أول وزير كفيف بتونس.. المشيشي يعلن تشكيل حكومة كفاءات

الرئيس التونسي قيس سعيد (يمين) ورئيس الوزراء هشام المشيشي

أعلن رئيس وزراء تونس المكلف هشام المشيشي، مساء الإثنين، تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط) مستقلة عن الأحزاب في خطوة تهدف إلى النأي عن الصراعات السياسية وانعاش الاقتصاد المتعثر.

المشيشي (46 عاما)، عيّنه الرئيس التونسي قيس سعيد الشهر الماضي وكان وزيرا للداخلية في حكومة إلياس الفخفاخ الذي استقال بسبب شبهات تضارب مصالح.

يأتي ذلك بينما حدد، اليوم الثلاثاء، مجلس النواب يوم الأول من سبتمبر/أيلول المقبل كتاريخ لجلسة التصويت على منح الثقة لحكومة المشيشي. وفي حال فشلها في الحصول على الأغلبية في البرلمان فإن للرئيس حق حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة.

وعين المشيشي علي الكعلي وهو مصرفي اقتصادي ليبرالي وزيرا للاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار بعد أن قرر رئيس الحكومة المكلف دمج الوزارات الاقتصادية في إطار إعادة هيكلة للحكومة. 

واقترح تعيين توفيق شرف الدين وزيرا للداخلية وإبراهيم البرتاجي وزيرا للدفاع وعثمان الجرندي وزيرا للخارجية ووليد الزيدي وزيرا للثقافة.

وسيكون الزيدي أول وزير كفيف في تاريخ تونس وهو أيضا أول كفيف تونسي يناقش أطروحة الدكتوراه ويحصل عليها.

وفي الأشهر الماضية زادت وتيرة الاحتجاجات في المناطق الداخلية للبلاد بسبب تفشي البطالة ونقص التنمية وسوء الخدمات العامة في الصحة والكهرباء ومياه الشرب. 

وقال المعهد الوطني للإحصاء في تونس إن اقتصاد البلاد انكمش بنسبة 21.6 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي بسبب أزمة فيروس كورونا، وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 18 في المئة في الربع الثاني.

وقال المشيشي هذا الشهر إن إنقاذ المالية العمومية سيكون من أولويات المرحلة المقبلة.

وفي الشهر الماضي، قالت الحكومة إنها تتفاوض مع أربعة بلدان على تأجيل سداد ديون في 2020 في خطوة تظهر الصعوبات التي تعانيها المالية والتي تفاقمت بسبب تداعيات أزمة كورونا.

الزيدي سيكون أول وزير كفيف في تاريخ تونس

واقترح رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي الطالب الكفيف الحاصل على الدكتوراه في الآداب وليد الزيدي ليكون وزيرا للثقافة في حكومته المقترحة.

وسيكون الزيدي 34/ عاما/ أصغر وزير مقترح في حكومة الكفاءات المستقلة التي عرضها المشيشي، وأول وزير كفيف في تاريخ تونس في حال نالت الحكومة الثقة من البرلمان في جلسة تصويت خلال أيام. 

وعرض المشيشي منصب وزير الثقافة على الشاب الزيدي الذي ناقش أطروحة الدكتوراه في 2019 بكلية الآداب والفنون والإنسانيات في منطقة قريبة من العاصمة. 

وبحسب السيرة الذاتية المتداولة لوزير الثقافة المقترح فإنه فقد بصره وهو رضيع في سن العامين بسبب مرض سرطان أصابه ولكن ذلك لم يمنعه من التميز في مراحل دراسته.

الزيدي هو أول كفيف في تونس والمنطقة العربية يحصل على “شهادة التبريز في اللغة العربية”.

وهو متعدد المواهب وإلى جانب اهتمامه بتدريس الترجمة والبلاغة والبحوث المتخصصة في علم النفس، فهو أيضا شاعر وعازف على آلة العود ومنشط بدار الثقافة في مدينة القصرين. 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات