إدارة بايدن تتعهد بإعادة النظر في تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية”

أنتوني بلينكين، خلال جلسة التصديق على تعيينه وزيرا للخارجية أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي (رويترز)

تعهّد فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بـ”إعادة النظر فوراً” في قرار تصنيف جماعة الحوثي اليمنية “منظمة إرهابية”.

جاء ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة المالية الأمريكية إعفاءات لمنظمات إغاثية وسط مخاوف من تفاقم الأزمة في البلد الغارق في الحرب.

ودخل القرار الذي يمنع التعامل المباشر مع جماعة “أنصار الله”، الذراع السياسية للحوثيين، حيز التنفيذ الثلاثاء، لكن إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب سارعت إلى توضيح مسألة الإعفاءات.

وقالت وزارة المالية في بيان إن هذه الإعفاءات تشمل أنشطة منظمات معيّنة من بينها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية تدعم “المشاريع الإنسانية”.

كما أنها تشمل “معاملات معينة تتعلق بتصدير أو إعادة تصدير السلع الزراعية، والأدوية، والأجهزة الطبية، وقطع الغيار والمكونات للأجهزة الطبية، أو تحديثات البرامج للأجهزة الطبية إلى اليمن”.

ورغم ذلك، يُتوقّع أن يعرقل التصنيف الكثير من التعاملات مع الحوثيين بما فيها التحويلات المالية والدفعات المالية للطواقم الطبية والمواد الغذائية والمحروقات، خوفا من التعرّض للعقوبات الأمريكية.

ويسيطر الحوثيون الموالون لإيران على العاصمة صنعاء ومناطق شاسعة من اليمن منذ عام 2014، ويخوضون معارك يومية في مواجهة قوات موالية للسلطة المعترف بها دوليا مدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية منذ مارس/آذار 2015.

لكن أنتوني بلينكن الذي اختاره بايدن لتولي منصب الخارجية، تعهد الثلاثاء “إعادة النظر فوراً” في قرار وزير الخارجية المنتهية ولايته مايك بومبيو تصنيف الحوثيين “منظمة إرهابية”.

وقال خلال جلسة المصادقة على تعيينه في المنصب في مجلس الشيوخ “سنقترح إعادة النظر فوراً في هذا القرار لضمان عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية”.

الأمم المتحدة: الوضع في اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم (رويترز)

وخلف النزاع في اليمن عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80% من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

وتسبّب النزاع كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص وترك بلداً بأسره على شفا المجاعة.

 نهاية الدعم

وتوعد الحوثيون الثلاثاء بالرد على “أي خطوة عدائية” مع دخول قرار تصنيفهم “منظمة إرهابية”.

وقالت جماعة “أنصار الله” في بيان إن خطوة إدارة ترمب “تزيدنا وعيا وثباتا على صواب موقفنا والحفاظ عليه والتمسك به .. ولن تدفعنا إلى التراجع عن مواقفنا”.

وأضاف البيان “نحن بإذن الله تعالى حاضرون لاتخاذ أي خطوة لازمة تجاه أي خطوة عدائية”.

وبينما رحبت السعودية والحكومة اليمنية بالقرار، دعا نواب أمريكيون بارزون إلى التراجع سريعا عن الخطوة، بينما حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من حصول مجاعة في حال جرى تطبيق القرار.

ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الولايات المتحدة الثلاثاء إلى التراجع عن هذه الخطوة.

وقال “موقفنا من هذا لم يتغير، وندعو الحكومة إلى التراجع عن هذا القرار. قلقنا منذ البداية الذي عبرنا عنه بوضوح شديد هو التأثير على القطاع التجاري، فالغالبية العظمى من المواد الغذائية والإمدادات الأساسية الأخرى التي تأتي إلى اليمن تأتي من خلال القطاع التجاري”.

وتدعم الولايات المتّحدة التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

وكثيراً ما تعرّض هذا الدعم الأمريكي خصوصا على صعيد العتاد العسكري، لانتقادات من قبل منظمات تدافع عن حقوق الإنسان وكذلك أيضاً من قبل مشرّعين أمريكيين، ولا سيّما بسبب سقوط قتلى مدنيين في عمليات قصف نفّذها التحالف.

وقال بلينكين خلال جلسة المصادقة على تعيينه “أوضح الرئيس المنتخب أنّنا سننهي دعمنا للحملة العسكرية السعودية في اليمن”، مضيفا “سنفعل ذلك بسرعة كبيرة”.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي المقبل على أنّه في الوقت الذي يتحمّل فيه الحوثيون “مسؤولية كبيرة” عن الأزمة الإنسانية في اليمن، “الأسوأ في العالم”، فإنّ التحالف الذي تقوده السعودية “ساهم بشكل كبير في هذا الوضع”.

المصدر : الجزيرة مباشر