بوادر أزمة جديدة بين فرنسا وأستراليا بعد تسريب رسالة نصية من ماكرون لموريسون

سكوت موريسون إيمانويل ماكرون
لقاء سابق بين موريسون (يمين) وماكرون (يسار) (رويترز)

نشرت وسائل إعلام أسترالية، الثلاثاء، رسالة نصية متبادلة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون.

وقال مصدر مطلع على الرسائل إن الرسالة جاءت بينما كان موريسون يحاول ترتيب مكالمة مع ماكرون، في 14 سبتمبر/أيلول الماضي، بشأن عقد  شراء الغواصات الفرنسية، أي قبل يومين من قرار أستراليا إلغاء العقد.

ورد ماكرون برسالة جاء فيها “هل أتوقع أخبارا سارة أم محزنة عن طموحاتنا المشتركة في موضوع الغواصات؟”.

ولم يتم تسريب الرسالة التي رد بها موريسون على هذا السؤال.

ولم تعلق الحكومة الفرنسية على الرسالة ولم توضح ما إذا كانت الرسالة صحيحة أم لا، لكن مصدرا مقربا من ماكرون قال، الثلاثاء، إن نشر رسائل نصية شخصية من زعيم إلى آخر هو “أسلوب غير لائق وغير مقبول”.

ووصف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، الإجراء الأسترالي بأنه “لا يرقى إلى مستوى رئيس الحكومة” وأنه ” آخر محاولة يائسة” من موريسون لإنقاذ كرامته.

وألغت أستراليا، في سبتمبر الماضي، صفقة لشراء غواصات من مجموعة نافال الفرنسية، واختارت بدلا منها بناء ما لا يقل عن 12 غواصة تعمل بالطاقة النووية بعد إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

واتهم ماكرون، الأحد الماضي، موريسون بالكذب عليه فيما يتعلق بنوايا أستراليا، ونفى موريسون هذا الاتهام.

وردا على سؤال لصحف أسترالية خلال قمة مجموعة العشرين في العاصمة الإيطالية روما، عما إذا كان يعتقد أن موريسون كذب عليه خلال الأشهر القليلة الماضية، قال ماكرون “أنا لا أعتقد ولكنني أعرف”.

وأضاف ماكرون أنه يكن الكثير من الاحترام لأستراليا وشعبها لكن “عندما يكون لدينا احترام، عليك أن تكون صادقا ويجب أن تتصرف بما يتماشى ويتسق مع هذه القيمة”.

بدوره، صرح موريسون للصحفيين في وقت لاحق بأنه كان واضحا جدا مع فرنسا بأن الغواصات التقليدية التي تبنيها باريس لن تلبي الاحتياجات الاستراتيجية لأستراليا.

وأضاف أن بلاده قررت “عدم المضي قدما. كان هذا حقنا”، وقال “إن هذا القرار اتخذ من أجل المصالح الوطنية لأستراليا”.

وقالت فرنسا إن أستراليا لم تحاول إبلاغها بإلغاء الصفقة حتى اليوم الذي أعلنت فيه كانبيرا اتفاقها مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقبل أسبوع، أجرى ماكرون محادثة هاتفية مع موريسون هي الأولى منذ الأزمة.

وذكرت رئاسة الجمهورية الفرنسية أن ماكرون أشار خلال المكالمة إلى أن الأمر يعود الآن إلى الحكومة الأسترالية لاقتراح “خطوات عملية تجسد رغبتها بإعادة تحديد أسس علاقتنا الثنائية ومواصلة عمل مشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.

وخلال الاتصال الهاتفي أشار ماكرون إلى أن قرار أستراليا “كسر علاقة الثقة بين دولتينا”، ولم يتم توضيحه بعد.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات