إن إدارة السجن “تماطل بشكل متعمد في توفير العلاج اللازم للأسير ما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي مؤخرًا بشكل ملحوظ”.

وأضاف أن معطان المعتقل منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خضع لعدة عمليات جراحية قبل اعتقاله جرى خلالها استئصال جزء من القولون، وتبين لاحقًا أن الخلايا السرطانية لم تنته وأن هناك احتمالًا لانتشار المرض.

وأشار إلى أن الأسير معطان بدأ يعاني مؤخرًا مشاكل في التنفس وأوجاعًا في الصدر.

وطالب نادي الأسير بضرورة التدخل العاجل للإفراج عن المعتقل معطان الذي يواجه اعتقالًا بلا تهمة تحت ذريعة وجود “ملف سري”.

يُذكر أن معطان أسير سابق أمضى نحو 9 سنوات في سجون الاحتلال معظمها رهن الاعتقال الإداري، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء.

توثيق شهادة 3 أسرى

وفي السياق، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن “ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي تعرّضوا لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والتنكيل بهم خلال عملية اعتقالهم وأثناء استجوابهم في أقبية التحقيق”.

وأوضحت -في بيان اليوم- أن قوات الاحتلال تتبع أساليب وطرقًا “عنجهية وبشعة بحق المعتقلين الفلسطينيين” مشيرة إلى حالات 3 أسرى أخرين قيد الاعتقال الإداري، هم أحمد عوايصة (27 عامًا) وعبد الرحمن اشتية (33 عامًا) وحذيفة شحادة (23 عامًا)”.

 

 

وأضافت أن عوايصة تم احتجازه على حاجز عسكري مفاجئ قرب مدينة أريحا، وبعدها تم تقييد يديه وتعصيب عينيه وإبقائه في العراء بالبرد القارس، قبل نقله إلى معسكر حوارة حيث مكث فيه 9 أيام في ظروف صعبة جدًّا لا تصلح للعيش الآدمي، حيث الأكل السيئ للغاية إضافة الى وجود المرحاض في الخارج مع عدم السماح باستعماله إلا لساعات معينة.

وينتمى الأسيرعوايصة إلى مخيم الفارعة بمحافظة طوباس، واعتُقِل أثناء ذهابه إلى مدينة الخليل للعمل في إقامة حفلة عرس، ونُقِل حاليًّا إلى سجن مجدو.

أما الأسير اشتية من قرية تل جنوب غرب نابلس، فأشارت الهيئة إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت منزله ليلًا ودهمته بطريقة وحشية وعبثت بمحتوياته، مما تسبب بحالة من الذعر لطفله وزوجته الحامل.

وتابعت “بعدها تم تعصيب عينيه وتقييد يديه وتوقيعه على ورقة مصادرة نحو 1950 شيكلًا (618 دولارًا) ومن ثم اقتياده إلى معسكر حوارة، ثم نقله جيش الاحتلال إلى مركز تحقيق (بتاح تكفا) لاستجوابه، وبقي داخل الزنازين لمدة 20 يوما حُقق معه خلالها يوميًّا لمدة ساعات طويلة في ظل ظروف سيئة جدًّا”.

وعلى هذا النحو، اتهمت هيئة الأسرى قوات الاحتلال بالتنكيل بالأسير حذيفة شحادة أثناء توجهه هو وزوجته وعائلته إلى القدس لزيارة المسجد الأقصى المبارك.

وقالت إن الأسير -وهو من بلدة عوريف جنوب نابلس- “اعتقلته سلطات الاحتلال، وبعدها تم تعصيب عينيه وتقييد يديه وقام الجنود باقتياده إلى نقطة تفتيش بالقدس، ومن ثم تم نقله الى سجن عوفر، وفي اليوم التالي تم نقله إلى زنازين (بتاح تكفا) حيث خضع للتفتيش العاري وتعرّض للشتم والإهانة والتهديد بإبقائه في التحقيق”.

وأشارت أيضًا في بيانها إلى الظروف غير الصحية لزنازين (بتاح تكفا) غير الصالحة للعيش الآدمي، ووصفتها بأنها “ضيقة وبدون شبابيك ولا يوجد فيها أي تواصل مع العالم الخارجي”.

يُذكر أن الأسير شحادة بقي في الزنازين لمدة 27 يومًا، بعدها نُقِل إلى معتقل مجدو.

وتحمّل الجهات الفلسطينية إدارة سجون الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى المرضى كافة.

وتقول إنهم يواجهون سياسات ممنهجة تسببت في إصابتهم بأمراض مزمنة، مشيرة إلى أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) إضافة إلى بنية السجون بما فيها من تفاصيل تنكيلية، تشكّل أسبابًا مركزية في إصابة الأسرى بأمراض خطيرة لا سيما من أمضوا سنوات طويلة في الأسر.

المصدر : الجزيرة مباشر