حصول إسرائيل على أرشيف “الأهرام” يثير غضب صحفيي مصر.. ما القصة؟

أثار الإعلان عن تدشين (المكتبة الوطنية الإسرائيلية )أرشيفا رقميا لصحيفة (الأهرام) الحكومية المصرية غضبا واسعا داخل أوساط الصحفيين والإعلاميين المصريين.

وكان حساب “إسرائيل تتكلم العربية” التابع للخارجية الإسرائيلية على منصة تويتر قد قال، الأربعاء الماضي، إن “الأرشيف متاح فقط ضمن قاعدة البيانات الخاصة بالمكتبة الوطنية الإسرائيلية وفقط للباحثين والطلاب في إسرائيل”.

وتأسست صحيفة (الأهرام) على يد الأخوين اللبنانيين ( بشارة وسليم تقلا) في نهايات القرن التاسع عشر الميلادي، وترأس تحريرها كبار الصحفيين المصريين على مدى تاريخها الممتد منذ 146 عاما.

ولم يكشف الإعلان الإسرائيلي عن مصدر حصول المكتبة الوطنية الإسرائيلية على أرشيف صحيفة “الأهرام”، إلا إن حساب إسرائيل بالعربية قال في تغريدة تالية “ينبغي التنويه إلى كون أرشيف جريدة ألأهرام المصرية متاح فقط ضمن قاعدة البيانات الخاصة بالمكتبة الوطنية الإسرائيلية وفقط للباحثين والطلاب في إسرائيل ونأسف على سوء التفاهم بهذا الخصوص”.

لكن موقع (القاهرة 24) المحلي قال، اليوم الأحد، إن الأرشيف الرقمي لصحيفة (الأهرام) يتبع منصة (إيست فيو) الأمريكية، وهي منصة تضم مجموعة هائلة من أرشيف عدد كبير من الصحف العالمية.

وأضاف الموقع أن المنصة الأمريكية هي التي تعرض الأرشيف الرقمي لصحيفة الأهرام، وبالتالي أصبح متاحا أمام باحثي المكتبة الوطنية الإسرائيلية.

وكتب الصحفي محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين المصرية على حسابه على فيسبوك أنه وفقا لما وصله من “مصادر مطلعة” بمؤسسة الأهرام، “قام عمر سامي القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة (عقب إقالة ممدوح الولي من رئاسة المجلس) ببيع أرشيف الأهرام لشركة أمريكية باسم إيست فيو مقابل 185 ألف دولار”.

وأضاف كامل أنه تم توقيع العقد الخاص بعملية البيع “من طرف واحد  دون توقيع ممثل الشركة الأمريكية”.

وأوضح أن قيمة الصفقة “لم تدخل إلى خزينة الأهرام حتى الآن!”، مشيرا إلى أن “الشؤون القانونية بمؤسسة الأهرام أجرت تحقيقا في الواقعة”، لكنه انتهى إلى “لا شيء”.

وأضاف كامل: “شيء من الخجل يدفع المجلس (الأعلى للإعلام) للتحقيق والاحتجاج على تلك الكارثة، وللكشف عن أي فساد كان له دور في ذلك”.

ودعا كامل أجهزة الدولة إلى فتح “تحقيق عاجل”.

بدوره، تساءل الصحفي خالد البلشي عن الطريقة التي وصل بها “هذا الكنز لإسرائيل؟ وكيف خرج من الأهرام ليتاح عبر مكتبة بالكيان الصهيوني وبأي ثمن؟”.

وأضاف البلشي عبر حسابه على فيسبوك أنه “بدلا من إتاحة الأرشيف من الأهرام ذاتها للمصريين قبل غيرهم، فتستفيد الصحيفة والباحثون ونستفيد جميعا بما لدينا من كنوز حقيقية مدفونة؟”.

وقال إن هذا “سؤال عن قضية بيع تراث مصر منذ فترة طويلة بدلا من أن نقوم نحن (المصريين) باستغلاله وإتاحته للجميع، وهو سؤال سيظل قائم طالما تعاملنا مع هذا التراث بوصفه أمناً قومياً”.

وأثار الإعلان الإسرائيلي انتقادات لاذعة واستنكاراً شديداً عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما لم يصدر عن صحيفة “الأهرام” أي تعليق بهذا الخصوص، أو توضيح للمعلومات حول مزاعم بيع أرشيفها إلى منصة “إيست فيو”.

ووقعت مصر وإسرائيل معاهدة للسلام في عام 1979، بعد 4 حروب بينهما. وبعيدا عن العلاقات الرسمية، تبقى قطاعات واسعة من المصريين رافضة للتطبيع مع إسرائيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات