وزير الإعلام الأفغاني: المجتمع الدولي سيعترف بشرعية الحكومة المؤقتة (فيديو)

قال خير الله خيرخواه وزير الثقافة والإعلام في الحكومة الانتقالية بأفغانستان إن المباحثات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة مع الأطراف الدولية خاصة الوفدين الأمريكي والأوربي كانت إيجابية، وتم الاتفاق خلالها على جملة من القضايا في حين تم تأجيل بعض القضايا الأخرى إلى جولات تفاوضية مستقبلية.

وقال خيرخواه خلال مقابلة في برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر، اليوم الأربعاء، إن المجتمع الدولي سيعترف بشرعية الحكومة الأفغانية المؤقتة، مؤكدا أن حركة طالبان أوفت بجميع الالتزامات التي تعهدت بها مع أمريكا خلال اتفاق الدوحة.

وأشار إلى أن الحركة نجحت في السيطرة على جميع الولايات الأفغانية وطردت بقايا تنظيم الدولة، وسمحت للمرأة بالمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وكان نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد أوضح أن المباحثات التي جرت بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة كانت “مثمرة وإيجابية إلى حد كبير”.

وأضاف أن المحادثات تناولت المساعدات الإنسانية لأفغانستان والأمن والمخاوف المتعلقة بالإرهاب وتوفير ممر آمن للمواطنين الأجانب والحلفاء الأفغان للولايات المتحدة لمغادرة البلاد وحقوق الإنسان.

من جهتها، أعربت الدول الأوربية عن مخاوفها بشكل خاص من أنه في حال انهيار الاقتصاد الأفغاني سيتجه العديد من الأفغان نحو الهجرة ولا سيما الى أوربا. 

وتعهد الاتحاد الأوربي، يوم الثلاثاء، خلال قمة افتراضية لمجموعة العشرين بتقديم مساعدات بقيمة مليار يورو، سيخصص قسم منها للاحتياجات الإنسانية الطارئة وللدول المجاورة لأفغانستان التي استقبلت الأفغان الذين فروا من بلادهم.

وطالب وزير الثقافة الأفغاني المجتمع الدولي بتقديم مزيد من المساعدات للشعب الأفغاني داعيا أوربا وأمريكا للعمل على إخراج أفغانستان من العزلة قبل البحث عن بدائل أخرى، وذلك في إشارة لإمكانية التقارب مع روسيا والصين، مضيفا أن دول الغرب ستعرف الحقيقة كاملة وستضطر في نهاية المطاف للاعتراف بشرعية الحكومة الأفغانية المؤقتة.

وقال “إذا تخلت عنا دول الغرب فهناك دول أخرى مستعدة للتعاون معنا”.

وتابع المسؤول الأفغاني أن الحكومة الأمريكية لم تف بجميع التزاماتها تجاه الحركة، ومن ذلك أنها تستغل قوائم الإرهاب للضغط على الحكومة الأفغانية.

وشدد المسؤول الأفغاني على أن المجتمع الدولي مدعو لرفع الحظر على أموال الشعب الأفغاني المجمدة في أوربا وأمريكا، مبرزا أن هذا التجميد المفروض غير مبرر طالما أن الحكومة الأفغانية المؤقتة أوفت بجميع التزاماتها تجاه المجتمع الدولي.

وكانت دول غربية عدة قد فرضت عقوبات مشددة بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس/آب الماضي، كما تم تجميد معظم أصول البنك المركزي الأفغاني في الخارج والتي تبلغ نحو 10 مليارات دولار.

ونتيجة للعقوبات تعاني المصارف والبنوك الأفغانية من نقص في السيولة ولا يتم دفع رواتب الموظفين الحكوميين.

وقال خيرخواه “يوجد بأفغانستان اليوم 400 مستشفى تحتاج لدعم الحكومة، لكن الحكومة ليس معها الأموال”.

وتساءل مستغربا: كيف تعمل الحكومات الغربية على استمرارية التجميد المفروض على الأموال الأفغانية وتطالب الدول الأخرى بتقديم المساعدات؟

واستبعد المسؤول الأفغاني أن يتم تقديم المساعدات إلى الشعب الأفغاني بصورة مباشرة دون المرور عبر الحكومة الانتقالية وقال “نحن من يعرف احتياجات الشعب الأفغاني ونحن المعنيون بتوزيع المساعدات حسب احتياجات كل ولاية”.

وحول وضعية المرأة تحت حكم طالبان قال الوزير الأفغاني إن الحركة ترفض جميع أشكال الابتزاز الذي تمارسه بعض  الدول الغربية.

وأضاف “لدينا اليوم أكثر من 30 ألف مدرسة تعمل في وزارة التعليم لوحدها، والحكومة سمحت للنساء بممارسة حقوقهن بصورة طبيعية وهن حاضرات في جميع الوزارات وشرطنا الوحيد هو احترام خصوصية البلد القائمة على الشريعة الإسلامية”.

وقال إن الحجاب الشرعي مسالة غير قابلة للنقاش و”لن يتم السماح للمرأة بالعمل بدون ارتداء الحجاب الإسلامي”.

ونفى المسؤول الأفغاني أن تكون الحركة قد أغلقت صحفا محلية أو قنوات فضائية، مضيفا أن دول أتت لأفغانستان وتم تمكينها من فتح مكاتبها والعمل بصورة قانونية.

ودعها وسائل الإعلام الأفغانية إلى ضرورة احترام وحدة البلاد وتقديم صورة حقيقة عن أفغانستان وبناء رسالة إعلامية لا تروج للفتنة أو الانقسام، مبزرا في ذات السياق أن الحكومة الأفغانية المؤقتة مع النقد الموضوعي حتى لو طال قيادة طالبان.

وقال “نحن مستعدون للاستماع لمشاكلنا وأخطائنا حتى نتمكن من إصلاحها”.

المصدر : الجزيرة مباشر