ما علاقة زيادة استخدام الإنترنت بارتفاع معدلات الهجرة الخارجية؟

مهاجرون في معسكر للجيش حيث يقيمون بعد وصولهم إلى جزر الكناري الإسبانية (رويترز)

أجرى فريق من الباحثين في جامعات عدة، تحت إشراف جامعة “ماجيل” الكندية دراسة مشتركة لتحديد العلاقة بين التوسع في استخدام الإنترنت واتجاهات الهجرة في العالم.

وكشفت هذه الدراسة، التي شملت أكثر من 150 دولة، أن التواصل الرقمي يلعب دورا رئيسيا في قرارات الهجرة بل ويدعم عمليات الهجرة في مختلف أنحاء العالم.

وأكدت الدراسة، التي نشرتها الدورية العلمية “بوبيوليشن أند ديفلوبمنت ريفيو” المتخصصة في مجال التنمية البشرية، أن الدول التي لديها قاعدة واسعة من مستخدمي الإنترنت تتزايد لديها اتجاهات الهجرة الخارجية.

ويقول الباحث لوكا ماريا بيساندو المتخصص في علم الاجتماع في مركز ديناميكيات السكان بجامعة ماجيل في تصريحات للموقع الإلكتروني “ساينس ديلي” للعلوم والتكنولوجيا، إن “الثورة الرقمية التي واكبت استخدام الإنترنت قامت بتحويل مجتمعاتنا واقتصادياتنا وطريقة الحياة التي نعيشها، ولم تكن الهجرة بمعزل عن هذه الثورة”.

وفي إطار الدراسة، قام فريق البحث بتعقب معدلات استخدام الإنترنت ومسارات الهجرة اعتمادا على بيانات من البنك الدولي والاتحاد الدولي للاتصالات اللاسلكية ومؤشر السلام العالمي ومركز غالوب العالمي للاستطلاعات.

وأكدت الدراسة أهمية الإنترنت باعتبارها قناة معرفية للمهاجرين الذين يتركون بلادهم بحثا عن فرص حياة أفضل، بعكس المهاجرين السياسيين، الذين يضطرون لترك بلادهم هربا من حرب أهلية على سبيل المثال.

وأشارت الدراسة إلى أن الباحثين عن الهجرة لأسباب اقتصادية من المرجح أن يستفيدوا من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وأن هذه المعلومات على الأرجح سوف تقوم بتشكيل طموحاتهم وآمالهم بالنسبة لحياة أفضل في المستقبل في الدول التي يسعون للهجرة إليها.

يفوق سرعة النمو السكاني

وقد بلغ تعداد المهاجرين الدوليين، المتزايد باستمرار، 272 مليونا عام 2019، وهو معدل يفوق سرعة نمو تعداد سكان العالم، حسب بيانات إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة.

وحسب التقرير الأممي تعكس الأرقام المتصاعدة قفزةً تفوق أرقام عام 2010، حيث كان مجموع المهاجرين الدوليين (أي كل شخص يغير بلد إقامته المعهود) 221 مليون فرد مهاجر.

ووفقا لهذه الأرقام يشكل المهاجرون الدوليون الآن نسبةَ 3.5% من سكان العالم.

مهاجرون إثيوبيون يسيرون على طريق يؤدي إلى مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن (ر ويترز)

وتستند التقديرات التي أوردها التقرير الأممي على الإحصاءات الوطنية الرسمية لسجلات السكان الأجانب خلال التعدادات السكانية.

ويضم هذا وصف السكان الأجانب الذي تعكسه الأرقام أي شخص يتحرك أو ينتقل عبر حدود دولية، بغض النظر عن حالة الجنسية أو الدافع وراء انتقاله- بمعنى أن البيانات تشمل الأشخاص الذين انتقلوا بإرادتهم واختيارهم أو الذين اضطروا للانتقال.

أكبر عدد من المهاجرين في دولة واحدة

وتستضيف أوربا أكبر عدد من المهاجرين الدوليين، إذ يبلغ مجموعهم 82 مليونا؛ تليها أمريكا الشمالية التي تضم 59 مليونا من بينهم 51 مليونا في الولايات المتحدة وحدها، وهو “أكبر عدد من المهاجرين في دولة واحدة”.

وتستضيف منطقتا شمال أفريقيا وغرب آسيا حوالي 49 مليون مهاجر، وتشهد هاتان المنطقتان بالإضافة إلى “أفريقيا جنوب الصحراء” أكبر تدفقات من أعداد السكان الأجانب.

كما أوضح التقرير أن “نسبة المهاجرين الدوليين من إجمالي السكان” تختلف اختلافا واسعا بين منطقة وأخرى، فعلى سبيل المثال يشكل الأفراد المولودون في الخارج نسبة 21% من سكان منطقة أوشينا (أستراليا ونيوزيلندا) بينما يمثلون 16% من مجموع السكان في أمريكا الشمالية.

الولايات المتحدة وألمانيا

ومع استمرار تزايد النزوح القسري فإن اللاجئين وطالبي اللجوء يمثلون تقريبا ربع الزيادات العالمية في أعداد المهاجرين الدوليين، والتي ارتفعت بمقدار 13 مليون في الفترة من 2010 إلى 2017.

وعلى الرغم من أن الهجرة عالمية، فإن معظم رحلات التنقل تتم ضمن مجموعة محدودة من الدول، وتصنف الولايات المتحدة وألمانيا في المركزين الأولين.

المصدر : الألمانية + الجزيرة مباشر