المالك مجهول والهدف غامض.. شركة مسجلة ببريطانيا قد يكون لها صلة بانفجار بيروت

انفجار بيروت الذي أودى بحياة 200 شخص (ر ويترز)

دعا نائبان بريطانيان كبيران يوم الجمعة إلى إجراء تحقيق بشأن شركة مسجلة في بريطانيا ربما تكون مرتبطة بالانفجار المدمر الذي وقع العام الماضي في بيروت.

والشركة المعنية هي سافارو ليمتد، مسجلة في عنوان بلندن وهي ملزمة مثل جميع الشركات البريطانية بإدراج اسم من يملكها في سجل الشركات البريطانية، المعروف باسم كومبانيز هاوس.

وقالت المرأة المدرجة على أنها مالكة سافارو والمديرة الوحيدة في كومبانيز هاوس مارينا بسيلو، لرويترز إنها كانت تعمل كوكيل نيابة عن مالك آخر مستفيد لم تكشف عن هويته.

وقالت “الشخص الذي كان ولا يزال دائما المالك المستفيد النهائي للشركة كان دوما هو نفس الشخص. وكما تعرفون لا يمكننا الكشف عن اسمه”. ولم تذكر سبب عدم قدرتها على الكشف عن هويته.

وتحدد قواعد حوكمة الشركات العالمية “المالك المستفيد النهائي” بأنه الشخص الذي يحصل على فوائد المعاملات التي تقوم بها أي شركة ويمتلك عادة ما لا يقل عن 25% من رأس مالها.

أمر شائن

ووصفت مارغريت هودج، النائبة والوزيرة السابقة في الحكومة البريطانية والتي رأست لجنة الشؤون العامة بالبرلمان في الفترة من 2010 إلى 2015، الإخفاق الواضح في إدراج المستفيد النهائي من سافارو في كومبانيز هاوس بأنه أمر “شائن”.

وقالت “يجب على سلطات المملكة المتحدة التحقيق في هذا الأمر في ضوء تقديم معلومات غير دقيقة. علينا مواجهة وكلاء الشركة حيث يبدو أنهم ربما تصرفوا بشكل غير لائق”.

وقال جون مان، عضو مجلس اللوردات البريطاني الذي حقق في استخدام الشركات المسجلة في بريطانيا في نشاط غير قانوني إن هذه القضية تظهر ضرورة فرض تطبيق أقوى لقواعد تسجيل الشركات البريطانية.

وقال “إنه لأمر مروع ومضر للغاية بسمعة المملكة المتحدة أنه يمكن بسهولة استغلال كومبانيز هاوس ونظامنا الوطني لتسجيل الشركات”.

من مصابي انفجار مرفأ بيروت (الصحافة الفرنسية)

وقالت بسيلو، التي تقدم تسجيلات الشركات للعملاء من خلال شركتها القبرصية الخاصة، انترستيتوس، إن شركتها “تلتزم بصرامة بالتشريعات والتقارير إلى هيئات التنظيم المعنية”.

كما نفت هذا الأسبوع أن تكون سافارو مرتبطة بانفجار لبنان، قائلة إنها تعتقد أنها لم تقم بأي نشاط تجاري.

وقالت “على حد علمنا فإن الشركة محل التساؤل، ظلت منذ تسجيلها بلا أي نشاط تجاري أو أي نشاط آخر أو الاحتفاظ بأي حسابات بنكية لأن المشروع الذي تأسست من أجله لم يتحقق مطلقا”.

ولم تذكر معلومات أخرى عن الغرض المستهدف من الشركة.

النظام السوري

وكانت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأمريكية قد أفادت أمس الجمعة، بأن معلومات جديدة كشفت أن آلاف الأطنان من شحنة نترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي، ربما كانت متجهة إلى الحكومة السورية.

ولا تزال الحكومة اللبنانية تشير في روايتها الرسمية حتى الآن إلى أن وجهة الشحنة كانت موزمبيق. غير أن تحقيقا أجراه منتج أفلام وثائقية لبناني وبثته قناة الجديد التلفزيونية اللبنانية، أثبت وجود صلة بالشحنة بين 3 رجال أعمال سوريين قدموا الدعم للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، وشركة يبدو أنها وهمية جلبت تلك المتفجرات.

وكشف مسجل الشركات البريطانية أن عناوين شركة سافارو كانت هي نفس عناوين شركات كان يملكها أو يديرها رجل الأعمال السوري جورج حسواني والأخوان مدلل وعماد خوري، وثلاثتهم يحملون الجنسيتين السورية والروسية. أما الرجل الذي يُعتقد أنه مالك السفينة فهو رجل أعمال روسي أيضا يُدعى إيغور غريتشوشكين ويعيش في قبرص.

تحقيق أثبت وجود صلة بالشحنة بين 3 رجال أعمال سوريين قدموا الدعم لبشار الأسد

شحنة سماد

وبحسب تحقيق لرويترز العام الماضي في انفجار بيروت الذي أودى بحياة 200 شخص فإن الشحنة الضخمة من سماد نترات الأمونيوم التي انفجرت في لبنان كانت محتجزة في بيروت بينما كانت في طريقها إلى موزمبيق. وحدد المشتري وهي شركة (إف. ئي .إم) الموزمبيقية الشركة التي اشترى منها الشحنة على أنها سافارو.

وقال مصدر لبناني إن عقد بيع السماد حدد شركة سافارو ليمتد وذكر عنوانها بلندن والذي تم تسجيله بعد ذلك لدى السلطات البريطانية.

وقال بن كاودوك، الذي يحقق في الفساد الدولي في منظمة الشفافية الدولية في لندن، إن تتبع أصل الشحنة قد يعتمد في النهاية على كشف هوية من يقف وراء سافارو بالضبط.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز