ماكرون يتهم ساسة لبنان بـ”خيانة العهد” بعد فشل تشكيل الحكومة

الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في موتمر صحفي حول الوضع في لبنان
الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في موتمر صحفي حول الوضع في لبنان

اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الأحد، الطبقة السياسية اللبنانية بـ”خيانة” تعهداتها بتشكيل حكومة جديدة.

ورغم توجيهه الانتقادات الشديدة، أكد أن أمامهم “فرصة أخيرة” لاحترام هذه التعهدات بهدف تشكيل “حكومة بمهمة محددة تحصل على المساعدة الدولية”، وأضاف أن “الأطراف اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية عن هذا الفشل”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الفرنسية باريس حول الوضع السياسي في لبنان، وقال ماكرون إن “خريطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد المتاح في لبنان، ولا تزال مطروحة”.

وأفاد الرئيس الفرنسي أن “أمام القادة اللبنانيين فرصة أخيرة للوفاء بالتعهدات التي أعلنوها بداية سبتمبر/ أيلول الجاري، بهدف تشكيل حكومة مهمة والحصول على المساعدة الدولية”.

وتابع: “نشعر بالخجل لما فعله القادة اللبنانيون، ونمهلهم 4 إلى 6 أسابيع لتشكيل حكومة في إطار المبادرة الفرنسية”، مشيرا إلى أنه “لا دليل على أن إيران لعبت دورًا في منع تشكيل الحكومة اللبنانية”.

وقال إن على “حزب الله ألا يعتقد أنه أقوى مما هو عليه”، وأضاف “لا يمكن أن يكون حزب الله في الوقت نفسه جيشًا يحارب إسرائيل، ومجموعة تحارب في سوريا، وحزبًا يحظى باحترام في لبنان.. عليه أن يثبت أنه يحترم جميع اللبنانيين، وفي الأيام الأخيرة، أظهر -بوضوح- عكس ذلك”.

وجاءت هذه التصريحات عقب إعلان رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، السبت، عن عدم إكمال مهامه في تشكيل الحكومة اللبنانية التي كلفه بها رئيس الجمهورية في 31 أغسطس/ آب الماضي.

وفي تصريح متلفز له بثه التلفزيون الرسمي، قال أديب: “فور شروعي بالاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، أعلنت كتل سياسية عدة بأنها لن تسمي أحدًا، وأبلغت الجميع أني لست بصدد اقتراح أسماء قد تشكل استفزازًا لأي طرف”.

وواجه تشكيل الحكومة عقبات، إذ تمسك بحقيبة المالية الثنائي الشيعي “حركة أمل” برئاسة نبيه بري، وجماعة “حزب الله” حليفة النظام السوري وإيران، المحور المعادي لإسرائيل حليفة واشنطن وبعض الأنظمة العربية، لا سيَّما التي طبَّعت علاقاتها مع تل أبيب مثل الإمارات والبحرين.

واعتذر رئيس الوزراء المكلّف مصطفى أديب، السبت، عن مهمة تشكيل حكومة جديدة في ظل خلافات الأفرقاء على الحقائب الوزارية، وذلك رغم الضغوط الدولية.     

ويسدد هذا الاعتذار ضربة للمبادرة التي أطلقها ماكرون بعد الانفجار المأسوي في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب.

وكان من المقرر أن تكون حكومة أديب -لو تشكلت- أن تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، المستقيلة في 10 أغسطس، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.

وأعطى اعتذار مصطفى أديب عن مهمة تشكيل الحكومة بعد أقل من شهر على تكليفه، شعورًا بالعودة إلى المربع الأول في ظل غموض تام يلفّ المشهد اللبناني.

وتزامن التكليف مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها ماكرون، الذي تتهمه أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ باريس في لبنان.

ماكرون خلال مؤتمر صحفي عن الوضع السياسي في لبنان

وقال الرئيس الفرنسي إنه “يخجل” مما يقوم به القادة اللبنانيون، منددًا بـ”نظام من الفساد يتشبث به الجميع؛ لأن الجميع يستفيدون منه”، مضيفًا “اليوم، يقوم بضع عشرات من الأشخاص بإسقاط بلاد”.

وأعلن أنه سيجمع “بحلول عشرين يومًا كل أعضاء مجموعة الدعم الدولية للبنان؛ لترسيخ وحدة المجموعة الدولية بشأن المراحل المقبلة”، موضحًا أن المرحلة الأولى “ستكون المطالبة بنتائج التحقيق في أسباب انفجار مرفأ بيروت ونشرها وتحديد المسؤولين”.

واستبعد ماكرون فرضية “فرض عقوبات على القادة لأن (ذلك) لا يبدو الأداة المفيدة” في هذه المرحلة، مؤكدا أن “فرنسا ستبقى ملتزمة إلى جانب أصدقائها اللبنانيين”.

ووفق الدستور، يتعيّن على الرئيس اللبناني إجراء مشاورات برلمانية ملزمة جديدة، لتكليف رئيس وزراء جديد من أجل تشكيل الحكومة، لكن هذه العملية مهددة مرة أخرى بالتأجيل والتأخير وربما الفشل مُجددًا.

ومنذ تكليف أديب تشكيل الحكومة في 31 من أغسطس/ آب، سعى إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية.    

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات