كامالا هاريس.. أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس في تاريخ أمريكا

كامالا هاريس أول امرأة سوداء من أصول آسيوية تشغل نائبة الرئيس الأمريكي

أصبحت كامالا هاريس، السيناتور من ولاية كاليفورنيا، أول امرأة سوداء من أصول آسيوية تشغل نائبة الرئيس الأمريكي في تاريخ الولايات المتحدة.

وذكرت شبكة “سي إن إن” أن “هاريس (55 عاما) أصبحت أول أمريكية آسيوية، وثالث امرأة (بعد جيرالدين فيرارو في عام 1984 وسارة بالين في عام 2008، ولم تنجحا) يتم ترشيحها من قبل حزب كبير لمنصب النائب الأول للرئيس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

وولدت كامالا في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، لأبوين مهاجرين، الأب مولود في جاميكا، بينما كانت والدتها من مواليد الهند.

وشغلت من قبل منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا، وتبنت حملة للحث على إصلاح الشرطة وسط احتجاجات مناهضة للعنصرية في أنحاء الولايات المتحدة.

وفي 11 أغسطس/ آب الماضي، اختار بايدن، كاميلا هاريس كـ”شريكته الانتخابية” لتكون مرشحته الأساسية لمنصب نائب الرئيس في حال فوزه في الانتخابات.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت وسائل إعلام أمريكية بينها “سي إن إن”، ووكالة “أسوشيتيد برس”، و”فوكس نيوز”، فوز بايدن بالانتخابات، ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

وقالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، إن “بايدن حصل على 284 صوتا في المجمع الانتخابي، بعد تأكد فوزه بولاية بنسلفانيا (20 صوتا)”.

كما ذكرت قناة “فوكس نيوز”، أن “بايدن بعد فوزه في بنسلفانيا فاز بولاية نيفادا (6 أصوات) ما يرفع أصواته بالمجمع الانتخابي إلى 290”.

وفي هذا السياق، قالت كامالا هاريس -التي غيرت تعريفها على حسابها في تويتر إلى نائبة الرئيس المنتخب- :”ينتظرنا الكثير من العمل وسنبدأ به حالا”.

ونشرت نائبة الرئيس الأمريكي المنتخب كامالا هاريس مقطع فيديو قصير عبر حسابها في تويتر تظهر فيه وهي تهنئ جو بايدن عبر الهاتف بفوزه بالرئاسة.

وبالنظر إلى بايدن البالغ من العمر 78 عاما، فليس من المتوقع أن يسعى لولاية ثانية ولذا ستصبح هاريس (56 عاما) مرشحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة عام 2024.

ولهاريس عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا سجل حافل في تحطيم الحواجز غير المرئية. فقد كانت أول إمرأة تتولى منصب المدعي العام في سان فرانسيسكو كما أنها أول إمرأة ملونة تُنتخب مدعيا عاما في كاليفورنيا.

ومن الممكن أن تفيد خبرتها في العدالة الجنائية إدارة بايدن في معالجة قضايا المساواة العرقية وأداء الشرطة لعملها وذلك بعد أن اجتاحت الاحتجاجات البلاد هذا العام.

وتطلعت هاريس، لأن تصبح أول إمرأة تشغل مقعد الرئاسة في البلاد عندما نافست بايدن وغيره على ترشيح الحزب الديمقراطي في 2020.

وخرجت من السباق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بعد حملة دعاية تأثرت سلبا بتأرجح آرائها في الرعاية الصحية وتذبذب موقفها من ماضيها في سلك الادعاء العام.

وتجاهل بايدن بعضا من الكلمات القاسية التي نعتته بها هاريس خلال سعيها للفوز بترشيح الحزب واختارها لتكون رفيقته على البطاقة الانتخابية في أغسطس/ آب الماضي. وقد أثبتت جدارتها بسعيها خاصة لاستمالة النساء والتقدميين والناخبين الملونين الذين لهم أهمية بالغة لآمال الحزب في الفوز بالانتخابات.

كما أصبحت هاريس، التي كونت شبكة من المتبرعين خلال مساعيها لدخول مجلس الشيوخ والوصول إلى البيت الأبيض، عنصرا فعالا فيما حققه بايدن من أرقام قياسية من التبرعات في الشهور الأخيرة من حملة الدعاية.

وأثار اختيارها جوا من الإثارة في أوساط القاعدة الشعبية الديمقراطية وفي صفوف المتبرعين للحزب.

وقال جويل باين المخطط الاستراتيجي الديمقراطي الذي عمل في حملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لعام 2016 “هاريس كانت دائما أكثر شخصية مقنعة كرفيق لبايدن في الانتخابات لأنها تملك القدرة على مساعدته في توحيد التحالف الديمقراطي عبر خطوط الأعراق والأجيال كما أنها استطاعت رفع درجة الحماس على مستوى القاعدة”.

الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ونائبته كامالا هاريس (رويترز)
روح الفريق

ساهمت اتهامات من جانب التقدميين بأن هاريس لم تبذل جهدا كافيا للتحقيق في حوادث إطلاق الشرطة للنار وقضايا أدين فيها متهمون بالخطأ عندما كانت مدعية عامة في كاليفورنيا في الحكم بالفشل على سعيها للفوز بالرئاسة.

لكن هذه الاتهامات لم تظهر تقريبا خلال الفترة التي قضتها على بطاقة بايدن الانتخابية.

وقد سعى ترمب وحملة الدعاية الجمهورية لإعادة انتخابه لتصوير هاريس كأداة في يد اليسار الديمقراطي الذي سيمارس السلطة والتأثير من وراء الكواليس في رئاسة بايدن.

ويبدو أنها استطاعت قبل أن يختارها بايدن القضاء على المخاوف بين البعض في معسكر بايدن من أن لديها طموحا شخصيا زائدا قد لا يجعل منها الشريك الجدير بالثقة.

فقد أثبتت أنها تستطيع العمل كواحد من أفراد الفريق وقبلت دورا لا تسلط عليه الأضواء وعقدت لقاءات عبر الإنترنت بل وحضرت بنفسها بعض اللقاءات التي لم تحظ بتغطية إعلامية تذكر.

وفي الوقت نفسه كانت تتحدث بما سيفعله بايدن للبلاد إذا ما انتخب رئيسا وشنت هجوما حماسيا على ترمب.

وقالت هاريس عن بايدن في المناظرة التي شاركت فيها في أكتوبر/ تشرين الأول أمام مايك بنس نائب الرئيس “جو وأنا تربينا بطريقة مماثلة جدا. فقد تربينا على القيم الخاصة بالعمل الدؤوب وقيمة العمل العام وسموه وأهمية الكفاح من أجل كرامة الناس كلهم”.

واجب مزدوج

حاولت هاريس أن توازن بين واجباتها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس ومسؤولياتها في مجلس الشيوخ.

فقد استفادت بخبرتها السابقة كمدع عام فأظهرت براعة في توجيه الأسئلة إلى القاضية إيمي كوني باريت أثناء جلسة التصديق على تعيينها في المحكمة العليا في الشهر الماضي وأدمجت الرسالة التي تركز عليها حملة بايدن فيما يتعلق بالرعاية الصحية والتغير المناخي في أسئلتها الموجهة إلى باريت؟.

وبرزت هاريس، باعتبارها المرأة الوحيدة ذات البشرة السمراء في مجلس الشيوخ، كصوت مسموع في قضايا العدالة العرقية وإصلاح الشرطة بعد أن قتلت شرطة منيابوليس جورج فلويد الأمريكي من أصل افريقي في مايو/ أيار الماضي.

وسارت مع المحتجين في شوارع واشنطن واكتسبت تأييد بعض الليبراليين المتشككين.

وبعد أن أصبح بايدن رئيسا فمن المتوقع أن تكون هاريس من كبار المستشارين في العدالة الجنائية والترشيحات القضائية وغيرها.

وكان بايدن قد سئل في برنامج “60 دقيقة” التلفزيوني الشهر الماضي لماذا يعتقد في ضوء سنه أن هاريس ستكون جاهزة لتولي الرئاسة إذا ما حدث شيء له فأطلق على الفور خمسة أسباب.

قال “الأول قيمها والثاني أنها شديدة الذكاء والثالث أنها في غاية الصرامة والرابع أنها ذات مبادئ رفيعة حقا والخامس أنها تتمتع بخبرة كبيرة في إدارة وزارة العدل في أكبر ولاية في الاتحاد ولا يفوقها حجما سوى وزارة العدل الأمريكية. ومن الواضح أنني آمل ألا يصبح هذا سؤالا”.

وهاريس متزوجة من المحامي دوجلاس إيمهوف الذي أصبح من ثوابت الحملة الانتخابية. وينادي ابناه من زواج سابق زوجة أبيهما قائلين “مومالا” اختصارا لعبارة “ماما كمالا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات