ترمب يدفع السودان للتطبيع مع إسرائيل.. وحمدوك: الأمر معقد

الفريق أول عبد الفتاح البرهان (يمين) ورئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو (يسار)
الفريق أول عبد الفتاح البرهان (يمين) ورئيس الوزارء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو (يسار)

قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، إن قضية تطبيع بلاده للعلاقات مع إسرائيل “معقدة، وتحتاج إلى توافق مجتمعي”.

جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي القومي السوداني، الذي انطلق السبت بالعاصمة الخرطوم ويستمر يومين.

ورفض حمدوك “ربط عملية التطبيع (مع إسرائيل) بقضية شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

وأشار إلى أن “وجود اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب يعيق مسارات التنمية والإصلاح الاقتصادي” في بلاده.

وإدراج السودان في تلك القائمة يعرقل حصوله على تمويل ومساعدات أجنبية لدعم اقتصاده.

وقالت مصادر قبل أيام إن مسؤولين أمريكيين أشاروا في محادثات مع وفد سوداني إلى أنهم يريدون من الخرطوم محاكاة نموذج الإمارات والبحرين وإقامة علاقات مع إسرائيل.

ويعود تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب إلى عهد رئيسه المخلوع عمر البشير، ويجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الجديدة الحصول على إعفاء من الديون وتمويل أجنبي هي في أمس الحاجة إليه.

ووُضع السودان في القائمة في عام 1993 لأن الولايات المتحدة كانت تعتقد أن نظام البشير كان يدعم جماعات متشددة.

ويقول كثير من السودانيين إن التصنيف بات غير مستحق بعد إسقاط البشير العام الماضي كما أن السودان يتعاون منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

ويعاني السودان أزمات متجددة في الخبز والطحين والوقود وغاز الطهي، بجانب تدهور مستمر في عملته الوطنية.

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو
ترمب يدفع السودان للتطبيع

وقالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تدفع السودان لتطبيع علاقاته مع إسرائيل في خطوة يمكن أن تكسبه فوزا آخرا في السياسة الخارجية قبيل انتخابات الرئاسة.

وقال تقرير للصحيفة أعدته “لورا كيلي”، ونشرته أمس الجمعة، إن إدارة ترمب تضغط لإزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في خطوة قد تدفع بالبلد الأفريقي لفتح علاقات مع إسرائيل ومنح الرئيس فوزا آخرا في السياسة الخارجية قبيل الانتخابات المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضاف: “لكن الوتيرة السريعة التي تأمل الإدارة من خلالها إبرام اتفاق مع البلد الأفريقي زادت من الضغوط على الكونغرس الذي وصل إلى طريق مسدود بشأن تشريع يدفع من خلاله السودان تعويضات لعائلات الضحايا الأمريكيين”، في إشارة إلى الضحايا الذي قتلوا وجرحوا في تفجيرات السفارتين بكينيا وتانزانيا عام 1998، وضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر مقابل الحصانة من دعاوى أخرى متعلقة بالإرهاب.

وأشار إلى أن ضحايا الهجمات منقسمون حول التشريع الفيدرالي، وإن كان سيؤثر على القضايا التي تقدموا بها ضد السودان.

ومع ذلك تدفع الإدارة وبشدة السودان، لكي يعترف بإسرائيل، وكجزء من تعهد لترمب يقوم على إقناع “خمس أو ست دول” عربية ومسلمة لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وذلك بعد التوقيع على اتفاقيات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والبحرين، بحسب التقرير.

وجاء في التقرير أن التوصل لاتفاق مع السودان سيكون بمثابة انتصار دبلوماسي كبير لترامب قبيل الانتخابات بسبب تاريخ الخرطوم المعروف بلاءاته الثلاث: لا للاعتراف بإسرائيل ولا للسلام ولا للتفاوض معها.

ويتطلع ترمب، بحسب التقرير، لإنجاز الاتفاقيات التاريخية في الشرق الأوسط قبيل إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية، رغم الرفض الدولي لخطته المعروفة بصفقة القرن كجزء من حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأحجم البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية عن التعليق لدى سؤالهما عن وضع المفاوضات.

مباحثات البرهان في الإمارات

والأربعاء الماضي، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، إن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين في الإمارات، التي استمرت 3 أيام، تناولت قضايا عدة بينها “السلام العربي” مع إسرائيل.

ونفى وزير الخارجية السوداني عمر إسماعيل قمر الدين، الخميس، صحة مزاعم حول اعتزام بلاده تطبيع علاقاتها مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين.

وعقد قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا مفاجئا في أوغندا هذا العام.

ومع ذلك، فإن إقامة العلاقات مع إسرائيل أمر حساس لأن السودان كان عدوا لدودا لها في عهد البشير.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات