أبرز ردود الفعل الدولية بعد قرار تركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد

ردود فعل دولية بعد قرار تركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد

اعتبرت الحكومة اليونانية، الجمعة، أن قرار القضاء التركي الذي يفتح الطريق أمام تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، “استفزاز للعالم المتحضر”.

وقالت وزيرة الثقافة اليونانية لينا مندوني في بيان إن “النزعة القومية التي يبديها الرئيس التركي أردوغان تعيد بلاده ستة قرون إلى الوراء”.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إن لجنة التراث العالمي ستراجع موقف “آيا صوفيا” بعد أن أعلن الرئيس التركي أن المبنى الأثري في إسطنبول سيفتتح مسجدا.

وقالت يونسكو في بيان “من المؤسف أن القرار التركي لم يكن محل نقاش ولا حتى إخطار مسبق”.

وأضافت “تدعو يونسكو السلطات التركية لفتح حوار من دون تأخير لتجنب العودة للوراء فيما يتعلق بالقيمة العالمية لذلك الإرث الاستثنائي والذي سيخضع الحفاظ عليه لمراجعة من لجنة التراث العالمي في جلستها المقبلة”.

وعبّرت مديرة المنظمة أودري أزولاي عن “الأسف الشديد لقرارات السلطات التركية، والتي اتخذت من دون حوار مسبق، لتعديل وضع آيا صوفيا” وفق ما جاء في بيان ذكر أيضا أنها عبرت عن قلقها للسفير التركي لدى المنظمة.

ووقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، مرسوما بإعادة متحف آيا صوفيا إلى مسجد وفتحه للصلاة، وذلك بعدما أبطلت محكمة عليا قرارا لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بتحويل المبنى إلى متحف.

وأعلن أردوغان ذلك بعد ساعة فقط من نشر قرار المحكمة، برغم تحذيرات دولية من تغيير وضع المعلم الأثري الذي يرجع تاريخه إلى 1500 عام والذي له قيمة كبيرة لدى المسيحيين والمسلمين.

وقال القرار الذي وقعه أردوغان “تقرر تسليم إدارة مسجد آيا صوفيا … إلى هيئة الشؤون الدينية وفتحه للصلاة”.

غير أن وزارة الثقافة اليونانية رأت أن هذا القرار القضائي “يؤكد انعدام اي استقلالية للقضاء” في تركيا.

وآيا صوفيا تحفة معمارية شيدها البيزنطيون في القرن السادس وكانوا يتوجون أباطرتهم فيها.

وقد أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول.

وذكرت وزيرة الثقافة اليونانية بأن “آيا صوفيا صرح يخص البشرية بأكملها، بمعزل عن أي معتقد ديني”.

وكان بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول قد حذر الشهر الماضي من أن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد من شأنه أن يثير “ملايين المسيحيين في العالم ضدّ الإسلام”.

الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تأسف

وذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عبرت، الجمعة، عن أسفها لأن القضاء التركي لم يعر مخاوفها اهتماما عندما اتخذ قراره وقالت إن القرار قد يثير انقسامات أكبر.

وفي نهاية الشهر الماضي، قال البطريرك المسكوني بارثولوميو، وهو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم: “تحويل آيا صوفيا إلى مسجد سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم” وسيتسبب في “شرخ” بين الشرق والغرب. ويتخذ البطريرك بارثولوميو من اسطنبول مقرا له.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية “إنترفاكس” عن المتحدث باسم الكنيسة فلاديمير ليغويدا قوله: “نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين”، وذلك بعدما أبطلت أعلى محكمة إدارية في تركيا قرارا يعطي الصرح الذي يعود بناؤه للقرن السادس، وضع متحف.

وقال ليغويدا، مسؤول التواصل بين الكنيسة ووسائل الإعلام إن القرار “يُظهر أن جميع المناشدات حول ضرورة التعاطي مع الوضع ببالغ الحساسية، تم تجاهلها”.

وكانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية حضت في وقت سابق على توخي الحذر إزاء تغيير وضع الكنيسة التاريخية السابقة، وعبّر البطريرك الروسي كيريل عن “قلقه العميق” إزاء خطوة محتملة كتلك ووصفها بـ”التهديد لكامل الحضارة المسيحية”.

كما حث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تركيا على الحفاظ على صفة المبنى الأثري كمتحف.

لكن جماعات تركية نظمت حملات منذ فترة طويلة تدعو لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد وقالت إن ذلك سيعكس بشكل أفضل هوية تركيا كدولة ذات أغلبية ساحقة من المسلمين.

ولآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية والعثمانية وهو أحد أهم المقاصد السياحية في تركيا في الوقت الراهن.

وكانت الولايات المتحدة واليونان وزعماء كنائس ضمن من عبروا عن قلقهم من تغيير وضع المبنى الذي تم تحويله إلى متحف في الأيام الأولى من عمر الدولة التركية العلمانية الحديثة في عهد مصطفى كمال أتاتورك.

وقال مجلس الدولة الذي يعد أعلى محكمة إدارية في تركيا في حكمه إنه خلص إلى أن “سند الملكية قد خصصه مسجدا ومن ثم فإن استخدامه في غير هذه الطبيعة غير جائز قانونا”.

وأضاف “القرار الحكومي الصادر في عام 1934 الذي أوقف استخدامه كمسجد وخصصه كمتحف لم يكن متفقا مع القوانين”، في إشارة إلى مرسوم وقعه أتاتورك.

وقالت الرابطة التي رفعت القضية إلى المحكمة، والتي كانت أحدث خطوة في معركة قانونية استمرت لمدة 16 عاما، إن ملكية آيا صوفيا تعود للقائد العثماني الذي فتح المدينة عام 1453 وحول المبنى الأثري الذي كان بالفعل كنيسة بيزنطية عمرها 900 عام إلى مسجد.

وبنى العثمانيون مآذن في البناء الضخم المقبب وبالداخل أضافوا ألواحا ضخمة مخطوطا عليها أسماء الخلفاء الراشدين بجانب الأيقونات الأثرية المسيحية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات