أذربيجان تستعيد منطقة أغدام المتاخمة لكاراباخ والقوات الأرمينية تحرق مقراتها قبل انسحابها (فيديو)

استعادت أذربيجان الجمعة السيطرة على منطقة أغدام وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار مع أرمينيا. وتمركز الجيش الأذري في المنطقة بعد انسحاب القوات الأرمينية منها.

وأظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، مقاطع لعربات مدرعة تابعة للجيش الأذري متجهة إلى منطقة أغدام، وسط هتافات المدنيين الأذريين على جانب الطريق.

وتواصل القوات الأرمينية إضرام النار في المخافر العسكرية والمباني ونقاط المراقبة التي يستخدمها في مدينة أغدام، مع استمرار إخلائها لمغادرتها.

وأغدام هي أولى ثلاث مناطق سيتم تسليمها إلى أذربيجان بعدما سيطرت عليها القوات الأرمينية منذ ثلاثين عاما خلال حرب جرت في تسعينات القرن الماضي وخلفت عشرات آلاف القتلى ومئات آلاف النازحين.

وقالت وزارة الدفاع الأذرية في بيان إنه “بموجب الإعلان الثلاثي (وقف الأعمال العدائية) الموقع من رئيس أذربيجان ورئيس حكومة ارمينيا ورئيس روسيا، دخلت وحدات من الجيش الاذري إلى منطقة أغدام في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني”.

الأرمن أشعلوا النار بمنازلهم قبل الرحيل عنها وتسليم قراهم قي إقليم كارابخ لأذربيجان
الأرمن أشعلوا النار بمنازلهم قبل الرحيل عنها (رويترز)

ويكرس الاتفاق الموقع في التاسع من الشهر الجاري، وأجرى المفاوضات بشأنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هزيمة الأرمن بعد ستة أسابيع من القتال.

وبالإضافة إلى تحقيق مكاسب داخل إقليم كاراباخ نفسه، ولا سيما شوشة ثانية مدن الإقليم، تستعيد باكو بموجب الاتفاق المحافظات الأذرية السبع التي كانت تحتلها القوات الأرمينية وتشكل شريطا أمنيا للانفصاليين.

واستعادت أذربيجان أربعا من تلك المحافظات السبع بقوة السلاح، بينما ستتسلم ثلاثا أخرى هي أغدام الجمعة، وكلبجار في 25 من الشهر الجاري، ولاشين في الأول من الشهر المقبل.

من جهة أخرى، يجري نشر نحو ألفي جندي روسي لحفظ السلام من أجل ضمان احترام المتحاربين لوقف إطلاق النار.

ولم ينتظر السكان الأرمن وصول قوات باكو للفرار.

ففي قرية نور ماراغا (كيزيل كنجرلي بحسب تسميتها الأذرية) في منطقة أغدام، شاهدت وكالة فرانس برس السكان يذبحون ماشيتهم ويحصدون ثمارهم وينقلون منازلهم على مدار اليومين الماضيين.

وفي قرية نور كارميرافان (تسميها أذربيجان بابراوند)، كان سكان يقومون بتحميل أثاثهم في مقطورات. وأضرم بعضهم النار في منازلهم حتى لا يتركوا سوى الخراب للأذريين.

ظهر الرئيس الأذري إلهام علييف ترافقه زوجته في بعض الأماكن الرمزية في الأراضي التي استعادتها أذربيجان (وكالة الأناضول)

وفي أغدام التي تحولت مدينة أشباح من ثلاثين عاما، قام الجنود الأرمن الخميس بتدمير وإحراق مقر قيادتهم قبل مغادرة المنطقة.

وفي نهاية الحرب في تسعينيات القرن الماضي، حدثت هجرة عكسية إذ فر جميع السكان الأذريين من هذه المناطق. وبعد ذلك شجعت أرمينيا على توطين أرمن في المنطقة.

دور تركيا

يمثل اتفاق إنهاء الأعمال العدائية هزيمة مهينة لأرمينيا، تدينها خصوصا المعارضة خصوصا التي تتهم رئيس الوزراء نيكول باشينيان بأنه “خائن” وتطالب بلا جدوى حتى الآن باستقالته.

ومع ذلك اقتصرت احتجاجات الشوارع على بضعة آلاف الأشخاص.

هذا وظهر الرئيس الأذري إلهام علييف هذا الأسبوع، مرتديًا زيا عسكريا وترافقه زوجته، في بعض الأماكن الرمزية في الأراضي التي استعادتها أذربيجان.

ولقي إنهاء الأعمال العدائية ترحيبا واسعا من قبل المجتمع الدولي. ومع ذلك، دعت فرنسا موسكو إلى إزالة بعض “الغموض” من النص لا سيما بشأن دور تركيا الداعمة الكبيرة لأذربيجان.

وبينما لم يرد ذكر تركيا في أي مكان في اتفاق إنهاء الأعمال العدائية، أكدت أنقرة بعد توقيعه أن جنودا أتراكا سيشاركون في مراقبة وقف إطلاق النار من مركز تنسيق مشترك مع روسيا في أذربيجان.

لكن الرئيس الروسي أكد أنه لن يتم نشر أي جنود أتراك في كاراباخ.

واخيرا لا يشير اتفاق إنهاء القتال إلى استئناف المفاوضات حول وضع المنطقة الانفصالية، القضية التي تسمم العلاقات في جنوب القوقاز منذ عقود.

المصدر : الأناضول + مواقع فرنسية