أمام مجلس الأمن.. ليبيا تنتقد لجان العقوبات وتشتكي مصر والإمارات

لقاء سابق بين رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

انتقد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، انتقائية عمل لجان العقوبات الأممية، مؤكدا عدم جدواها في إيقاف الانتهاكات، وتوظيفها من بعض الدول لتحقيق مآرب سياسية ببلاده.

واشتكى السني، في كلمته، مساء الثلاثاء، أمام جلسة لجنة العقوبات بمجلس الأمن التي عقدت بناء على طلب ليبيا، تدخلات مصر والإمارات في الشأن الليبي، ودعمهما لعدوان اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

وقال السني، إن منظومة عمل لجان العقوبات أصبحت غير مجدية لإيقاف الانتهاكات، ليس في ليبيا وحدها، لكن في معظم دول العالم، مشيرا إلى أنه يتم توظيفها لمآرب سياسية لمصلحة بعض الدول، التي ساهمت في إصدار قرارات بفرض عقوبات، اتضح لاحقا أنها تسعى لتقويض الحكومات”.

وتساءل السني مستنكرا “كيف ما زلنا نسمع إلى الآن تصريحات تساوي بين الحكومة الليبية الشرعية، والخارجين عن القانون والشرعية المسؤولين عن عدوان أبريل/ نيسان 2019 – في إشارة لعدوان مليشيا حفتر على طرابلس.

وأوضح “كيف تتم مساءلة دولة ذات سيادة عن الاتفاقيات التي وقعتها مع آخرين للدفاع عن شعبها وأرضها ضد المعتدين ومن يدعمهم، وهو حقها المشروع حسب ما جاء في ميثاق الأمم المتحدة؟”.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرتي تفاهم مع فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، بشأن التعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وطرابلس. 

وأوضح السني أن مجلس الأمن دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى مساعدة الحكومة الليبية في بسط سيادتها على كامل أراضي البلاد، وعدم التعامل مع أي أجسام موازية تدعي الشرعية.

التدخلات في الشأن الليبي

واشتكى السني من تدخلات القاهرة في الشأن الليبي، قائلا: “الحكومة المصرية دعت مجموعة من الليبيين على أرضها ومارست التحريض العلني بتفويضات مزيفة للتدخل في ليبيا، والتهديد بتسليح قبائلنا وتجنيدهم والمساهمة في قتل الليبيين”.

وتساءل مستنكرا: “أليس هذا بمثابة إعلان حرب وتهديد للأمن والسلم الدولي وخرق مباشر لقرارات مجلس الأمن؟ ألم يكن من الأجدر الدعوة للحوار والسلم والمصالحة دون إقصاء أي طرف ليبي؟”. 

ومنتصف يوليو/ تموز، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء عقده بالعاصمة المصرية مع “شيوخ وأعيان قبائل ليبية” أبناء تلك القبائل إلى الانخراط فيما وصفه بـ”جيش وطني موحد وحصر السلاح في يد دولة المؤسسات دون غيرها”.

وتنتقد أطراف ليبية، استخدام السيسي ورقة القبائل في الصراع الليبي لدعم الانقلابي حفتر، ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.

السيسي زار قاعدة سيدي براني على حدود مصر مع ليبيا
مرتزقة فاغنر

وتناول السني التقارير التي تثبت تورط شركة فاغنر الروسية والمرتزقة بشكل غير مسبوق، كان آخرها ما تم توثيقه من تواجد مقاتليهم وأسلحة ومعدات حديثة واحتلالها لسرت والجفرة و مرافق وحقول نفطية.

ودعا السني في ختام حديثه الجميع لاحترام سيادة ليبيا، ووحدة أراضيها واحترام إرادة شعبها في اختيار مصيره الذي يرتضيه وفقا لإرادته الحرة”.

وشنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بدعم من دول عربية وأوربية، عدوانا على طرابلس في 4 أبريل/ نيسان 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين.

لكن هجوم حفتر على العاصمة طرابلس تعثر وتكبدت قواته خسائر كبيرة، وسط دعوات واسعة، حاليا للحوار والحل السياسي للأزمة المتفاقمة منذ سنوات.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر