بومبيو لطالبان والحكومة الأفغانية: اغتنموا هذه اللحظة (فيديو)

أكد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن حجم مساعدات بلاده المستقبلية لأفغانستان مرتبط بقرارات وفدي محادثات السلام المباشرة التي انطلقت، اليوم، في العاصمة القطرية.

وقال بومبيو، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام التي بدأت، صباح السبت، في قطر، بحضور دولي كبير، إن الولايات المتحدة مستعدة لدعم المفاوضات إذا طُلب منها ذلك، مستدركا “الوقت لكم وأتمنى أن تغتنموا هذا اللحظة”.
وأضاف مخاطبا وفدي محادثات السلام “عندما تتخذون قراراتكم، يجب أن تضعوا في الاعتبار أن اختياراتكم وسلوككم سيؤثران على حجم ونطاق المساعدة الأمريكية المستقبلية”.
وحثّ بومبيو الأطراف على انتهاز الفرصة وإبرام اتفاق سلام، وقال إن المحادثات المقرر أن تبدأ غدا الأحد تحتاج عملا شاقا وتضحيات لكنها يمكن أن تتمخض عن سلام دائم”.
وحول مفاوضات السلام قال بومبيو إنه ينبغي أن تثمر عن تسوية سياسية تستوعب الآراء المتعارضة وترفض استخدام العنف لتحقيق الأهداف السياسية.

وفد حركة طالبان الأفغانية في محادثات الدوحة-12 من سبتمبر
إنهاء صراع دام عقودا

وتجمع في العاصمة القطرية الدوحة اليوم السبت ممثلون للحكومة الأفغانية وحركة طالبان لإجراء محادثات سلام تاريخية تهدف لإنهاء صراع طويل أودى بحياة عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.
وتشمل الأطراف الرئيسية في المحادثات رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبد الله عبد الله وزعيم حركة طالبان الملا بردار أخوند ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في كلمة الافتتاح إن الطرفين “لا بد وأن يتخذا القرار الحاسم بما يتفق مع التحديات القائمة وأن يسموا فوق كافة أشكال الفرقة من خلال التوصل لاتفاق على أساس لا غالب ولا مغلوب”.
وقال رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبد الله عبد الله في كلمته إن اجتماع الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يتيح إمكانية إبرام اتفاق سلام لإنهاء صراع دام عقودا.
وأضاف “أعتقد أنه إذا مد كل منا يده للآخر وعملنا بصدق من أجل السلام فسوف تنتهي المعاناة الراهنة في البلاد”.

رئيس مجلس السلام في أفغانستان عبد الله عبد الله (وسط)
السلام في أفغانستان

في 29 من فبراير/ شباط الماضي، شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اتفاقا بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، يمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى.
ونص الاتفاق على إطلاق سراح حوالي 5 آلاف من سجناء طالبان، مقابل نحو 1000 أسير من الحكومة الأفغانية. 
وتعاني أفغانستان حربا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي بحكم طالبان، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه، في الولايات المتحدة.
والصراع القائم منذ 19 عاما يمثل أيضا أطول عمل عسكري للولايات المتحدة في الخارج، وتوالى عليها خلاله ثلاثة رؤساء.

الجلسة الافتتاحية لمحادثات السلام الأفغانية في الدوحة

وتعقد المحادثات بعد يوم واحد من ذكرى مرور 19 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة والتي أدت إلى تدخلها العسكري في أفغانستان.
وعلى الرغم من الإطاحة بنظام حركة طالبان بسرعة، تمكنت الحركة من إعادة تنظيم صفوفها وبدأت تمردا مسلحا في صراع وقعت في براثنه دول جوار وقوات من عشرات الدول بما في ذلك قوات حلف شمال الأطلسي.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون ومحللون إنه على الرغم من أن الجمع بين الطرفين على طاولة المفاوضات يعد إنجازا في حد ذاته فإنه لا يعني أن الطريق للسلام سيكون سهلا.

المصدر : وكالات