الأمم المتحدة: الأطفال سيموتون.. أكثر من نصف الأفغان يواجهون انعداما حادا في الأمن الغذائي

30% من سكان أفغانستان البالغ عددهم 39 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية الحاد (رويترز)

أكدت وكالات تابعة للأمم المتحدة اليوم الإثنين، أن أكثر من 22 مليون أفغاني سيواجهون “انعداما حادا في الأمن الغذائي” هذا الشتاء محذرة من أن البلد يواجه إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي “هذا الشتاء سيجبر ملايين الأفغان على الاختيار بين الهجرة والمجاعة إلا إذا تمكّنا من زيادة مساعداتنا التي يمكن أن تنقذ حياة” السكان.
وأضاف “إن 22.8 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان أفغانستان البالغ 39 مليون نسمة، يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي و”يتجهون صوب مجاعة” مقارنة مع 14 مليونا قبل شهرين فقط.

وتابع  “الأطفال سيموتون. الناس سيتضورون جوعا. ستزداد الأمور سوءا بقوة”.

وقال بيزلي “ما نتوقع حدوثه يحدث بسرعة أكبر بكثير مما نتوقعه، سقطت كابل بأسرع مما توقع أحد وينهار الاقتصاد بوتيرة أسرع من ذلك”.

وأضاف أن المبالغ المخصصة لمساعدات التنمية يجب أن توجَّه للمساعدة الإنسانية، وهو ما أقدمت عليه بعض الدول بالفعل، أو أن يتم صرف الأموال المجمدة وتحويلها عبر البرنامج.

وقال “عليكم فك تجميد هذه الأموال حتى ينجو الناس”.

أزمة إنسانية

كانت منظمة الصليب الأحمر قد حثت المجتمع الدولي الجمعة الماضية على التواصل مع الحكام الجدد في أفغانستان، وقالت إن جماعات الإغاثة لن تكون قادرة بمفردها على تجنب اندلاع أزمة إنسانية.

وغرقت أفغانستان في الأزمة بعد الوقف المفاجئ لمساعدات خارجية بمليارات الدولارات في أعقاب انهيار الحكومة المدعومة من الغرب وعودة حركة طالبان للحكم في أغسطس/ آب.

وقال روبرت مارديني المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر إن اللجنة تكثف جهودها في أفغانستان منذ ذلك الحين وكذلك منظمات أخرى.

لكنه أضاف أن دعم المجتمع الدولي الذي يسلك نهجا حذرا في التعامل مع طالبان حتى الآن له دور حاسم في توفير الخدمات الأساسية.

وقال “المنظمات الإنسانية عندما توحد قواها يمكنها أن تفعل الكثير، يمكنها التوصل إلى حلول مؤقتة”.

وأعلنت الأمم المتحدة الخميس الماضي أنها أسست صندوقا خاصا لتوفير السيولة المباشرة للأفغان وهو ما قال مارديني إنه سيحل المشكلة لثلاثة أشهر.

وأضاف “أفغانستان أزمة تزداد تعقيدا يوما بعد آخر”.

وتابع أن 30% من سكان أفغانستان البالغ عددهم 39 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية الحاد مشيرا إلى أن 18 مليونا يحتاجون للمساعدات الإنسانية أو الحماية.

وتقول طالبان إنها ترحب بالجهات المانحة الأجنبية وستحمي حقوق موظفيها ولكن لا ينبغي ربط المساعدات بشروط.

وقال مارديني “لا يمكن لأي منظمة إنسانية أن تحل محل الاقتصاد في أي بلد”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية