الجزائر: رفض سياسي وشعبي للتطبيع الإماراتي مع إسرائيل

تزايد غضب الشعوب العربية عقب إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية
تزايد غضب الشعوب العربية عقب إعلان تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية

عبّرت أحزاب سياسية ومواطنون في الجزائر عن رفضهم لخطوة التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، واعتبروها خيانة وطعنة في ظهر الجسد العربي.

وقال الناطق باسم قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، محمد العماري، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “غدر مكتمل الأوصاف وخيانة بكل ما تحمله الكلمة من مضامين”.

وفي حديثه للأناضول، أضاف العماري وهو عضو اللجنة المركزية بالحزب، أن خطوة الإمارات هي “خروج عن الإجماع العربي وتجاوز وتكسير لمبادرة السلام العربية ببيروت عام 2002”.

وكانت القمة العربية في بيروت عام 2002 قد نصّت على تطبيع عربي للعلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهو ما لم يحدث حتى اليوم.

وأكد أن هذا الاتفاق هو طعنة وغدر في ظهر القضية الفلسطينية.

ووفق العماري، فإن حزب جبهة التحرير الوطني يندد ويشجب هذا القرار الذي هو “استمرار في مسار خيانة بعض الدول وبعض المؤسسات منها جامعة الدول العربية”.

وقال إن جامعة الدول العربية “لم تجرؤ حتى على مجرد الاجتماع والتنديد بهذا القرار، داعيًا الطرف الفلسطيني لعدم الالتفات لهذه الطعنات ولهذا المسار من الغدر والخيانة”.

وأضاف: “ندعوهم للوحدة والالتفاف حول قيادة واحدة موحدة تضع على صدر أولوياتها استمرار المقاومة لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتحرير أرضه”.

واعتبرت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر) أن الاتفاق “خيانة عظمى”من طرف دولة لا تربطها أي حدود مع الكيان الصهيوني”.

وقال القيادي في الحركة فاروق طيفور، للأناضول، إن “الامارات تريد التصرف مكان أصحاب الحق والأرض وهم الفلسطينيون وضربت المبادرة والأمن العربيين في العمق، مؤكدا  أن حركة مجتمع السلم تستنكر وتستهجن هذا الموقف”.

وتابع: “ندعو الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي وكل البرلمانات العربية والتي تقف مع القضية الفلسطينية، لأن تستنكر وترفض هذه الخطوة التي ستعزل في نهاية المطاف هذه الدولة المارقة”.

وأكد أن في الجزائر إجماع بين السلطة والمعارضة بشأن القضية الفلسطينية، وتابع “التطبيع مع الكيان الصهيوني جريمة”.

غضب الشارع الجزائري

 قال المواطن الجزائري عمر شلابي إن هذا “التطبيع خيانة عظمى للأمة الإسلامية” خصوصا أنها تمت برعاية أمريكية، معتبرًا أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بمثابة سيف في ظهر الفلسطينيين، داعيًا المسلمين والأمة العربية للانتفاض ضد هذا القرار.

ودعا المواطن الجزائري، فاتح مبارك، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لتوقيع اتفاق دعم للفلسطينيين وليس مع إسرائيل، وقال: “يا بن زايد هداك الله وقع اتفاقية مع فلسطين وليس مع إسرائيل التي هي عدو لنا ولفلسطين”.

وفي السياق، تداول ناشطون جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، نبأ تغيير اسم شارع بمدينة “العلمة” بولاية سطيف، يحمل اسم “دبي”، وذلك ردًا على قرار تطبيع كامل العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات العربية المتحدة.

وذكر الناشطون أن تجار العلمة أطلقوا حملة لتغيير اسم “شارع دبي” إلى “شارع فلسطين”، ردًا على الخطوة الإماراتية، ولاقت المبادرة الجزائرية “الرمزية” ترحيبًا واسعًا.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الخميس الماضي، توصّل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بشكلٍ كامل، واصفًا الاتفاق بـ”التاريخي”.

وعقب إعلان ترمب، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن حكومته متمسكة بمخطّط الضم، رغم أن بيانًا مشتركًا صدر عن واشنطن وأبو ظبي وتل أبيب، أشار إلى أن الأخيرة (ستتوقف) عن خطة ضم أراض فلسطينية.

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين البلدين، تتويجًا لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، وبذلك تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل حماس وفتح والجهاد الإسلامي، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.

اقرأ أيضًا:

رئيس الجالية اليهودية: إماراتيون كُثر يرغبون في زيارة إسرائيل

مسؤولون إسرائيليون: تطبيع الإمارات لن يوقف البناء بالمستوطنات.. وفتح ترد

شاهد: فلسطينيون غاضبون يحرقون صور ولي عهد أبو ظبي

وزير إماراتي يصادق على تصريحات نتنياهو بشأن “خطة الضم”

فرانس برس: التطبيع مع إسرائيل يربك مواطنين في الخليج

كوشنر: تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية أمر حتمي

خبراء: تطبيع الإمارات يمكنها من شراء أسلحة أمريكية للتفوق على جيرانها

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر