رئيس هيئة قناة السويس: هكذا سيؤثر مشروع “دبي عسقلان” على القناة (فيديو)

قناة السويس المصرية
الخط الجديد سيستحوذ على 51% من كميات النفط التي تعبر قناة السويس حاليا (غيتي)

قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، إن مشروع خط “دبي عسقلان” سيؤثر على عدد السفن التي تعبر القناة بنسبة تتراوح بين 12 إلى 16 بالمئة، لكنه لن يؤثر على عبور الحاويات.

وفي لقاء مع إحدى الفضائيات المصرية، وجه مقدم البرنامج سؤالًا بشأن وجود مجموعة من الطرق البرية تتحدث عنها بعض العواصم القريبة من قناة السويس، وعن خط يربط ما بين دبي وعسقلان، وكأن هناك استهداف لقناة السويس.

وأجاب المسؤول قائلا “كل من له مصلحة تدعم اقتصاده يبحث عنها، وهذا مشروع. لكن ماذا سنفعل نحن؟ نحن نرى ما يجري حولنا، ونحن جاهزون بالمشاريع التي نقوم بها، وبحوافز مادية وبالخدمات المقدمة، بحيث تكون الخدمة التي نقدمها أفضل من أية خدمة تقدمها جهات أخرى”.

وحول سؤال عن اعتقاده بأن هناك مشروعات قد تشكل منافسة، ومن أين يأتي التهديد الذي يخشاه البعض؟ أجاب ربيع بأن “مشروعات النقل البحري ستؤثر علينا، لأنها تأخذ من السفن التي تعبر القناة فهي مؤثرة، وكذلك المشروعات الأخرى مثل خطوط الأنابيب”.

وأشار إلى أنه” يمكن مواجهة ذلك بأن تمنح القناة تخفيضات وميزات أكبر لناقلات البترول، وبالتالي سندخل في منافسة سعرية وخدمية”.

وعما إذا كان هذا الأمر سيكلف القناة، أجاب قائلًا “بالطبع سنخسر السفن التي ستستخدم الطرق الأخرى”.

وعن تأثير مشروع “دبي عسقلان” على القناة، قال “هذا المشروع لم يبدأ بعد وسيستغرق تنفيذه نحو 5 سنوات ونحن نستعد بخطط لمواجهته منها توسيع القناة أو إنشاء خطوط أنابيب منافسة لنقل البترول”.

وبشأن حجم التهديد الذي تمثله المشاريع المنافسة للقناة، قال ربيع إن هذه المشروعات ستخفض من عدد السفن التي تمر في القناة بنسبة تصل إلى 16% من إجمالي عدد السفن.

تهديد للأمن القومي

كان ربيع قد قال سابقا، إن إنشاء خط أنابيب النفط “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى الخليج يهدد الأمن القومي المصري وقناة السويس.

جاء ذلك خلال مداخلة على قناة فضائية خاصة في سبتمبر/أيلول الماضي، حذر فيها ربيع من العواقب المحتملة لإمكانية مد خط أنابيب “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى الخليج، بغرض تصدير النفط منه إلى أوربا، وتأثيره على الأمن القومي المصري، وعلى عائدات قناة السويس.

وبحسب ربيع، فإن قناة السويس تستحوذ على 66% من إجمالي كميات الخام المحتمل عبورها من قناة السويس والبالغة نحو 107 ملايين طن، مقارنة بـ 55 مليون طن محتملة عبر خط “إيلات-عسقلان”، بمعنى أن الخط سيستحوذ على 51% من كميات النفط التي تعبر قناة السويس حاليًا.

وأضاف ريبع أن الأمر يأتي في إطار ترتيبات إقليمية تمس الأمن القومي لمصر، مشيرا إلى أن هيئة القناة في الوقت نفسه، تدرس خطة تسويقية وتسعيرية جديدة، كما تعمل الهيئة الاقتصادية للقناة على تطوير صناعات جاذبة للسفن، لإيجاد حلول إذا زاد تأثير الخط “الإماراتي-الإسرائيلي” المزمع عن الحد التنافسي.

وكان مسؤولون إسرائيليون قد أجروا مباحثات في الإمارات للاتفاق على إنشاء خط أنابيب لنقل النفط يمتد عبر السعودية وصولًا لميناء إيلات عبر البحر الأحمر، ومنه إلى ميناء أشكلون على البحر المتوسط لنقل النفط إلى أوربا دون المرور عبر قناة السويس.

وتأتي هذه المباحثات بعدما توصلت الإمارات وإسرائيل في 13 من أغسطس/آب من العام الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

تراجع الإيرادات

وتراجعت إيرادات قناة السويس خلال العام الماضي 2020 بنسبة 3% على أساس سنوي لتحقق 5.6 مليار دولار مقارنة بـ 5.8 مليار دولار في 2019، وفق بيان صادر عن هيئة قناة السويس.

ووفق البيان فقد عبرت 18 ألف سفينة من القناة عام 2020 بإجمالي حمولات 1.17 مليار طن، وهي ثانية أعلى الحمولات السنوية في تاريخ القناة.

وكانت قناة السويس قد قررت للعام الخامس على التوالي، منح السفن العابرة لقناة السويس تخفيضات كبيرة على رسوم المرور، وذلك لمواجهة المنافسة الحادة من طرق الملاحة البديلة للقناة، ومواجهة تداعيات فيروس كورونا، وبهدف جذب المزيد من العملاء وزيادة حجم الإيرادات التي تأثرت سلبا نتيجة انخفاض حركة التجارة العالمية وتراجع أسعار النفط، بحسب الهيئة.

وحصلت ناقلات النفط والغاز والبترول المسال على تخفيضات لرسوم العبور ما بين 30 و75%، وقال البيان إن الهيئة قررت تثبيت الرسوم خلال العام الجديد 2021.

ويرى خبراء إن هذه التخفيضات الكبيرة دليل على الأداء المتراجع للقناة رغم التوسعة التي قامت بها مصر عام 2015 إذ شقت تفريعة جديدة تسمح بازدواج المرور في جزء من قناة السويس، تكلفت أكثر من 8 مليارات دولار.

المصدر : الجزيرة مباشر