رئيس الموساد الإسرائيلي في أول زيارة رسمية للإمارات.. ماذا بحث معهم؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) رئيس الموساد يوسي كوهين (في الأمام) ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد

التقى مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان، الثلاثاء، يوسي كوهين مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يزور دولة الإمارات حاليا.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية أن آل نهيان، أشاد خلال اللقاء “بجهود كوهين التي ساهمت في نجاح التوصل لمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل”.

وناقش الجانبان وفق الوكالة “آفاق التعاون في المجالات الأمنية، وتبادلا وجهات النظر في التطورات الإقليمية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما فيها الجهود التي تبذلها الدولتان لاحتواء فيروس كورونا”.

وبحسب الوكالة، “تطرق الجانبان إلى سبل دعم معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل، والتي بموجبها تم وقف ضم الأراضي الفلسطينية”.

وأضافت الوكالة “كما سيكون للمعاهدة دور في إحلال السلام في المنطقة، بالإضافة لفتح آفاق جديدة من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات”.

وهذه أول زيارة يقوم بها مسؤول إسرائيلي رفيع -ويتم الإعلان عنها- إلى الإمارات بعد توقيع اتفاق التطبيع بين الجانبين.

ولعب كوهين دورا رئيسيا في التوصل إلى هذا الاتفاق الذي ولد بعد سنوات من التقارب من بوابة الرياضة والثقافة وغيرها.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اتّصل بكوهين، الخميس الماضي، “وشكره على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات مع دول الخليج على مر السنين والتي ساعدت في تحقيق معاهدة السلام”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد آل نهيان

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، وصفه بـ”التاريخي” فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان “خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية”.

ورغم تأكيد بيان ثلاثي مشترك للولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل بأن الأخيرة ستوقف خطة ضم أراضٍ فلسطينية بالضفة الغربية، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن حكومته متمسكة بمخطط الضم.

وأصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تطبّع العلاقات مع إسرائيل، في اتفاق تاريخي يثير احتمال إبرام اتفاقات مماثلة مع دول عربية أخرى.

وجاء إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

ورحّبت مصر وسلطنة عمان والبحرين باتفاق التطبيع الاسرائيلي-الإماراتي باعتباره قرارا “يدفع بآفاق السلام” في الشرق الأوسط إلى الأمام، في حين التزمت الرياض والكويت والدوحة الصمت.

كما نددت إيران، عدوة إسرائيل، بالاتفاق واعتبرته “حماقة استراتيجية”، علماً بأن دول الخليج عادة ما تتهم الجمهورية الإسلامية بالتدخل في شؤونها وبزعزعة استقرار المنطقة.

وبعيد الاعلان عن الاتفاق، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الخطوة لا تعني أن إسرائيل ستتخلى عن خططها لضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة في المستقبل.

وستوقع الإمارات وإسرائيل على مجموعة من الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية والتجارية في الأسابيع المقبلة.

وأعلن نتنياهو، أمس الإثنين، أنه يعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة تربط تل أبيب بالإمارات وتحديدا بدبي وأبوظبي عبر الأجواء السعودية.

وفي مقابلة مع قناة “سكاي نيوز العربية” ومقرها أبوظبي، قال نتنياهو، أمس الإثنين، في أول إطلالة له على شاشة تبث من الإمارات “هذه لحظة عظيمة . نحن نصنع التاريخ”. وتابع “هذا تعاون لمزيج من الإمكانيات اللامحدودة”.

وإلى جانب التبعات الدبلوماسية، يحمل الاتفاق في طياته منافع اقتصادية. فالإمارات الغنية بالنفط وذات الطموح الكبير في الفضاء والتكنولوجيا، باتت قادرة على القيام بأعمال تجارية علنية مع إسرائيل التي ستتمكّن من دخول مدينتي دبي وأبوظبي اللتين تستقطبان المواهب والاستثمارات في عدة قطاعات.

ووقّعت شركتان إماراتية وإسرائيلية في أبوظبي، الأحد، عقدا لتطوير أبحاث و دراسات خاصة بفيروس كورونا المستجد، في أول خطوة من نوعها منذ الإعلان عن الاتفاق على تطبيع العلاقات.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أعلنت شركتان من القطاع الخاص الإماراتي وشركتان اسرائيليتان “إطلاق عدة مشاريع مشتركة في المجال الطبي ومكافحة فيروس كوفيد-19″، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات