هل يعتبر السادات “همزة الوصل” مع النظام لنيل المعتقلين في مصر حريتهم؟ (فيديو)

عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر محمد أنور السادات (رويترز ـ أرشيف)

يعمل السياسي المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد أنور السادات الذي يحمل اسم عمّه الرئيس الراحل من أجل الإفراج عن السجناء السياسيين القابعين في السجون المصرية والتي تطالب المنظمات الحقوقية بإطلاق سراحهم منذ سنوات.

ويقول السادات وهو برلماني سابق ورئيس ما يسمى بـ “مجموعة الحوار الدولي” يبلغ من العمر 66 عاما إنه من أشد المؤمنين بقوة الدولة المصرية وإنه ليس معارضا، لكنه أصبح في الأشهر الأخيرة “همزة وصل” بين نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي والمدافعين عن السجناء السياسيين.

من مكتبه في إحدى الضواحي الراقية بالقاهرة قال السادات لوكالة الأنباء الفرنسية “الحوار مع مؤسسات الدولة ليس مجرد وظيفة لشخص بعينه، هناك العديد من الأشخاص الآخرين على اتصال وثيق لكننا نجحنا مؤخرًا في استخدام لغة يتم الاستماع إليها”.

ويقول مفاخرا وعلى الجدار خلفه صورة لعمه الحائز على جائزة نوبل للسلام وأول زعيم عربي يبرم اتفاق سلام مع إسرائيل “كان ذلك ناجحا في بعض الحالات التي أعيد النظر فيها”.

وأفرجت السلطات في شهر يوليو/تموز الماضي وحده عن 46 شخصا بينهم بعض النشطاء البارزين مثل المحامية ماهينور المصري، الأمر الذي اعتبره المجتمع المدني بادرة حسن نية من النظام الذي يحكم البلد العربي الأكثر تعدادا للسكان بما يفوق 100 مليون نسمة.

وتقدّر منظمات حقوقية عدد الموقوفين السياسيين في مصر بنحو 60 ألف محتجز اعتقلتهم السلطات في حملة قمع واسعة طالت الإسلاميين ومن بعدهم ليبراليين وأكاديميين وصحفيين ومحامين ونشطاء وصولا إلى مرشحين سابقين للرئاسة بعد الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي في انقلاب عسكري عام 2013.

ولا يهتم السادات، بالظروف التي أدت إلى توقيف المعارضين إنما يعنيه أكثر أن يكونوا طلقاء، على حد قوله.

ويوضح أن “هناك الكثير من العمل الذي يتم من وراء الكواليس في الأجهزة الأمنية حيث ينظر في حالات معينة قمنا بإثارتها سواء من منظور إنساني أو قانوني”.

 

“القوة الناعمة”

ويعتبر السادات أن استعداد مصر لإصلاح ما يرتكب من انتهاكات لحقوق الإنسان لم يكن نتيجة الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على البلد مضيفا “لا أوافق على أن (جهود الإصلاح) كلها تنبع من ضغوط دولية أو إدارة أمريكية جديدة، هذا ليس مناسبا قوله”.

وأكدت واشنطن الشهر الماضي ربط حصول مصر على 130 مليون دولار وهو ما يشكل 10% من إجمالي المساعدات العسكرية البالغة 1.3 مليار دولار التي تقدمها سنويا الى مصر باتخاذ القاهرة “إجراءات محددة تتعلق بحقوق الإنسان”.

وكان السادات على رأس وفد مكون من برلمانيين وشخصيات إعلامية توجّه إلى واشنطن مطلع الشهر الجاري لإجراء اجتماعات بين الجانبين المصري والأمريكي.

ووصف أحد الذين شاركوا في هذه الاجتماعات التي ضمت مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية ومفكرين بالإضافة إلى نشطاء وصناع سياسات مصريين بأنها تمثل “القوة الناعمة”.

رسائل أمريكية

وكان السادات قد تحدث لموقع “مدى مصر” عن نتائج زيارة مجموعة الحوار الدولي لواشنطن قائلا: إن المجموعة حملت معها رسائل إلى جميع مؤسسات الدولة، وأن المسؤولين الأمريكيين ينتظرون إجراءات سريعة لتحسين مناخ الحقوق والحريات في مصر.

وأوضح مصدر دبلوماسي مصري بواشنطن أن لقاءات مجموعة الحوار الدولي شهدت أسئلة من مسؤولي الخارجية والكونغرس الأمريكيين عن قضايا وأسماء بعينها، منهم رئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، والناشط السياسي، علاء عبد الفتاح، وأسباب حبسهم، وعن توجه النظام المصري للتعامل مع المعارضة السياسية، وتقديرهم لمستوى الحريات في المجال العام والإعلام، كما عبروا عن تشككهم في مدى التزام السلطة التنفيذية بتحقيق نقلة نوعية في مجال الحقوق والحريات.

 

وكانت الجزيرة مباشر قد حصلت على نسخة من حوار أجراه موقع مدى مصر مع السادات نشر لساعات قبل أن يحذف.

وأوضح السادات في الحوار أن المجموعة مهمتها الخارج وليس الداخل للرد على البيانات التي تخرج من المنظمات الحقوقية الدولية ضد مصر.

وقال إن الدولة الرسمية ممثلة في وزارة الخارجية لا يستمع لها في الخارج وكذلك شركات الدعاية.

وعن بعض القضايا الشهيرة قال السادات إن ما يعطل الإفراج عن معتقلي “قضية الأمل” هو وجود رامي شعث وزياد العليمي، وإن الأجهزة الأمنية ترفض الإفراج عن رجل الأعمال صفوان ثابت، أما المنتمون للتيار الإسلامي والقريبون منهم فلا يسمح بالحديث عنهم.

همزة وصل

ويصف السادات نفسه في حواره مع الوكالة الفرنسية بأنه “موصل جيد” أو “همزة وصل”، لكنه يعرف أنه ليس صانع القرار النهائي.

وعن العمل الذي يقوم به من أجل السجناء يقول “يخبرنا مسؤولون قضائيون أنه سيتم الإفراج عن بعض السجناء بعد فحص ملفات قضاياهم مرة أخرى. عندها نخبر أسرهم.. هذه هي العملية باختصار”.

وكان للسادات دور في قضية موقوف مصري سابق ممنوع من مغادرة البلاد تفاوض بشأنه مع وزارة الداخلية.

ويقول السجين السابق، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن السادات “متعاطف بصدق” وعندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، “فهو يسير في خط دقيق للغاية.. لأنه يتدخل بين الأجهزة الأمنية ونشطاء المجتمع المدني”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية