قبل خروجه من البيت الأبيض: ترمب يدير حملات تطهير ويطارد قائمة بأعدائه

الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب - أرشيفية

قال تقرير لموقع “ذا هيل” الأمريكي إن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب زاد وتيرة حربه ضد الحكومة الفيدرالية بعد خسارته انتخابات الرئاسة مؤخرا.

وأضاف أن التعيينات الأخيرة التي قام بها ترمب لعدد من المسؤولين، في محاولة لدعم سياسات معينة تسببت في حالة من الحيرة والبلبلة.

وأشار الموقع إلى أن إقالة الرئيس لوزير الدفاع مارك إسبر ومسؤولين كبار في البنتاغون، كان بمثابة إنذار لواشنطن وربما مهد الطريق لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان التي تعد أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.

وذكر أن الشائعات الآن تدور حول ما إذا كانت مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل هي التالية في قائمة الإقالات، بعد إتهام حلفاء الرئيس لها بعرقلة محاولات رفع السرية عن مواد مصنفة على أنها “سرية للغاية” ويقولون إن تلك المواد ستكشف المخالفات في التحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2016 وتواطؤ حملة ترمب مع روسيا.

وأشار التقرير إلى أنه تجري حاليا عملية تغيير في قسم الأمن السيبراني بوزارة الأمن الداخلي، بعد أن شكك كبار المسؤولين هناك في مزاعم ترمب التي لا أساس لها من الصحة بأن الديمقراطيين سرقوا الانتخابات منه بطريق الاحتيال.

وأضاف أن الرئيس عين موالين له في الوكالات المسؤولة عن الإشراف على تشريعات البيئة والطاقة الخاصة بالحكومة، وهناك توقعات بأن ترمب قد يقوم بنفس الأمر في مكتب التحقيقات الفيدرالي أو خدمات الصحة وجهات أخرى.

وأشار الموقع إلى ان ترمب شعر دائما بالإحباط بسبب اعتقاده بأن أشخاصا من البيروقراطيين داخل الحكومة يعملون خلف الكواليس لعرقلة برنامجه.

ونقل الموقع عن حلفاء لترمب قولهم إنه مع تأدية الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين في 20 من يناير/ كانون الثاني المقبل، لا يوجد لدى ترمب ما يخسره وهو يشن الحرب ضد مسؤولي الحكومة الذين يعتقد أنهم يقفون في طريق السياسات النهائية التي يأمل في تحقيقها.

ونقل التقرير عن بريان لانزا، الذي كان مستشارا لفريق ترمب الانتقالي عام 2016، إن ما يحدث الآن يتعلق “بإنهاء الأمور التي قيل له بألا يتعامل معها. لأكثر من ثلاث سنوات وتسعة أشهر كان ترمب يتعامل مع الدولة العميقة، والآن أطلق العنان لترمب، والدولة العميقة ترد عليه”.

وقال الموقع إن مسؤولين حاليين وسابقين في واشنطن يراقبون ما يحدث بحذر، كما أنهم يشعرون بالقلق مما يرون أنه سلوكا مربكا من قبل ترمب واحتمال حدوث تطورات غير متوقعة قد يكون لها عواقب على الأمن القومي في وقت يشهد اضطرابات وارتباكات شديدة.

وأشار الموقع إلى أن رفض ترمب الاعتراف بالهزيمة أمام بايدن يزيد من الشعور بعدم الارتياح. فلم يتلق بايدن المعلومات الاستخباراتية من الوكالات الحكومية كما هو معتاد، فيما يعتقد ملايين الأمريكيين أن الانتخابات سرقت من ترمب.

ونقل الموقع عن دوف زاخيم، الذي عمل كوكيل لوزارة الدفاع في إدارة الرئيس السابق جورج بوش الأب، إن “إحداث الفوضى قد يكون أولوية ترمب القصوى. إنه لا يريد أن يساعد أي شخص في موقع هام بايدن خلال المرحلة الانتقالية. فأنت بحاجة إلى موظفين حكوميين يمكنهم مساعدة القادمين الجدد. إنه يسبب اضطرابا ويجعل الفترة الانتقالية صعبة للغاية”.

وقال الموقع إن عملية التطهير التي يقوم بها ترمب في البنتاغون هي الخطوة الأكثر تأثيرا خلال هذه الفترة، التي يشبه الأمريكيون الرئيس خلالها بأنه مثل “البطة العرجاء”، سواء بالنسبة لإرثه أو بالنسبة لبقاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن كريستوفر ميلر، الذي عينه ترمب قائما بأعمال وزير الدفاع محل مارك إسبر، معروف بمعارضته للحرب في أفغانستان، وأن الرئيس تحدث عن مدى رغبته في أن يرى انسحابا كاملا من الحرب في أفغانستان، التي بدأت عام 2001.

ونقل التقرير عن جمهوري مقرب من البيت الأبيض قوله “إذا لم يسحب القوات من أفغانستان الآن، فلن يكون لأي من هذه الإجراءات أي معنى. يريد أنصار الرئيس منه إعادة قواتنا إلى أرض الوطن، كما أن الشعب الأمريكي أكثر من مستعد لهذا الأمر. لن يكون هنا تتويج لإرث الرئيس أفضل من أن يكون الرجل الذي أنهى أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة”.

وانتقدت المتحدثة باسم فريق المرحلة الانتقالية لبايدن جين ساكي إقالة ترمب لوزير الدفاع مارك إسبر، قائلة إنه “من دواعي القلق أن نرى هذه الاضطرابات، لأنه لا ينبغي أن يكون هناك تسييس للمؤسسة العسكرية”.

وقال الموقع إن خبراء الأمن القومي يشعرون بالقلق من احتمال قيام مسئولي الدفاع، الذين عينهم ترمب مؤخرا والذين كانوا يشغلون في السابق مناصب بسيطة، بتنفيذ انسحاب شديد الخطورة للقوات خلال مهلة زمنية ضيقة وتحت ضغط سياسي في منطقة غير مستقرة.

ونقل الموقع عن أولئك الخبراء قولهم إن السيرة الذاتية لميلر ضعيفة للغاية على مستوى القيادة. ويقولون إن ترمب ملأ المناصب الأخرى بمؤيدين حزبيين، مثل ضابط الجيش المتقاعد الكولونيل دوغلاس ماكريغور، المعلق الدائم في قناة “فوكس نيوز”.

وقال زاخيم إن ترمب “يطارد أعدائه ويهاجم كل من تخطاه أو من يتصور أن تخطاه ويطرد كل هؤلاء، ويمكنه أن يكافئ الموالين له ويرقي أشخاصا ليس مؤهلين”.

وذكر التقرير أن حلفاء ترمب داخل المخابرات المركزية واثقون بشكل سري من أن هاسبل ستجبر على المغادرة، بالرغم أن هناك صراعا شرسا في السر بشأن مصيرها.

ودعا جمهوريون مقربون من البيت الأبيض، ومن بينهم ابن ترمب الأكبر دونالد ترمب جيه آر، علانية إلى فصل هاسبل. ويعتقدون أنها تمنع ترمب من رفع السرية عن وثائق يمكن أن تعيد صياغة الرواية بشأن التحقيقات في التدخل الروسي في الانتخابات عن طريق الكشف عن الأخطاء الحكومية خلال التحقيق.

ويعارض السناتور جون كورنين، العضو الجمهوري بمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس، رفع السرية عن تلك الوثائق، قائلا إنها قد تكشف معلومات سرية عن طرق جمع المخابرات الأمريكية للمعلومات.

وكتب كورنين على تويتر: “لا يجب أن تكون المخابرات حزبية. لا يتعلق الأمر بالتلاعب، ولكنه يتعلق بالحفاظ على حيادية وعدم انحياز المعلومات الضروريين عند إعلام السياسيين بشكل يمكنهم من حماية الولايات المتحدة”.

ولكن يرى البعض داخل الدائرة المقربة من ترمب إن رفع السرية أمر شخصي، بعد أن شعروا أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب وتعرضت حريتهم للتهديد خلال مدة التحقيق الذي استمر لثلاث سنوات بشأن التدخل الروسي في الانتخابات وعلاقة ترمب بروسيا.

وقال جون دود، الذي رأس فريق الدفاع عن ترمب في التحقيق الخاص، إن “الأضرار التي تعرضت لها ثقة الشعب، والتي لا يمكن تقييمها، بسبب الفساد والاستغلال من قبل نظام القضاء الجنائي من خلال الخدعة الروسية، تتطلب كل الوضوح ويفوق الكشف عن أي أساليب استخباراتية”.

ويقول منتقدون للحزب الجمهوري إنه بعيدا عن كشف أسرار الأمن القومي، فإن فصل هاسبل وغيرها من كبار مسؤولي الأمن القومي هو سياسة سيئة وسيرتد على الجمهوريين في الوقت الذي سيحاولون فيه كسب الانتخابات الخاصة في جورجيا والتي ستحدد ميزان القوى في مجلس الشيوخ.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترمب، إن هذا “السلوك لن يرتد فقط ويشوه إرث ترمب، وهو أمر سهل رؤيته، ولكنه سيشوه الحزب ومرشحيه أيضا”.

وقال التقرير إن كريستوفر كريبس، المسؤول الأول في الولايات المتحدة عن الأمن السيبراني، يبلغ المحيطين به أنه يعتقد أن ترمب سيطيح به.

وذكر التقرير أن هناك تقريرا عن أن عددا من المسؤولين عن الأمن السيبراني في وزارة الأمن الداخلي ووكالة أمن البنية التحتية يستقيلون أو أجبروا على الاستقالة.

وأشار إلى أن فريق كريبس كان يدير صفحة “للسيطرة على الشائعات” للتغلب على المعلومات المضللة بشأن الانتخابات، بما في ذلك مزاعم سرقتها من ترمب عن طريق الاحتيال.

وأصدرت وكالة أمن البنية التحتية بيانا يقول إنه لا توجد أدلة على “حذف أو فقدان أي أصوات من نظام التصويت، أو تغيير الأصوات بأي شكل”.

وذكر التقرير أن الديمقراطيين يشعرون بالغضب الشديد من تحركات ترمب بشأن وكالة أمن البنية التحتية والشائعات عن مزيد من قرارات الإقالة. ويقول بني تومسون، العضو الديمقراطي في مجلس النواب عن ولاية ميسيسبي ورئيس لجنة الأمن الداخلي بالمجلس إن “هذا أمر خطير. رفض الرئيس أن يضع البلاد أمام ذاته هو تهديد للأمن القومي”.

وأشار الموقع إلى أن إجراءات ترمب امتدت إلى قطاع الطاقة والبيئة، وقال رئيس مفوضية التشريع الفيدرالية الخاصة بالطاقة نيل تشاترجي إنه أقيل من منصبه بعد أن عبر عن دعمه لتسعير الكاربون، وهو أمر ضار لصناعة الفحم.

وقال التقرير إن البيت الأبيض خفض وظيفة مايكل كوبربيرغ، وهو عالم يعمل على تقرير بشأن التغير المناخي.

وقال مايرون إيبيل، الذي قاد فريق المرحلة الانتقالية لترمب بشأن وكالة حماية البيئة عام 2016، إن “الكثير من الفشل الذي تعرضت له إدارة ترمب يعود إلى أن الرئيس لم يتمكن أبدا من السيطرة. الموظفون الذي قضوا كل حياتهم العملية في الخدمة العامة معارضون لبرنامج عمل المحافظين. وكان جزء من برنامج عمل ترمب هو تقليل عدد الموظفين والسيطرة عليهم، لذا هم عارضوا هذا الأمر بوضوح”.

المصدر : صحيفة ذا هيل