المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: أزمة التأشيرات مع المغرب والجزائر معقدة

مطار شارل ديغول (رويترز)

قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، في لقاء على قناة (فرانس إنفو) أول أمس، إن قرار خفض منح التأشيرات لمواطني الجزائر والمغرب وتونس كان قرارا صعبا لكن الحكومة اضطرت لاتخاذه.

وأفاد أتال بأن سلطات بلاده واجهت “منذ الأزمة الصحية عرقلة مع عدة دول، لا سيما المغرب العربي، بشأن إصدار تصاريح قنصلية تسمح بعودة الناس المقيمين بشكل غير قانوني على التراب الفرنسي”.

وأعلنت الحكومة الفرنسية نهاية سبتمبر/أيلول، تشديد شروط الحصول على التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس، وهو ما أجج الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر.

واعتبر أتال أن القرار كانت له نتيجة مع تونس التي تفاعلت مع السلطات الفرنسية، في حين “لا يزال الأمر معقدا مع المغرب والجزائر”، قبل أن يستطرد “القرار سمح باستئناف مناقشات دبلوماسية رفيعة المستوى وهي مستمرة”.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة أن “الهدف ببساطة هو ضمان احترام قواعد الهجرة”، مضيفا “المضطهدون في بلادهم ويستفيدون من اللجوء مُدمجون بشكل كامل، ولكن بالنسبة للأشخاص غير المدعوين للبقاء في فرنسا، يجب أن يعودوا إلى بلادهم الأصلية”.

قرار انتخابي

وكانت الجزائر استدعت السفير الفرنسي بعد قرار باريس خفض عدد تأشيرات الدخول المتاحة لمواطني دول المغرب العربي.

وخلال الأشهر الستة الأولى من 2020 أصدرت السلطات الفرنسية حوالي 63 ألف تأشيرة لـ96 ألف طلب أي رفضت ما يعادل 65% وهو رقم زاد أكثر خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، عندما رفضت طلبين من أصل كل 3 طلبات من الجزائر.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من الخدمات القنصلية في المقاطعة السابعة بباريس إصدار 31 ألفا و500 تأشيرة حداً أقصى خلال الأشهر الستة المقبلة، أو تقسيم العدد إلى شطرين.

أزمات متعاقبة

وجاء القرار في سياق توتر بين فرنسا والجزائر، بعد تصريحات ماكرون، اعتبر فيها أن الجزائر بنيت بعد استقلالها العام 1962 على “ريع للذاكرة” كرسه “النظام السياسي-العسكري”.

وشكك الرئيس الفرنسي في تصريحاته التي نقلتها صحيفة لوموند في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي.

وتحدث بحسب الصحيفة عن “تاريخ رسمي أعيدت كتابته بالكامل، ولا يستند إلى حقائق” بل إلى “خطاب يقوم على كراهية فرنسا” واصفاً تبون بأنه “محاصر في نظام صعب للغاية”.

ولا يزال طيف حرب الجزائر التي خاضتها الدولة الفرنسية بين عامي 1954 و1962 في مواجهة جبهة التحرير الوطني الجزائرية يخيّم على العلاقات بين البلدين.

وكان ماكرون أعرب عن أسفه للخلافات وسوء التفاهم مع الجزائر. وذكر بيان الإليزيه الثلاثاء أن ماكرون يحترم كثيرا الأمة الجزائرية وتاريخها وسيادة الجزائر.

وأكد البيان أن ماكرون “مهتم بشدة بتنمية بلدينا ثنائيا لصالح الشعبين الجزائري والفرنسي وأيضا لمواجهة التحدي الكبير في المنطقة بدءا من ليبيا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية