وثائق الأرشيف البريطاني تكشف تقييما سلبيا بحق “الفرعون المصري”.. ماذا فعل مبارك؟

الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يجلس داخل قفص في قاعة المحكمة أثناء جلسة استماع له في القاهرة في 2 يونيو 2012 (أرشيفية)
وثائق الارشيف البريطاني وصفت الرئيس المصري الراحل بالفرعون الذي ظل يتفرج على بلده وهو يغرق (غيتي)

كشف الأرشيف البريطاني عن وثائق دبلوماسية جديدة، تخص مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، عندما وافق المسؤولون البريطانيون على تبادل المعلومات حول المنشقين مع المخابرات المصرية في لندن.

وأوضح  تقرير لموقع “ميدل إيست أي” أن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي وُصف في هذه الوثائق بـ “الفرعون”، كان في أغلب الأحيان محاطا بأناس “يحمونه من الأخبار السيئة والنصائح غير المجدية”، وأنه كان يحظى دوما بمزيد من “التملق في الوقت الذي كانت فيه الناقلة المصرية العملاقة  تنجرف نحو الهاوية”.

وكان السفير البريطاني ديفيد بلاثويك، هو من رسم تلك الصورة القاسية عن حق حاكم مصر السابق، الذي كان يرأس أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان، وأرسلها لوزير الخارجية البريطاني، دوجلاس هيرد في يوليو/تموز 1995.

ووصفت الوثائق الدبلوماسية الرئيس حسني مبارك، بأنه  كان دوما على الهامش “جالسًا على السياج، وخائفا من التكاليف الاجتماعية والسياسية لإعادة الهيكلة في بلد تهمين فيه البطالة بصورة واضحة”.

وكشف بلاثيويك أن “الوصاية الأبوية، واحتكار النفوذ، والمحسوبية من قبل الحزب الحاكم”، كانت هي الصورة العامة المهيمنة لمفهوم الديمقراطية وحرية التعبير في مصر أيام الرئيس مبارك.

وقال إن “المعارضة الحقيقية كانت تأتي من الإسلاميين”، الذين كانوا يتلقون المزيد من الدعم  بسبب ضغط الوضع الاقتصادي+ في البلاد، وانتشار الفساد وسط حكومة مبارك وأفراد أسرته.

كما كشفت أوراق الأرشيف الوطني البريطاني، كيف اشتكى الرئيس مبارك مرارًا من وجود “منشقين مصريين” في بريطانيا.

وزير داخلية مصر الأسبق، حبيب العادلي
حبيب العادلي، وزير داخلية مصر في عهد مبارك (غيتي)

وتحدثت السفارة  البريطانية عن زيارة وزير الداخلية، حبيب العادلي إلى لندن عام 1997، واتفاقه على تبادل المعلومات بما في ذلك مراقبة “المنشقين المصريين” في بريطانيا.

لكن المسؤولين البريطانيين أبلغوا عدلي أنهم بحاجة إلى دليل، وقالوا إن “المزاعم التي تقدم في الصحافة المصرية لن ترضي محاكمنا”.

وجاء في إحدى الوثائق الدبلوماسية الأخرى”لقد عملنا بجد لإيجاد حل للقضية الشائكة للمتطرفين المصريين في المملكة المتحدة”.

واعتبر التقرير أنه على الرغم من وجهات النظر الخاصة في بريطانيا تجاه مبارك، فإن المسؤولين البريطانيين أرادوا دومًا الحفاظ على علاقات وثيقة معه.

وتضمنت إحدى الرسائل الدبلوماسية أن بريطانيا تسعى إلى”تطويرعلاقة وثيقة مع مبارك، ليس فقط بسبب أهمية مصر في عملية السلام، ولكن لتعزيز العلاقات التجارية والدفاعية المتنامية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي