لبنانيون يقتحمون وزارة الصحة ويطالبون باستقالة الوزير (فيديو)

محتجون يقتحمون مبنى وزارة الصحة في بيروت (تواصل اجتماعي)

اقتحم محتجون مقر وزارة الصحة اللبنانية اليوم الجمعة، رفضا لرفع الدعم عن الأدوية في البلد الذي يعاني أزمة اقتصادية خانقة.

ورفع المحتجون شعارات من داخل مبنى الوزارة إلى المسؤولين، ورددوا “يسقط حكم الأزعر” (أي البلطجي) في إشارة إلى الوزير.

وحاول المحتجون مقابلة وزير الصحة فراس الأبيض، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، وهتفوا مطالبين باستقالته.

ورفض المحتجون الخروج من مبنى الوزارة، وكتبوا مطلبهم باستقالة الوزير على أرضيات المبنى.

10 أضعاف

وكان الوزير وقّع على قرار رفع الدعم جزئياً عن أدوية الأمراض المزمنة، مما أدّى إلى تضاعف سعرها ما بين 5 و 10 مرات.

وقال فراس الأبيض في تصريحات سابقة، إن أدوية السرطان الأمراض المستعصية لن يرفع عنها الدعم، وإنها بدأت تصل إلى لبنان الأسبوع الماضي بعد انقطاع 4 أشهر.

وأضاف أن الدعم لن يرفع عن أدوية غسيل الكلى والأدوية النفسية والأدوية التي تستعمل في المستشفيات كي لا ترفع قيمة الفاتورة.

وذهب الوزير إلى أنه سيرفع الدعم عن أدوية الأمراض المزمنة جزئيا.

وتفاعل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع ارتفاع سعر الدواء، وكتب جوزيف طوق بأن “الأسعار ارتفعت بشكل جنوني”.

وقال حساب باسم سهاد، إن “التعامل مع وزارة الصحة أسوأ من التعامل مع وزارة التعليم”، في إشارة إلى الفساد الذي يعم كل القطاعات في البلاد.

واتهم الناشط أبو محمد وزير الصحة والمسؤولين عن القطاع بأنهم “مجرمون بحق كل مواطن يحتاج لدواء أو استشفاء”، واعتبر أن رفع الدعم نسبيا هو تمهيد لرفعه كليا.

أزمة دواء

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الثلاثاء الماضي، أنها قدمت -تمويلا من الحكومة الأمريكية- 97 طنا من المستلزمات الطبية المنقذة للحياة، التي تقدر قيمتها بأكثر من مليون دولار أمريكي، إلى وزارة الصحة استجابة للنقص الحاد في المستلزمات الطبّية والأدوية الذي تعاني منه المرافق الصحية في لبنان.

وقالت المنظمة إن المستلزمات ستساعد حوالي مليون طفل وامرأة في الحصول على الرعاية الصحية لأكثر من عام في 5 مستشفيات حكومية و166 مركزا للرعاية الصحية الأولية ومراكز للتطعيم على الحدود البرّية اللبنانية.

ويشكو لبنانيون منذ أشهر من ارتفاع أسعار الدواء مع ندرته، مما يضطرهم إلى البحث عنه في الصيدليات حتى العثور عليه مع ارتفاع سعره.

وأكد أصحاب الصيدليات في تصريحات سابقة لقناة الجزيرة مباشر أنهم ليسوا السبب في أزمة الدواء، وأنها جزء من الأزمة الاقتصادية العامة في البلاد.

وأشار أحد أصحاب الصيدليات إلى قرار وزارة الصحة الذي دعا الشركات والمستوردين لاستيراد الدواء بالدولار من السوق الموازية ثم تسعيره بالسعر الحكومي، مما أدى إلى إحجام الشركات عن الاستيراد.

ويمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990) مما تسبب في تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة مقابل الدولار، وانهيار القدرة الشرائية لمعظم المواطنين.

المصدر : الجزيرة مباشر