قيادات سياسية سودانية: الشارع يعيش انقساما حادا والحل بيد حمدوك (فيديو)

أجمع عدد من القادة السياسيين السودانيين أن الشارع السوداني يعيش أزمة انقسام حادة جراء تباين وجهات النظر والمواقع بشأن مستقبل المرحلة الانتقالية، وأن الحل بأيدي الطبقة السياسة الحاكمة خاصة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الذي يجد نفسه موزعا بين الاستماع لصوت الشارع وبين الخلافات القائمة بين قطبي قوى الحرية والتغيير.

وقال فايز السليك المستشار السابق لرئيس الوزراء السوداني إن الشارع تجاوز بكثير القوى السياسية وإن الاعتصامات المطالبة بتأسيس دولة ديمقراطية وإدارة الشعب السوداني الرافضة لكل أشكال الانقلابات تقتضي ترجمة مطالب الحراك الجماعي إلى فعل سياسي يؤمن الانتقال السلمي والتحول الديمقراطي.

وأضاف السليك خلال مشاركته في المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الجمعة، “لا بد من فعل سياسي لتجاوز الخلافات بين التيارين المتصارعين في السودان والتي تتلخص معظمها في البحث عن مكاسب ومناصب سياسية”.

واعتبر السليك أن مطالب الشعب السوداني اليوم تتعلق بمدينة الدولة وتحقيق شعارات الثورة، مضيفا أن رسالة المواكب الشعبية منحت تفويضا وربما تكليفا لحمدوك بأن يلتقط المبادرة الشعبية ويبادر بالعمل للخروج من أزمة الفرقاء السياسيين في البلاد.

وقال “من الواضح أن طرفي المشهد السياسي كل متمسك بموقفه. والصراع هو الوجه المهمين على السودان وعبد الله حمدوك بيده الحل وإلا ستدخل البلاد في ازمة دستورية خانقة”.

واعتبر السليك أن شعارات المعتصمين في الميثاق الوطني المنشقين عن قوى الحرية والتغيير المتصلة بتشكيل حكومة تكنوقراط تؤكد أن اعتصامهم مدعوم من قبل المكون العسكري الذي يريد التمديد للرئيس الوزراء حمدوك خلال السنتين المقبلتين حتى يتأتى له إعداد الرؤية التي يجب اعتمادها في البلاد.

واستبعد السليك إمكانية اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها في السودان، مضيفا أن الأمر يحتاج لإجراءات كثيرة،

وقال “إن المكون العسكري يريد إطالة الأزمة السياسية في السودان من خلال التدخل والسيطرة على الملفات الأمنية الكبرى في البلاد”.

استمرار المظاهرات الشعبية في السودان للمطالبة باستكمال مطالب الثورة (وكالة الأناضول )

وكان أنصار”قوى الحرية والتغيير- مجموعة الميثاق الوطني” المعتصمين أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، قد أدوا صلاة الجمعة في ميدان الاعتصام لتكون أول جمعة للاعتصام المطالب بحل الحكومة الانتقالية، وفي المقابل دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى مواصلة التصعيد الثوري لحين تسليم السلطة للمدنيين.

ويطالب المعتصمون بحل الحكومة، وتعيين حكومة جديدة، وتوسيع قاعدة المشاركة في الحكم، إضافة إلى مراجعة عمل لجنة إزالة التمكين، وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي والمحكمة الدستورية.

من جهته أوضح الثوم هجو عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية وأحد الموقعين على تيار الميثاق الوطني لقوى الحرية والتغيير أن اعتصامات القصر ستعم جميع المحافظات السودانية، مضيفا أن المكون العسكري هو من تحدث عن موعد إجراء الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة.

مظاهرات في الخرطوم تطالب بتسليم الحكم للمدنيين (الأناضول)

وقال “المشهد السوداني اليوم يختزل في شارعين والحل واضح وهو استقالة حكومة عبد الله حمدوك أو استبدالها بحكومة تكنوقراط”.

وأضاف القيادي السوداني أن الصراع السياسي في السودان طال أمده، ولا بد من أفق سياسي محملا الطرف الآخر (قوى الحرية والتغيير) مسؤولية تعطيل المؤسسات الدستورية والانتقال السياسي.

وقال كمال كرار القيادي بالحزب الشيوعي السوداني إن كل من قوى الحرية والتغيير وأنصار الميثاق الوطني خانوا الثورة السودانية، وإن مطالب الشعب تم تعطيلها جراء خلافات حزبية تقوم على المحاصصة والمنظور السياسي الضيق.

وأضاف كرار أن الشارع السوداني هو الحكم والبديل الثوري المنشود، وهو المعول عليه لبناء مشهد انتقالي جديد تكون فيه السلطة والاحتكام لإرادة الشعب القائمة على احترام مبادئ الإعلان الدستوري واتفاق جوبا.

وخلص القيادي بالحزب الشيوعي السوداني قائلا إن الصراع بين قطبي قوى الحرية والتغيير هو صراع على النفوذ والمصالح ولا علاقة له بمطالب وخيارات الشعب السوداني.

ومنذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير عام 2019 في ثورة شعبية بعد 3 عقود له في السلطة، تقاسم الجيش الحكم مع المدنيين في سلطة انتقالية.

ومؤخرا تحالف ائتلاف من مجموعات متمردة وأحزاب سياسية مع الجيش، الذي اتهم الأحزاب المدنية بسوء الإدارة واحتكار السلطة، ويسعى إلى حل مجلس الوزراء.

ويقول قادة مدنيون إن هذا من شأنه أن يصل إلى حد الانقلاب، ويقولون إن الجيش يهدف إلى تنصيب حكومة يمكنه السيطرة عليها.

المصدر : الجزيرة مباشر