نصرالله: “صفقة القرن” تستهدف أراضي لبنان المحتلة وتوطين اللاجئين

الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله
نصر الله: خطة القرن تسعى إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهو ما يواجه رفضا شاملا

اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان، حسن نصر الله أن “صفقة القرن” الأمريكية تستهدف الأراضي اللبنانية المحتلة من إسرائيل.

وأكد نصر الله أن الخطة تسعى إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهو ما يواجه رفضا شاملا.

وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، في 28 يناير/كانون الثاني الماضي، خطة تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل، وحل قضية اللاجئين خارج حدود إسرائيل.

وقال نصر الله، في كلمة عبر دائرة تليفزيونية مغلقة خلال فعالية محلية، إن “صفقة القرن ليست صفقة؛ لأنّه لم يحصل تشاور مع الفلسطينيين حولها، بل هي خطة إسرائيلية تبناها ترمب لتصفية القضية الفلسطينية”.

وأضاف أن “خطة ترمب تطال لبنان في جوانب عدة؛ فهي تعطي الأراضي اللبنانية المحتلة لإسرائيل، فضلا عن توطين اللاجئين، وفي لبنان هناك رفض شامل للتوطين”.

ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا في 12 مخيما و156 تجمعًا في محافظات لبنان الخمسة، حسب إدارة الإحصاء المركزي اللبنانية.

وتابع نصر الله: “إذا كان في لبنان من يتحدّث عن مخاوف من التوطين، فعلينا احترام تلك الهواجس”.

ومسألة توطين الفلسطينيين هي مساحة شد وجذب بين الطبقة السياسية في لبنان.

وشدد نصر الله على أنه “لا يوجد فلسطيني يمكن أن يقبل بالتنازل عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وهذا هو الحجر الأساس في مواجهة خطة ترمب”.

الحكومة الجديدة

وحول الحكومة الجديدة التي شكلها حسان دياب، اعتبر نصر الله أنه “من الكذب تسمية تلك الحكومة بحكومة حزب الله”، محذرا من أن “هذا يؤذي لبنان وعلاقات لبنان العربية والدولية”.

ونالت حكومة دياب ثقة البرلمان، الثلاثاء الماضي؛ حيث خلفت حكومة الحريري، التي استقالت في 29 أكتوبر/تشرين أول الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية مستمرة منذ 17 منذ الشهر نفسه.

ويرفض المحتجون حكومة دياب، معتبرين أنها تضم وزراء لهم ولاءات سياسية، بينما هم يطالبون بحكومة اختصاصيين قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي المتأزمين.

وأردف نصر الله: “لن نتخلى عنها (الحكومة)، وسنقف إلى جانبها وندعمها بكل ما نستطيع؛ لأنّ المسألة تهمّ البلد”.

ووصف الوضع في لبنان “بالصعب جدا”، داعيا إلى “فصل الملف المالي والاقتصادي عن الصراع السياسي في البلد”.

ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.

وزاد بقوله: “فلنعطِ الحكومة الحالية فرصة ومهلة زمنية معقولة ومنطقية تمنع الانهيار والسقوط والإفلاس”.

حرب ترمب

إقليميا، قال نصر الله: “إننا اليوم في محور المقاومة أمام تحدٍ كبير مع التطور الذي حصل في منطقتنا، وذلك بعد ارتكاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، جريمتين، تتمثل الأولى باغتيال سليماني، والثانية هي إعلان صفقة القرن”.

واُغتيل قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية ببغداد، في 3 يناير/ كانون ثاني الماضي.

وأضاف نصر الله أن المرحلة الراهنة “تفرض على شعوب المنطقة الذهاب إلى مواجهة أساسية لا فرار منها، مواجهة الطرف الآخر الذي يبادر ويهاجم ويعاقب ويحاصر الشعوب التي ترفض الاستسلام.. عندما يقتل ترمب القادة بالشكل العلني والوحشي، فهو يعلن الحرب، ونحن لا زلنا في رد الفعل البطيء”.

ودعا الشعوب إلى “مواجهة رمز الاستكبار” المتمثل بإدارة ترمب، مشددًا على أنه لا خيار سوى المقاومة الشعبية والشاملة.

ومضى قائلًا إن واشنطن هي المسؤولة عن كل حروب إسرائيل وممارساتها، كما أنها مسؤولة عن المجازر والفظائع التي ارتكبها تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، باعتراف ترمب، على حد قوله.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات