ذكرى محاولة فاشلة لغزو تركيا.. الأستراليون والنيوزيلنديون يحيون “يوم أنزاك” في المنازل

رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون يضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول خلال يوم أنزاك

أحيا الأستراليون والنيوزيلنديون ذكرى “يوم أنزاك” بطرق بديلة هذا العام، إذ تم إلغاء مراسم إحياء الذكرى السنوية بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.

وتعود هذه الذكرى إلى يوم 25 أبريل/ نيسان عام 1915، الذي شهد اقتحام جنود أستراليين ونيوزيلنديين (يسمون أنزاك)، الشاطئ في محاولة كارثية من قبل قوة تقودها بريطانيا لغزو تركيا. وتوفي الآلاف من “الأنزاك” في القتال في معركة “غاليبولي”، ولكن اليوم حاليا له معنى أوسع.

وشكلت عمليات الإنزال تلك بداية لقتال ضروس امتد زهاء ثمانية أشهر وانتهى بمصرع نحو 44 ألفا من قوات الحلفاء و86 ألفا من جنود الإمبراطورية العثمانية.

وكان الهدف من الغزو الفاشل لشبه جزيرة غاليبولي تأمين طريق بحري من البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق الدردنيل إلى إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك وإقصاء العثمانيين من الحرب.

غير أن الغزو اعتُبر حينها خطة بريطانية حمقاء، كما أن قرار شن الهجوم كاد يقضي على مستقبل وينستون تشرشل كأمير للبحرية البريطانية لأنه هو من وضع الخطة التي ظن أنها ستساعد في وضع نهاية مبكرة للحرب العالمية الأولى.

وبدلا من حضور مسيرات يوم أنزاك التقليدية والأحداث العامة، وقف آلاف المواطنين خارج منازلهم في نهاية ممراتهم عند الفجر اليوم السبت لمدة دقيقة صمت لتذكر ضحايا ذلك اليوم.

وفي نيوزيلندا، أضاءت معالم مهمة مثل متحف أوكلاند وسكاي تاور وجسر هاربور باللون الأحمر لإحياء ذكرى اليوم.

وفي أستراليا، أطلقت آلة النفخ “ديدجيريدو” في بداية المراسم الوطنية الساعة 6 صباحا (2000 من مساء الجمعة بتوقيت غرينتش)، التي نظم في كانبرا وتم بثها تلفزيونيا مباشرة على الهواء بواسطة هيئة الإذاعة الأسترالية.

وحضر هذه المراسم رئيس الوزراء سكوت موريسون، الذي قال إن يوم أنزاك هو “أقدس أيامنا”.

وقال موريسون “للأستراليين جميعا، خشية أن ننسى، أولئك الشباب الذين جعلونا أحرارًا جدًا”، مضيفًا أن هذه لم تكن المرة الأولى التي لا يجري فيها إقامة مسيرات أو مواكب يوم أنزاك.

وأضاف موريسون “في يوم أنزاك عام 1919، وهو الأول بعد الحرب العظمى، لم تكن هناك مسيرات أو مواكب في المدينة للمحاربين القدامى العائدين، لأن الأستراليين كانوا يكافحون جائحة الإنفلونزا الإسبانية”.

وللمرة الأولى، سجل الحاكمان العامان لأستراليا ونيوزيلندا رسالة فيديو مشتركة للاحتفال بذكرى هذا اليوم.

وفي الرسالة، قال كل من الحاكم العام الأسترالي ديفيد هيرلي، والحاكمة العامة النيوزيلندية باتسي ريدي إنهما أدركا الطبيعة الفريدة ليوم أنزاك هذا العام.

وقالت ريدي “لن تكون هناك تجمعات عامة في مدننا وبلداتنا، ولن تكون هناك فرص لمواطنينا للوقوف جنبًا إلى جنب لتكريم قدامى المحاربين لدينا وتكريم أولئك الذين فقدوا أرواحهم في أوقات الحرب”.

وقال هيرلي إن المواطنين مازال بإمكانهم المشاركة في إحياء الذكرى.

وتابع “نحن نعلم أنه في آلاف المنازل في جميع أنحاء أستراليا ونيوزيلندا، سيتجمع المواطنون بالروح لتكريم خدمة وتضحية أولئك الذين خدموا” بلادهم.

المصدر : وكالات