أذربيجان تحتج على قرار فرنسي بشأن كاراباخ.. وتركيا: مرجعية البرلمان الفرنسي قصص الخيال

وحدات من جيش أذربيجان في منطقة أغدام- 20 نوفمبر (رويترز)

انتقدت سفارة أذربيجان إلى باريس القرار الذي صدّقت عليه الجمعية الوطنية الفرنسية بشأن إقليم ناغورني كاراباخ.

وقالت السفارة في بيان، إن تصديق الجمعية على القرار يعتبر دليلا على استمرار الافتراءات والحملة الهستيرية ضد أذربيجان، منذ 27 من سبتمبر/ أيلول الماضي.

ووصفت السفارة التصديق على القرار بأنه خطوة استفزازية وعدائية ضد أذربيجان، مشيرة إلى أن الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى مواقف مؤيدة لأرمينيا بناء على أسس خاطئة.

وأكدت أن القرار يعتبر انتهاكا للقانون الدولي، والالتزامات الدولية لفرنسا، وأنه يتعارض مع مساعي إحلال الأمن والسلام في المنطقة.

والخميس، صدقت الجمعية الوطنية الفرنسية، على قرار يحث حكومة باريس على الاعتراف بما يسمى “جمهورية كاراباخ”، وذلك بعد أسبوع من إقرار مجلس الشيوخ مشروع القرار ذاته.

وشهد الإقليم في الخريف حربا ضارية حقّقت فيها أذربيجان انتصارات ميدانية كبيرة على حساب أرمينيا.

ومنذ العام 1992، كانت أرمينيا تحتل نحو 20 في المئة من أراضي أذربيجان، التي تضم إقليم كاراباخ (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام” و”فضولي”.

ووفق الأمم المتحدة، يعتبر إقليم كاراباخ (الذي كانت تحتله أرمينيا)، تابعا للأراضي الأذرية.

وبصفتها إحدى دول “مجموعة مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوربا، تتعرض فرنسا لانتقادات لعدم حيادها، ودعمها أرمينيا في النزاع على الإقليم.

البرلمان الفرنسي (رويترز)

مذكرة احتجاج

واستدعت الخارجية الأذرية، سفير باريس لدى باكو، زاكاري غروس، وسلمته مذكرة احتجاج، على قرار الجمعية الوطنية.

وذكرت الخارجية الأذرية، في بيان، أنها استدعت السفير غروس، إلى مقر الوزارة، وسلمته مذكرة الاحتجاج.

وأكد مسؤولو الخارجية للسفير الفرنسي، أن القرار يخالف ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، الصادرة بتاريخ 1993، وقواعد ومبادئ القانون الدولي، واتفاقية “هلسنكي” (عام 1975 لوضع أسس جديدة للأمن والتعاون بين الدول الأوربية) حسب البيان.

رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب (الأناضول)

قصص الخيال

من جانبه، انتقد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، البرلمان الفرنسي مؤكدًا أن مرجعيته هي “قصص الخيال”.

وأفاد شنطوب، بحسب بيان صادر عن البرلمان التركي، أن أية دولة أو مؤسسة تبتعد عن الحقائق التاريخية والقانونية وتتخذ قرارات عن طريق أحاسيس لا أساس لها، سيبقيها هذا الأمر خارج اللعبة ولن تُؤخذ قراراتها وتصريحاتها على محمل الجد.

وأضاف “إذا كان من السهل الاعتراف بدولة، فيجب أن يكون من السهل سحب هذا الاعتراف”.

وأوضح أن فقدان فرنسا تأثيرها على الساحة الدولية رغم إحداثها الكثير من الضجيج، يعود لاستمرارها في مواقفها المنفصلة عن الواقع.

وتابع “إن برلمانا يعترف بدولة كاراباخ، التي لم تعترف بها أي دولة حول العالم بما فيها أرمينيا، ولم ترد مزاعم الاعتراف بها حتى على لسان أرمينيا، لا يمكن أن يجد مرجعيته إلا في قصص الخيال الفرنسية”.

وأشار إلى أن البرلمانيين الذين اتخذوا قرار الاعتراف بأراضٍ، تقر الحكومة الفرنسية بأنها تابعة لأذربيجان وفقا للقانون الدولي، كدولة مستقلة، لا يمكن أن يكونوا نافعين إلا كممثلين هزليين (كوميديين).

ودعا شنطوب الحكومة الفرنسية للتحلي بالجدية، مؤكدا ثقته بحكمة الشعب الفرنسي الذي لن يأخذ في الاعتبار هذا القرار السخيف.

المصدر : وكالات