واشنطن تؤكد بدء سريان قرار إلغاء تصنيف السودان “دولة راعية للإرهاب”

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (رويترز)

قالت سفارة واشنطن إلى الخرطوم، إن قرار إلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب بات ساري المفعول اعتبارا من اليوم الإثنين.

وقالت السفارة في بيان “انقضت فترة إخطار الكونغرس البالغة 45 يومًا، ووقع وزير الخارجية إشعارًا يفيد بأن إلغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب ساري المفعول اعتبارًا من اليوم 14 من ديسمبر/كانون الثاني”.

وأضافت السفارة أن هذا الإشعار تم نشره في السجل الفيدرالي.

وفي 23 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على توقيعه الأمر التنفيذي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وجاء قرار ترمب بعد موافقة السودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والموافقة على دفع تعويضات.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي غرد ترمب قائلا “أخبار عظيمة، وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدما عظيما، على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”.

والتسوية، تمثل مطالبات أسر ضحايا تفجيرات السفارتين في كينيا وتنزانيا عام 1998، والمدمرة “يو أس كول” قرب شواطئ اليمن، عام 2000، والتي تتهم واشنطن نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بالضلوع فيها.

وفي 25 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن سفير السودان في الولايات المتحدة نور الدين ساتي، أن رفع اسم بلاده من القائمة، سيتم في 11 من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وفي 30 من نوفمبر/تشرين الثاني، بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في اتصال هاتفي، ترتيبات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتدرج الولايات المتحدة، منذ عام 1993، السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

من جانبه، هنأ رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، الشعب السوداني على القرار الأمريكي، كما قدم الشكر لمن سماهم “الأصدقاء والشركاء الإقليميين والدوليين”.

وقال رئيس الحكومة السودانية، عبد الله حمدوك عبر حسابه على تويتر: اليوم وبعد أكثر من عقدين، أُعلن لشعبنا خروج اسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع، اليوم نعود بكامل تاريخنا وحضارة شعبنا وعظمة بلادنا وعنفوان ثورتنا إلى الأسرة الدولية.

وفي تغريدة أخرى قال حمدوك: نعود كدولة محبة للسلام، وقوة داعمة للاستقرار الإقليمي والدولي.

يُساهم هذا الإنجاز الذي عملت لأجله الحكومة الانتقالية منذ يومها الأول في إصلاح الاقتصاد وجذب الاستثمارات وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية وخلق فرص عمل جديدة للشباب والكثير من الإيجابيات الأخرى.

أزمة خانقة

ويعيش السودان أزمة خانقة جراء عدم امتلاكه لاحتياطيات من النقد الأجنبي، تمكنه من استيراد السلع الرئيسية (القمح، المحروقات، الأدوية) وارتفاع مديونيته الخارجية، وانهيار سعر صرف عملته المحلية (الجنيه).

ففي آخر 3 سنوات انهار سعر صرف الجنيه من متوسط 40 مقابل الدولار الواحد إلى 260 جنيها في سوق العملات الموازية اليوم.

في المقابل، تجاوزت نسبة التضخم في السوق المحلية 230% خلال أكتوبر تشرين أول الماضي، مع عدم توافر السلع من جهة وانهيار أسعار الصرف من جهة ثانية، وارتفاع قيمة الدولار لغرض الاستيراد من الخارج من جهة أخرى.

لكن قرار رفع اسم السودان من قائمة رعاة الإرهاب، قد يمثل ضوءا في آخر النفق بتحسين الأوضاع الاقتصادية مع المزايا التي يوفرها القرار بجذب الشركات العالمية للاستثمار وإمكانية الاستفادة من مبادرة الدول المثقلة بالديون.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر