وزير الخارجية اللبناني للجزيرة مباشر: لم يُطلب رسميا من قرداحي تقديم استقالته

قال عبد الله بو حبيب وزير الخارجية اللبناني إن الأزمة الراهنة مع المملكة العربية السعودية جراء تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي تتطلب وقتًا للحل، ولن يكون ذلك لحظيًا.

وأضاف في حديث لبرنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر أن تصريح قرداحي كان قبل شهر من تسلمه حقيبة وزارة الإعلام، وأن الوزير نفسه له تصريحات عدة يشيد فيها بالمملكة وجهودها.

وتابع بو حبيب “لدينا أزمة لها تعقيدات كثيرة ويجب حلها، ووزير الإعلام يعطي رأيه بصلابة، هناك من يقبل ذلك وهناك من يرفضه، وقال لنا إن مصلحة لبنان قبل مصلحته الشخصية، وهو يبحث من أجل اتخاذ القرار الأخير”.

وردًا على سؤال: هل تتوقع أن يقدّم قرداحي استقالته؟ أجاب وزير الخارجية اللبناني “التكهن صعب لا سيّما وأن بالبلد مكونات سياسية كثيرة وهي موجودة بقوة في البلد، وليس هناك أي تأكيد بهذا الشأن”.

وشدّد بو حبيب على أن الوزارة اللبنانية الجديدة ليس فيها عضو في “حزب الله”، مضيفًا أن حزب الله لم يعطِ أي رأي اليوم بخصوص الأزمة الحالية.

وعلّق احتمالية استقالة الحكومة -بأكملها- على قرار رئيس الحكومة ،أو حجب الثقة عن الحكومة عبر مجلس النواب، مستدركًا، أن حجب الثقة غير وارد في الظرف الراهن الذي يمر به لبنان، وأن رئيس الحكومة قال أكثر من مرة خلال اليوم لا توجد استقالة، ونريد أن نعالج هذه الأزمة.

واستطرد بو حبيب “نتمنى أن يكون هناك حوار وليس إملاء، سواء بين بلد وبلد أو من خلال الجامعة العربية، لكن المسار الذي أخذته الأحداث يتطلب وقتًا، لأن لدى السياسيين مصالح ومواقف يراعونها قبل اتخاذ القرار الأخير”.

واجتمعت في بيروت خلية أزمة وزارية شكلها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي (الموجود في غلاسكو)، وشارك القائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى بيروت ريتشارد مايكل في جزء من الاجتماع لبحث سبل حل الأزمة مع الرياض.

وكشف وزير الخارجية اللبناني في حديثه لبرنامج المسائية على شاشة الجزيرة مباشر أن الولايات المتحدة طالبت بالتهدئة بين البلاد العربية بخصوص أزمة تصريحات قرداحي، مشيرًا إلى” ضرورة أن يكون الحل مرضيًّا للرياض وبيروت معًا”.

وفي وقت سابق اليوم، أفاد وزير التربية عباس الحلبي الصحفيين “نقول إن المعالجة قائمة وأملنا كبير بأننا سنتوصل في وقت قصير إلى استدراك هذا الأمر وإعادة فتح صفحة جديدة”.

وقالت الرئاسة اللبنانية إن الرئيس ميشال عون “تابع المداولات التي طرحت خلال اجتماع” خلية الازمة.

وأضافت أن الرئيس جدّد “التأكيد على حرصه على إقامة أفضل وأطيب العلاقات مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومأسّسة هذه العلاقات وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بحيث لا تؤّثر عليها المواقف والآراء التي تصدر عن البعض، وتتسبّب بأزمة بين البلدين لا سيّما وأنّ مثل هذا الأمر تكرّر أكثر من مرّة”.

وفي القاهرة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية.

وقال في بيان إن لديه “ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين عون وميقاتي على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن أن تضع حدًا لتدهور تلك العلاقات”.

وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان، الأربعاء، عن “رفضها” تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه “لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا”، لكنّ قرداحي رفض “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية” وقال “أنا لم أخطئ في حق أحد ولم أتهجم على أحد؛ فلم أعتذر؟”.

وكان جورج قرداحي -وزير الإعلام الجديد بالحكومة اللبنانية- اعتبر في مقابلة تلفزيونية، بثت الإثنين الماضي وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في سبتمبر/أيلول الماضي، أنّ الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات.

وكانت السعودية والبحرين والكويت والإمارات قد سحبت سفراءها من لبنان ردًا على تصريحات قرداحي، كما أبدت قطر استياءها الشديد واستنكارها لتصريحات وزير الإعلام اللبناني تجاه المملكة العربية السعودية.

وتضع هذه التطورات الدبلوماسية المتسارعة الحكومة اللبنانية تحت مزيد من الضغوط في ظل تردي الوضع الاقتصادي والانهيار في سعر صرف العملة المحلية وقلّة المحروقات، وتعرقل خططها للحصول على دعم مالي من الخليج.

ومنذ 2015، يدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية ويضم البحرين والإمارات ودولا أخرى من جانب، والحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014 من جانب آخر.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة، وأكدت الأمم المتحدة مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات