قطر تبدي استغرابها الشديد وتستنكر تصريحات وزير الإعلام اللبناني

الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري
نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني (غيتي)

أعلن المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية بدولة قطر، اليوم السبت، عن استغرابه الشديد واستنكاره للتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية.

واعتبر المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية، في بيان، هذا الموقف من وزير الإعلام اللبناني الجديد موقفًا غير مسؤول تجاه بلده وتجاه القضايا العربية على حد سواء، مضيفًا “وقد كان حريّا به عدم الزج بلبنان الشقيق في أزمات خارجية”.

وقال البيان “وزارة الخارجية تدعو الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع وللمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء”.

وكان جورج قرداحي -وزير الإعلام الجديد بالحكومة اللبنانية- اعتبر في مقابلة تلفزيونية، بثت الإثنين الماضي، وأجريت قبل توليه حقيبة الإعلام في الحكومة اللبنانية في سبتمبر/أيلول الماضي، أنّ الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي” من السعودية والإمارات.

وقالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان على موقعها “أعلنت دولة الإمارات سحب دبلوماسييها من الجمهورية اللبنانية”، مضيفة أنها قررت كذلك “منع المواطنين من السفر إلى جمهورية لبنان”.

ونقل البيان عن وزير الدولة خليفة شاهين أن قرار سحب الدبلوماسيين “جاء تضامناً مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة”.

وقرّرت البحرين القيام بالمثل ثم لحقت بهما الكويت، السبت، قبل أن تقرّر الإمارات سحب دبلوماسييها.

وفي بيانها، قالت وزارة الخارجية الكويتية إنّ قرارها يأتي “نظرًا لامعان الجمهورية اللبنانية واستمرارها في التصريحات السلبية وعدم معالجة المواقف المرفوضة والمستهجنة ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وباقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.

وتضع هذه التطورات الدبلوماسية المتسارعة الحكومة اللبنانية تحت مزيد من الضغوط في ظل تردي الوضع الاقتصادي والانهيار في سعر صرف العملة المحلية وقلّة المحروقات، وتعرقل خططها للحصول على دعم مالي من الخليج.

وكانت السعودية قد استدعت سفيرها لدى بيروت، أمس الجمعة، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، كما قرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها بسبب تصريحات قرداحي.

وفي بيانها الجمعة، اعتبرت الخارجية السعودية أن “سيطرة حزب الله الإرهابي على قرار الدولة اللبنانية جعل من لبنان ساحة ومنطلقا لتنفيذ مشاريع دول لا تضمر الخير للبنان وشعبه”.

ومنذ 2015، يدور نزاع في اليمن بين حكومة يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية ويضم البحرين والإمارات ودولا أخرى من جانب، والحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014 من جانب آخر.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم كثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة، وأكدت الأمم المتحدة مرارا أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم حاليا.

وفي القاهرة، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية.

وقال في بيان أن لديه “ثقة في حكمة وقدرة الرئيسين عون وميقاتي علي السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن ان تضع حدا لتدهور تلك العلاقات”.

وأعربت الحكومة اللبنانية في بيان، الأربعاء الماضي، عن “رفضها” تصريحات قرداحي، مشيرة إلى أنه “لا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا”، لكنّ قرداحي رفض “الاعتذار” عن “آرائه الشخصية” وقال “أنا لم أخطئ في حق أحد. ولم أتهجم على أحد. فلم أعتذر؟”.

وتابعت أن القرار يأتي أيضا بسبب “عدم اتخاذ حكومة الجمهورية اللبنانية الإجراءات الكفيلة لردع عمليات التهريب المستمرة والمتزايدة لآفة المخدرات الى الكويت وباقي دول مجلس التعاون”.

وفي الأيام الماضية، أعلنت السعودية عن عمليات عدة ضد مهرّبي المخدرات تمكّنت خلالها من مصادرة آلاف من حبوب الكبتاغون المخبئة داخل فواكه مستوردة.

وكانت السعودية علّقت، في أبريل/نيسان الماضي، استيراد الفواكه والخضار من لبنان، أو السماح بمرورها على أراضيها، بعد ضبط الجمارك أكثر من 5.3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان.

وتنشط في لبنان وسوريا المجاورة صناعة مخدّر الكبتاغون الذي يصنّفه مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بأنّه “أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة”، وهو مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات