بعد انقطاع 5 سنوات.. تركيا واليونان تستأنفان المحادثات بشأن النزاع بينهما

مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي مولود شاووش أوغلو ونظيره اليوناني نيكوس كوتزياسفي أنقرة عام 2017 (رويترز)

استأنفت تركيا واليونان اليوم الإثنين محادثات تهدف إلى إيجاد حلول لنزاعات بحرية قائمة منذ فترة طويلة، وهي خطوة تأتي بعد توتر في شرق المتوسط استمر لأشهر، بحسب ما قالته مصادر دبلوماسية.

واستقبل المسؤول الثاني في وزارة الخارجية التركية سادات أونال ظهر الإثنين وفدا يونانيا في قصر دولما بهجة في إسطنبول. وكانت هذه المحادثات حول شرق المتوسط معلقة منذ 2016 بعد تصاعد كبير للتوتر بين الجارتين.

وتندرج هذه المحادثات في إطار حملة أوسع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الساعي إلى تهدئة العلاقات المتوترة مع الاتحاد الأوربي.

ولم تحقق الجارتان، العضوتان في حلف شمال الأطلسي، تقدما يذكر خلال 60 جولة من المحادثات في الفترة من عام 2002 وحتى 2016.

وتعثرت خطط استئناف المحادثات العام الماضي بعد إرسال تركيا لسفينة مسح في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط وبسبب خلافات بشأن الموضوعات التي يجب أن تشملها المحادثات.

سفينة التنقيب التركية (ر ويترز)

واتفقت أنقرة وأثينا هذا الشهر على استئناف المفاوضات في إسطنبول في اختبار لآمال تركيا في تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوربي الذي ساند موقف اليونان وهدد بفرض عقوبات على أنقرة.

وعبر الجانبان عن تفاؤل حذر قبل المحادثات رغم استمرار الدولتين في تبادل التصريحات الحادة حتى في الأيام التي سبقت اجتماع اليوم.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه يأمل أن يكون استئناف المحادثات بداية لعهد جديد.

لا جدول أعمال

وعلى الرغم من الاتفاق على استئناف المحادثات قالت أثينا يوم السبت إنها لن تناقش سوى ترسيم الحدود في المناطق الاقتصادية الخالصة والجرف القاري في شرق المتوسط وليس قضايا “السيادة الوطنية”، بينما قالت تركيا إنها تريد أن تشمل المحادثات ذات الموضوعات التي شملتها الجولات السابقة ومن بينها نزع السلاح من جزر في بحر إيجة والخلافات بشأن المجال الجوي.

وندد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلوا الجمعة بـ”استفزازات” قامت بها أثينا التي تحدثت عن مضاعفة مساحة مياهها في بحر إيجة، وهو موضوع تعتبره أنقرة خطرا جدا.

وجدد نظيره اليوناني نيكوس ديندياس السبت تأكيد أهمية هذه الاتصالات مشددا على أنها “ليست مفاوضات” رسمية بل “محادثات غير رسمية”، إلا أنه أضاف “لكن نأمل بأن تؤدي هذه المحادثات إلى خفض حدة التوتر”.

ولم تتضح بعد الموضوعات المدرجة على جدول محادثات اليوم.

خفض التوتر

والثلاثاء الماضي، جمعت قمة ثلاثية عبر تقنية “فيديو كونفرانس”، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن أردوغان ناقش مع ميركل وميشيل، مستجدات الأوضاع شرق المتوسط، وأنه تم خلال اللقاء تأكيد استعداد تركيا واليونان للشروع في محادثات استكشافية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (غيتي)

وخلال اللقاء المذكور، شدد الرئيس التركي على ضرورة الحفاظ على الزخم النسبي الرامي إلى خفض التوتر شرق المتوسط، مؤكدا أهمية تفعيل قنوات الحوار عبر خطوات متبادلة.

كما أكد أردوغان أن تركيا كانت وما زالت تؤيد حل الخلافات عن طريق الحوار، وأن أنقرة لم تتخلّ عن ضبط النفس رغم كافة الاستفزازات.

وأعرب عن تقديره لمبادرات ألمانيا الرامية للعب دور الوساطة، لافتا إلى أهمية الخطوات التي ستقدم عليها اليونان، من حيث كيفية المضي قدما في الاتفاق على تنشيط قنوات الحوار واستئناف المباحثات الاستكشافية بين البلدين.

يذكر أن الجولة الأولى من المباحثات بين تركيا واليونان انطلقت عام 2002 في أنقرة، بهدف التوصل إلى حل “عادل، ودائم وشامل” يرضي الطرفين، فيما يخص الخلافات القائمة بين البلدين حول بحر إيجة.

وانعقدت آخر جولة من تلك المباحثات عام 2016 بالعاصمة اليونانية أثينا، وبعد ذلك التاريخ استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات