ناشط طلابي عمره 35 عاما.. تشيلي تنتخب أصغر رئيس في تاريخها

انتخاب ناشط طلابي من أقصى اليسار رئيسا لتشيلي (رويترز)

أعلنت اللجنة الانتخابية في تشيلي فوز الناشط الطلابي ومرشح أقصى اليسار غابريال بوريك (35 عامًا) بمنصب رئيس البلاد في جولة الإعادة للانتخابات.

وكشفت اللجنة عن نتائجها، مساء الأحد، مؤكدة أن الشاب اليساري “حصل على 56% من إجمالي عدد الأصوات مقابل 44% لمنافسه اليميني المتطرف، بعد فرز أكثر من 99% من مراكز التصويت”.

وأصبح بوريك أصغر شخص يتولى رئاسة تشيلي، حيث يبلغ الحد العمري الأدنى للترشح للانتخابات الرئاسية 35 عامًا.

وظهر بوريك عقب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية وسط حشد جماهيري واحتفى بالنتائج بروح شابة ولقطة مصورة “سيلفي”.

ووعد بوريك في خطابه أمام أنصاره بتحقيق المزيد من “الحقوق الاجتماعية” مع مراعاة “المسؤولية المالية”.

وقال “سنفعل ذلك لحماية اقتصادنا الكلي، وسنقوم به بشكل جيد لتحسين المعاشات التقاعدية والرعاية الصحية”.

وأضاف “نحن جيل نشأ يطالب باحترام حقوقه وعدم معاملته مثل السلع الاستهلاكية أو الأعمال التجارية”.

وتابع “لم نعد نسمح للفقراء بمواصلة دفع ثمن عدم المساواة في تشيلي. لن تكون الأوقات المقبلة سهلة فقط من خلال التماسك الاجتماعي وإعادة استشكاف أنفسنا، سنتمكن من التقدم نحو تنمية مستدامة يشعر بها كل مواطن”.

وهنأ الرئيس المنتهية ولايته سيباستيان بينيرا خلَفه المنتخب حديثًا الذي سيتولى منصبه رسميًّا في 11 مارس/آذار المقبل.

وقال على تويتر “تحدثت للتو إلى غابريال بوريك وهنأته على انتصاره العظيم. إنه اليوم رئيس تشيلي المنتخب ويستحق كل احترامنا وتعاوننا البناء. تشيلي تأتي دائمًا في المقام الأول”.

وينتمي بوريك إلى الحزب الشيوعي، وحقق الائتلاف اليساري الذي ينتمي إليه الحزب انتصارًا ساحقًا في هذه المواجهة الانتخابية غير المسبوقة منذ العودة إلى الديمقراطية عام 1990، بين مرشحَيْن لديهما مشاريع اجتماعية متعارضة تمامًا.

من ناشط طلابي إلى رئيس للبلاد

وأعلن بوريك -النائب منذ 2014 ويقود ائتلافًا يساريًّا مع الحزب الاشتراكي- أنه مرشح التغيير والوريث السياسي لحركة 2019 التي طالبت بمزيد من العدالة الاجتماعية في الدولة الأقل مساواة بين بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

ولم يكن متوقعًا قبل أشهر قليلة أن ينتقل الزعيم السابق لحركة طلابية عام 2011 إلى الجولة الثانية (الإعادة) للانتخابات الرئاسية، ومن ثم الفوز بمنصب رئيس تشيلي.

وقال بوريك عقب إدلائه بصوته في مدينة بونتا أرينا التي ينحدر منها في أقصى جنوب البلاد “من الممكن جعل تشيلي أكثر إنسانية وأكثر جدارة وأكثر مساواة”.

يُذكر أن 15 مليونًا من مواطني تشيلي البالغ عددهم الإجمالي 19 مليون نسمة كان يحق لهم التصويت في الانتخابات.

ترحيب دولي

وحظى فوز غابريال بوريك برئاسة تشيلي بترحيب دولي واسع من رؤساء حاليين حتى أنصار “يمين الوسط” وزعماء الاتحاد الأوربي.

وهنأ الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على تويتر الرئيس التشيلي المنتخب على “انتصاره الشعبي التاريخي” وأكد مجددًا رغبته في تطوير العلاقات الثنائية مع الحكومة الجديدة التي ستحل مكان حكومة الرئيس المنتمي إلى يمين الوسط سيباستيان بينيرا.

وطالب الرئيس الأرجنتيني اليساري ألبرتو فرنانديز على تويتر من بوريك “العمل معًا لإنهاء عدم المساواة في أمريكا اللاتينية” ثم هاتفه لمدة 10 دقائق ودعاه إلى الأرجنتين في أول زيارة خارجية له.

من جهته، قال رئيس البيرو اليساري بيدرو كاستيلو على تويتر “الانتصار الذي حققته يمثل انتصارًا للشعب التشيلي وتشاركه فيه شعوب أمريكا اللاتينية التي تريد العيش في حرية وسلام وعدالة وكرامة”.

وفي السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل “نهنئ غابريال بوريك بانتخابه رئيسًا جديدًا لتشيلي، ونأمل أن نتمكن من تعزيز علاقاتنا مع الحكومة المستقبلية. نحن شركاء، ومعًا نحن أقوى”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات