“الساعة تعود إلى الوراء”.. دول أوربية تفرض إغلاقا صارما وأخرى تقيّد السفر للحد من انتشار متحور أوميكرون

تشديد القيود لمكافحة انتشار متحور أوميكرون والضغوط على غير الملقحين تزداد (الاناضول)

شددت عدد من الدول الأوربية القيود والتدابير الرامية للحد من انتشار متحور أوميكرون من فيروس كوورنا قبل أسبوع من بدء احتفالات عيد الميلاد.

وأعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي “إغلاقا صارما” في البلاد في فترة عيد الميلاد في قرار يرمي إلى احتواء التفشي المتسارع للمتحور أوميكرون.

وقال روتي، السبت، إن جميع المتاجر غير الأساسية والمطاعم والحانات ودور السينما والمتاحف والمسارح “يجب أن تُغلق اعتبارا من يوم الأحد وحتى 14 يناير/كانون الثاني” .

وأضاف أن عدد الزوار المسموح باستقبالهم في منزل واحد “سيخفض من 4 إلى 2 باستثناء يوم عيد الميلاد في 25 ديسمبر/كانون الأول الجاري”.

وأردف روتي في مؤتمر صحفي متلفز “أقف هنا الليلة بحزن. ولاختصار الأمر بجملة واحدة سيفرض إغلاق في هولندا اعتبارا من الغد”.

وكشف رئيس هيئة مكافحة تفشي الوباء في هولندا (ياب فان ديسل) أن المتحور أوميكرون “سيتخطى المتحور دلتا ويصبح هو المهيمن في هولندا بحلول نهاية العام”.

عودة التدابير المشددة في عدد من الدول

وأعلن رئيس بلدية لندن صادق خان حالة الطوارئ القصوى والتي توصف “بالحدث الكبير” في مدينة لندن على خلفية التفشي السريع لمتحور أوميكرون كما ألغت السلطات الفرنسية في العاصمة باريس عروض الألعاب النارية والاحتفالات بحلول السنة الجديدة في شارع الشانزليزيه.

وأعرب خان، السبت، عن “قلقه الكبير” من تفشي المتحور الجديد مشيرا إلى أن الوضع “يستلزم ردا منسقا من الأجهزة العامة”.

وسبق أن أعلن خان حالة “حدث كبير” في لندن في 8 يناير/كانون الثاني الماضي عقب تفشي موجة إصابات بفيروس كورونا أيضا لكنه عاد وألغاها بعد شهر مع انخفاض عدد الإصابات.

وقالت وكالة الأمن الصحي البريطانية، السبت، إنه تم رصد أكثر من 10 آلاف إصابة مؤكدة جديدة بالمتحورأوميكرون ليبلغ العدد التراكمي ما يقارب 25 ألفًا.

وبحسب عدة وسائل إعلام بريطانية، تنوي الحكومة حظر التجمعات في الداخل بعد عيد الميلاد لمدة أسبوعين في محاولة لكبح هذا التفشي.

وفي السياق، أعلنت بلدية العاصمة الفرنسية باريس إلغاء عروض الألعاب النارية والحفلات الموسيقية المقررة في شارع الشانزليزيه ليلة رأس السنة.

وطلب رئيس الوزراء جان كاستكس من المجالس البلدية، الجمعة، إلغاء الحفلات الموسيقية وعروض الألعاب النارية مساء 31  ديسمبر مع حظر استهلاك الكحول في الأماكن العامة.

وستغلق أيضا الحانات والمطاعم في أيرلندا عند الثامنة مساء اعتبارا من، غدا الأحد وحتى نهاية يناير المقبل.

وستغلق الدنمارك اعتبارا من، الأحد، ولمدة شهر المسارح ودور السينما وقاعات الحفلات الموسيقية فضلا عن المتنزهات الترفيهية والمتاحف بعدما سجلت، الجمعة، عددا قياسيا جديدا بلغ 11 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا من بينها ألفي و500 بالمتحور أوميكرون.

وفي القارة الأمريكية، ستعيد مقاطعة كيبيك الكندية العمل بنظام الحد من عدد الموجودين في الحانات والمطاعم والمتاجر.

أما في آسيا، فستعيد كوريا الجنوبية اعتبارا من، السبت، العمل بساعات إغلاق إلزامية للمقاهي والمطاعم ودور السينما وأماكن عامة أخرى على أن تقتصر اللقاءات الخاصة من الآن وصاعدا على أربعة أشخاص.

قيود على السفر وغير الملقحين

وعلى هذا النحو، أقرت فرنسا اعتبارا من السبت، لزوم وجود “سبب قاهر” للمسافرين الوافدين من بريطانيا والمتوجهين إليها.

وفرضت بعض الدول داخل الاتحاد الأوربي بينها أيرلندا والبرتغال وإيطاليا واليونان على المسافرين الأوربيين حتى الملقحون منهم التزود بفحص تشخيص كورونا سلبي النتيجة.

وستفرض ألمانيا التي صنفت، الجمعة، فرنسا والدنمارك بلدين “عاليي المخاطر”على المسافرين غير الملقحين الآتين من هذين البلدين فترة حجر صحي.

ودعت أيضا المقاطعات الألمانية الحكومة المركزية، السبت، إلى تشديد قواعد الدخول للحد من انتشار أوميكرون وتعليق الرحلات الجوية الآتية من المملكة المتحدة.

وتترافق هذه الإجراءات أينما كان مع ضغوط متزايدة على غير الملقحين تصل أحيانا إلى حد إلزام تلقي اللقاح.

سياسة إلزامية اللقاح

وفرضت بلدية مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، اعتبارا من السبت، على كل موظفي البلدية بمن فيهم عناصر الشرطة والإطفاء الذين لم يحصلوا على أي استثناء ديني أو صحي تلقي اللقاح وإلا وضعوا في عطلة إدارية.

وقالت أجهزة البلدية إن أكثر بقليل من 430 ألف و800 موظف محلي أي 79% من العدد الإجمالي تلقوا اللقاح حتى هذا الأسبوع.

واعترض بعض عناصر الشرطة والإطفاء على إلزامية تلقي اللقاح وحاولوا بدون جدوى حتى الآن تعليق الإجراء عبر اللجوء إلى القضاء.

وفي سويسرا، سيسمح فقط للملقحين أو المتعافين من فيروس كورونا، اعتبارا من الاثنين بدخول المطاعم والمؤسسات الثقافية والمنشآت الرياضية والترفيهية فضلا عن الفعاليات التي تقام داخل قاعات.

وفرض اللقاح سيدخل حيز التنفيذ أيضا في فرنسا مطلع السنة بحيث ستصبح الشهادة الصحية “شهادة لقاحية”على ما أعلن، الجمعة، رئيس الوزراء جان كاستكس.

وفي موازاة ذلك، بات التلقيح يشمل الأطفال في دول عدة مع انضمام البرازيل إلى البلدان التي باشرت ذلك مثل كندا والولايات المتحدة وإسرائيل وتشيلي والبرتغال وإيطاليا واليونان وقبرص والدنمارك..

وأطلقت البرتغال إحدى الدول التي لديها أعلى معدل تلقيح في العالم، السبت، حملتها لتطعيم الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات