منظمة الصحة تعلق على تقييد أوربا تصدير لقاحات كورونا.. وضريبة على أثرياء الأرجنتين

سباق اللقاحات قد يضع نهاية لفيروس كورونا المستجد
عاملة طبية تحمل لقاحا ضد فيروس كورونا (رويترز)

انتقدت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، اعتماد الاتحاد الأوربي آلية لمراقبة صادرات اللقاحات ضد كورونا خارج منطقته، ومنع تصدير الجرعات المخصصة للأوربيين.

يأتي ذلك بينما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، إغلاق بلاده لحدودها بدءا من الأحد أمام الرحلات الآتية من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوربي “ما لم يكن هناك مسوّغ قاهر”، وذلك في محاولة للحد من تفشي كورونا.

وقال كاستيكس في أعقاب انعقاد مجلس الدفاع في قصر الإليزيه أمس الجمعة “سيتم حظر أي دخول إلى فرنسا وأي خروج من أراضينا باتجاه دولة خارج الاتحاد الأوربي أو منها، ما لم يكن هناك مسوغ قاهر، وذلك اعتبارا من الساعة 00,00 الأحد”.

تجنب أخطاء الماضي

ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية الجمعة إلى عدم تكرار أخطاء الماضي والتخلي عن الدول الفقيرة حتى تكمل الدول الغنية تطعيم سكانها باللقاحات المضادة لكورونا.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس “إذا احتفظنا باللقاحات لأنفسنا ولم نشاركها، فستكون هناك 3 مشكلات رئيسية (…) الأولى هي تسجيل فشل أخلاقي كارثي، والثانية السماح بتواصل استعار الجائحة، والثالثة إبطاء التعافي الاقتصادي بشكل كبير”.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي “هذا إذن خطأ أخلاقي، ولن يساعد في وقف الوباء ولن يعيد وسائل كسب العيش. هل هذا ما نريد؟ الأمر متروك لنا لاتخاذ القرار”. وضرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمثلة من الماضي لإعطاء ثقل أكبر لتحذيره.

وذكر بأنه تعين على بعض الدول الفقيرة “الانتظار 10 أعوام” لتحصل على الأدوية الضرورية لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز). أما في حالة إنفلونزا الخنازير، فقد حصلت دول فقيرة على اللقاح المضاد له “لكن بعدما انتهت الجائحة”.

مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس
مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (روتيرز)

وجدد غيبريسوس التحذير من “النزعة القومية” فيما يتعلق باللقاحات، وشدد على “أننا نعيش في قرية عالمية” وأن لا أحد سيكون بمأمن ما لم يتم احتواء كورونا في كافة أنحاء العالم.

وتأتي تصريحات المسؤول الدولي  في سياق تسجيل نقص في التزود ببعض اللقاحات الأكثر فعالية في السوق، مما أثار غضب دول غنية.

ضريبة على الأثرياء

هذا وقد فرضت الأرجنتين ضريبة تشمل الأشخاص الأكثر ثراء وتدفع مرة واحدة بهدف تمويل شراء الإمدادات الطبية المتعلقة بكوفيد-19، إضافة الى مساعدة الشركات الصغيرة المتضررة بالوباء.

وكان مجلس الشيوخ قد أقر قانونا في ديسمبر/كانون الأول يفرض ضريبة على الأشخاص الذين تتجاوز أصولهم 200 مليون بيزو (نحو 2.3 مليون دولار).

وتأمل الحكومة التي يترأسها ألبرتو فرنانديز في جمع نحو 3 مليارات دولار من هذه الضريبة التي ستطال 12 ألف ثريا من سكان الأرجنتين البالغ عددهم 44 مليون نسمة والذين يعيش 40% منهم تحت خط الفقر، ويبلغ معدل البطالة 11.7%.

وبموجب القانون يدفع الذين يخضعون للضريبة 3.5% على الأصول المعلن عنها في البلاد و5.25% على الأصول في الخارج.

وستستخدم العائدات لشراء معدات طبية ومساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمويل المساعدات الاجتماعية وتأمين الغاز للأشخاص غير المرتبطين بالشبكة.

وانتقدت أحزاب يمين الوسط المعارضة هذا الإجراء ووصفته بأنه “مصادرة” للأموال، بينما أعربت قطاعات أخرى عن خشيتها من أن تصبح الضريبة دائمة.

وتعد الأرجنتين من البلدان الأكثر تضررا بفيروس كورونا حيث سجلت 1.9 مليون إصابة وأكثر من 47 ألف حالة وفاة.

وصول شحنة من لقاح Sputnik الروسي المضاد لكورونا إلى الأرجنتين (رويترز)

انعدام المساواة

وذكرت منظمة أوكسفام الإثنين الماضي في تقريرها السنوي حول انعدام المساواة الاقتصادية أن أثرى 10 أشخاص في العالم “عوضوا خسائرهم بسبب  كوفيد-19 في 9 أشهر، بينما قد يستغرق الأكثر فقرا أكثر من عقد للتعافي”.

وقال التقرير إن “أثرى 10 أشخاص في العالم ازدادت ثرواتهم مجتمعة بمقدار نصف تريليون دولار منذ بدء تفشي الوباء، وهو أكثر من كاف لتأمين لقاحات كورونا للجميع”.

واعتبرت أوكسفام أن “الضرائب التصاعدية” على الأثرياء هي مفتاح التعافي العادل من الأزمة، مشيرة الى أن الأرجنتين “مهدت الطريق” من خلال ضريبة الثروة التضامنية المؤقتة.

وبحسب الإحصاءات فإن نحو 102 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى نحو 2.2 مليون حالة.

كما تم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات