فلسطين المحتلة.. تحذير رسمي من هجوم استيطاني إسرائيلي غير مسبوق في القدس

متطرف يهودي ينظر إلى مدينة القدس
متطرف يهودي ينظر إلى مدينة القدس (رويترز)

قالت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، إن مدينة القدس تشهد هجوما استيطانيا إسرائيليا غير مسبوق لمصادرة المزيد من الأراضي فيها وتهويد المدينة.

وذكر”المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان” التابع للمنظمة في تقرير له، أن خطط الاستيطان الإسرائيلية باتت تركز على القدس بهدف تكريس فصلها عن محيطها الفلسطيني من جميع الجهات وتغيير واقع المدينة التاريخي والقانوني والديموغرافي.

واعتبر التقرير أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في القدس يستهدف “إخراج المدينة من أية مفاوضات مستقبلية كعاصمة لدولة فلسطين ومنع أي إمكانية للتفكير ببقاء المطار الدولي الذي كان معروفا بمطار القدس”.

وأشار التقرير إلى موافقة حكومة إسرائيل مبدئيا على مخطط لبناء حي استيطاني يضم آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة على أراضي مطار قلنديا المهجور شمال القدس.

وبحسب التقرير يشمل المخطط الاستيطاني بناء نحو 11 ألف وحدة استيطانية وفنادق ومرافق وحدائق عامة ومناطق صناعية تقام على 243.1 دونماً شمالي القدس بالإضافة إلى مرافق تجارية وسياحية أخرى.

وحذر التقرير”من تنفيذ هذا المخطط الذي يعد الأكبر منذ عقود، والرامي لفصل القدس الشرقية بالكامل عن الشمال وعن مدينة رام الله”.

ونبه التقرير إلى إعلان بلدية الاحتلال الإسرائيلية في القدس إقامة ألفي وحدة سكنية جديدة في مستوطنة (التلة الفرنسية) المقامة على أراضي جبل المشارف بالقدس الشرقية.

مستوطنون يهود برفقة شرطة الاحتلال الإسرائيلي في باحة المسجد الاقصى بالقدس (غيتي)

وانتقد التقرير اكتفاء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإبداء معارضتها اللفظية لنشاطات إسرائيل الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “دون أن تذهب أبعد من ذلك أو تفعل شيئا لوقف هذه النشاطات الخطيرة”.

وكشفت دراسة فلسطينية أخيرة أن الاحتلال الإسرائيلي يسارع  الخطى بهدف إنجاز مشروع القدس الكبرى الذي يمتد على 10% من مساحة الضفة الغربية ويفصل شمالها عن جنوبها للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية.

وبينت الدراسة أن مشاريع الاستيطان الكبرى في القدس تعمد إلى نقل الكتل السكانية الكبرى للمستوطنين إلى قلب المدينة، وتعزيز السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي عبر نشر البؤر الاستيطانية وثكنات الجيش وشبكات الطرق التي تقطع السبيل على التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية.

يذكر أن حكومات الاحتلال الإسرائيلية المتعاقبة خلال العقدين الماضيين اعتمدت سياسات داعمة للاستيطان وحفزت الكثير من العائلات اليهودية محدودة الدخل على شراء منازل بالمستوطنات.

وكشفت تقارير حقوقية أن النشاط السريع الذي شهدته المشاريع الاستيطانية التسعة الكبرى في القدس تمكنت من إحداث تغييرات كثيرة في طبيعة المدينة وتركيبتها السكانية.

وأضافت التقارير ذاتها أن نسبة زيادة عدد مستوطني الضفة الغربية والقدس قد بلغت نحو 222% منذ العام 2000.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات