اجتماع السفير السعودي مع إدارات أهلية يثير غضب السودانيين

لقاء السفير السعودي بإدارات أهلية سودانية يثير التساؤل

أثارت صور نشرها حساب “هاشتاغ السودان” لاجتماع سفير المملكة العربية السعودية في الخرطوم، علي حسن جعفر، مع ممثلين للإدارات الأهلية ردود أفعال رافضة لهذا اللقاء.

اللقاء الذي يأتي بعد قرار من حكومة ولاية الخرطوم بمنع ممارسة أي عمل يتعلق بعمل الإدارة الأهلية ومنع قيام أي مظهر يكرس لهذا المفهوم، أثار ردود فعل غاضبة، حيث شهد شرق السودان الشهور الأخيرة قتالا قبليا، أدى لمقتل وإصابة العشرات، في وقت تمر فيه البلاد بوضع هش.

وطالب مغردون سودانيون بإيقاف مثل هذه اللقاءات خاصة بعد الأحداث الأخيرة في شرق السودان، كما طالبوا باستدعاء سفير المملكة ومساءلته عما حدث.

وأظهرت صور سفير المملكة السعودية على حسن جعفر وجمع من الإدارات الأهلية من شرق السودان ومن بينهم قيادات أهلية من قبيلة الهدندوة إحدى أكبر القبائل السودانية في شرق السودان ورئيس حزب مؤتمر البجا ووفد من المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بالسودان.

وطالب مغردون رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية، بوقف ما سموه “العبث” وقال الصحفي محمد مصطفى “أوقفوا هذا العبث.. شرق السودان ملتهب، ولا ينقصه تدخلات سفراء أجانب.. يجب استدعاء السفير ومساءلته عن هذا التصرف اللامسؤول الذي يثير تساؤلات عدة”.

في ذات السياق قال مغردون “قريب حنسمع حق تقرير المصير لشرق السودان إما وحدة أو انفصال” في حين غرد آخر “التدخلات الخارجية أضرت السودان ومستمرة في الضرر”.

وقال صاحب حساب آخر “سفارة السعودية ترشي القبائل للفتنة.. الإمارات ماسكة حميدتي.. الذهب.. الجنجويد.. برهان”، في حين قال آخر “ما دخل سفير بلد أجنبي بزعماء قبائل أو عشائر في بلد آخر”؟

وأضاف “في النهاية السفير السعودي أجنبي ولا يحق له تجاوز عمله المكلف به، سفير السودان في الرياض لا يمكنه الاجتماع بزعيم العتيبية (المسجون للأسف) ولا حتى شمر، لذا الموضوع ليس مجرد رشوة وإنما نهب أو فتنة”.

الإدارات الأهلية

كانت ولاية الخرطوم أصدرت في الثامن من الشهر الجاري بيانا منعت بموجبه ممارسة أي عمل يتعلق بعمل الإدارة الأهلية ومنع قيام أي نظارات وأمارات أو أي مظهر آخر يكرس لهذا المفهوم.

وقال بيان الولاية اليوم إنه سبق وأن أصدرت تعميما مفاده أن الحاكمية في ولاية الخرطوم تكون لسلطات الولاية ويسود فيها القانون العام وتقوم بذلك أجهزة الدولة العدلية والقانونية والإدارية.

وأكد البيان أن ولاية الخرطوم هي “ملاذ لكل السودانيين يسكنون ويتعايشون ويعملون فيها بحكم القانون العام بحسبانها العاصمة القومية ويقصدها كل السودانيين لأغراض العلاج والتعليم والتجارة والعمل والسكن، وهي “البوتقة التي تنصهر فيها كل القبائل والأجناس والمجموعات”.

شرق السودان ومطامع الإمارات 

شهد شرق السودان وخاصة مدينة بورتسودان-ميناء السودان الرئيسي- قتالا قبليا، أدى لمقتل وإصابة العشرات، خلال الشهور الماضية، ما أثار الكثير من المخاوف في ظل الأوضاع الهشة التي يمر بها السودان.

وتأتي المخاوف من تلك التوترات بين القبائل في مناطق شرق السودان، من أن يتم تجييرها من قبل دولة الإمارات خاصة، لخلق وقائع على الأرض تؤدي إلى فلتان الأمور، ومن ثم خلق كيانات مؤيدة لها لتنفيذ أجندتها.

كانت مظاهرات خرجت في مدينة كسلا شرق السودان في وقت سابق، طالبت بحصة الإقليم في السلطة الجديدة أو المضي في تقرير المصير، في أول سابقة، وتأتي بعد تحذيرات من سعي الإمارات لتكرار تجربة المجلس الانتقالي اليمني إلى السودان.

وقال المحافظ والبرلماني السوداني السابق الفريق عثمان فقراي إن لديه معلومات تفيد بأن منسوبي حركة مسلحة على الحدود السودانية مع إريتريا، سافروا إلى دولة الإمارات بوثائق سفر إماراتية، مضيفا أن هذا الأمر إذا تأكد “فسيكون مسألة خطيرة سببها ثغرات تتعلق بقضايا الشرق”.

وفي حديث للجزيرة نت، أشار فقراي إلى أن “أطماع الإمارات في المنطقة بدت في محاولة السيطرة على ميناء بورتسودان على البحر الأحمر عن طريق موانئ دبي، لكن رفضا واسعا في هيئة الموانئ السودانية تكلل بصدور قرار بإلغاء الاتفاق مع شركة فلبينية يرجح أنها على صلة بالإمارات”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل